طب وصحة

دراسة تحذر غير الملقحين.. و"دلتا" الأعلى بين مصابي ألمانيا

أعلنت عدة دول عن خطط لإعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 لفئات حصلت بالفعل على جرعتين- جيتي

يزداد معدل الإصابات العالمية بمتحور "دلتا" على نحو ملحوظ ومتسارع، وسط حالة من القلق تنتاب العديد من الدول بسبب العودة للحديث عن وضع خطط وإجراءات تقييدية من جديد عل مواطنيها، في محاولة لمنع تفشي السلالة الجديدة من كورونا.

 

وفي هذا الصدد أعلنت السلطات الصحية في ألمانيا، الجمعة، أن ما يقدر بنحو 97 بالمئة من إصابات كورونا الجديدة في البلاد ناجمة عن المتحور دلتا.

وذكر معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية أنه تم تسجيل 3 آلاف و448 إصابة جديدة بكورونا، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحصيلة الأخيرة تدل على أن عدد الحالات في اتجاه تصاعدي مرة أخرى، بعد أن سجلت السلطات الصحية أكثر من 3000 إصابة جديدة لليوم الثالث على التوالي، للمرة الأولى منذ حزيران/ يونيو، وأن الحالات الجديدة زادت بشكل خاص بين المراهقين والشباب.


اضافة اعلان كورونا
وعلى الرغم من الزيادة السريعة في الإصابات في الأسابيع الأخيرة، إلا أن حالات دخول المستشفى والوفيات ظلت منخفضة نسبيًا، مقارنة بالموجتين الأولى والثانية من الوباء في ألمانيا.

وأكدت السلطات الصحية وجود 24 حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا، الجمعة، بانخفاض عن 30 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها قبل أسبوع، فيما يتلقى 393 مريضًا بفيروس كورونا، حاليًا، العلاج في وحدات العناية المركزة.

وكثفت ألمانيا حملتها التطعيمية مؤخرًا وحققت تقدمًا كبيرًا في تطعيم نسبة عالية من سكانها ضد فيروس كورونا بشكل كامل.

وحتى الخميس، تم تطعيم ما يقرب من 45 مليون شخص في ألمانيا - 54.1% من السكان - بشكل كامل ضد الفيروس، بينما تلقى أكثر من 51.8 مليون شخص - 62.2% من السكان - جرعة واحدة على الأقل.

 

الأشخاص غير الملقحين

 
في الإطار نفسه أظهرت دراسة لـ"مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها" الأميركية نشرت الجمعة، أن الأشخاص غير الملقحين ضد كوفيد عرضة بأكثر من الضعف للإصابة مجددا بالوباء مقارنة بأولئك الذين تلقوا اللقاح.

وقالت الوكالة الصحية إن هذه النتيجة تدعم توصيتها "بأن يتم إعطاء لقاح كوفيد-19 لجميع الأشخاص المؤهلين، بصرف النظر عن إصابتهم سابقا بسارس-كوف-2". 

ويعتبر العديد من الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بفيروس كورونا أنه لا حاجة لأخذ لقاح كوفيد لاكتسابهم المناعة من الإصابة السابقة.

وشملت الدراسة 246 شخصا بالغا من ولاية كنتاكي أصيبوا مرة أخرى في شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو هذا العام بعد أن كانوا قد أصيبوا سابقا عام 2020، وجرت مقارنتهم بـ492 مشاركا آخرين يطابقونهم من حيث الجنس والعمر والإصابة الأولى. 

وتوصلت الدراسة إلى أن الاشخاص غير الملقحين كانوا 2.34 بالمئة أكثر عرضة للإصابة بالفيروس مرة ثانية مقارنة بمن تلقوا لقاح فايزر كاملا.

وأشارت الدراسة إلى أن مدة المناعة التي يتم اكتسابها من الإصابة لا تزال غير مفهومة وربما تتأثر بالطفرات الأحدث للفيروس.

على سبيل المثال أظهرت دراسات مخبرية أن عينات الدم المأخوذة من أشخاص أصيبوا سابقا بالنسخة الأصلية التي ظهرت في ووهان لديها أجسام مضادة استجابتها ضعيفة للمتحورة بيتا التي ظهرت للمرة الأولى في جنوب أفريقيا.

لكن من بين سلبيات الدراسة أنها أجريت قبل ظهور المتحورة دلتا التي تشكل حاليا النسخة السائدة في الولايات المتحدة.

 

في السياق نفسه، دعت منظمة الصحة العالمية، الخميس، الدول الغنية إلى تعليق تقديم جرعات معززة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وذلك حتى نهاية أيلول/ سبتمبر على الأقل.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن تعليق إعطاء الجرعات الثالثة سيوفر جرعات يمكنها تلقيح 10 بالمئة على الأقل من السكان في كل بلد حول العالم.

وأعلنت عدة دول عن خطط لإعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 لفئات حصلت بالفعل على جرعتين، لكن مدير منظمة الصحة حذر من أن الدول الفقيرة سوف تعاني أكثر من نقص جرعات اللقاح.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن البلدان منخفضة الدخل تمكنت بالكاد من إعطاء 1.5 جرعة لقاح لكل 100 شخص بسبب نقص الإمدادات.

وحث غيبريسوس على تغيير هذا الوضع، داعيا إلى توفير الإمدادات للبلدان ذات الدخل المنخفض.

 

إصابات قياسية بأستراليا

 

سجلت أستراليا، السبت، رقما قياسيا في الإصابات اليومية الجديدة بفيروس كورونا هذا العام حيث سجلت أكثر الولايات سكانا وهي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا وكوينزلاند ما مجموعه 361 حالة إصابة بسلالة دلتا شديدة العدوى.

ومع سريان عزل عام صارم على الولايات الثلاث التي يقطنها نحو 15 مليون نسمة أو 60 في المئة من سكان أستراليا، رصدت البلاد أيضا خمس وفيات مرتبطة بفيروس كورونا في واحدة من أعلى المعدلات هذا العام.

وشهدت نيو ساوث ويلز أسوأ أيامها منذ بدء الجائحة حيث سجلت 319 إصابة جديدة منقولة محليا بكوفيد-19 في الوقت الذي لا تزال فيه سيدني والمراكز الإقليمية المجاورة التي تمتد لمسافة 200 كيلومتر على الخط الساحلي تخضع لأوامر بالبقاء في المنازل لمدة ستة أسابيع.

وجرى نقل 345 شخصا إلى المستشفيات في نيو ساوث ويلز منهم 56 في العناية المركزة و23 يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي.

وقالت سلطات نيو ساوث ويلز التي كانت مترددة في فرض عزل عام على سيدني إن عدم مراعاة القواعد يمثل مشكلة.

وقال براد هازارد وزير الصحة في نيو ساوث ويلز: "ما يحدث الآن هو أن بعض الناس لا يمتثلون.. فقط ابقوا في المنازل واحصلوا على اللقاح.. هذا هو الحل".

وشهدت فيكتوريا المجاورة أعلى قفزة يومية في الإصابات هذا العام مع تسجيل 29 إصابة جديدة في الوقت الذي ما زالت فيه الولاية تخضع لعزل عام لمدة سبعة أيام تم فرضه الأسبوع الماضي، وهو السادس من نوعه في الولاية منذ بداية الجائحة.

وحث دان آندروز رئيس وزراء فيكتوريا الناس على الالتزام بقواعد الصحة العامة التي لا تسمح للناس بمغادرة منازلهم إلا للعمل الأساسي أو التسوق أو الرعاية الصحية أو التطعيم أو التريض في الهواء الطلق لمدة ساعتين فقط.

وسجلت ولاية كوينزلاند 13 إصابة جديدة، تم عزلها جميعا باستثناء حالة واحدة، ما يثير آمالا برفع العزل العام المطبق منذ ثمانية أيام في مناطق من الولاية كما هو مخطط بعد ظهر الأحد.

ومع تسجيل ما يزيد قليلا على 36 ألف إصابة بكوفيد-19 و937 حالة وفاة تجنبت أستراليا ما شهدته الدول المتقدمة الأخرى من أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات ولكنها تشهد واحدا من أدنى معدلات التطعيم مع حصول 20 في المئة فقط ممن تزيد أعمارهم عن 16 عاما على التطعيم بشكل كامل.