سياسة دولية

إيران: محادثات فيينا أحرزت بعض التقدم وقد نبرم اتفاقا مؤقتا

القوى العالمية تجتمع في فيينا منذ أوائل نيسان/ أبريل للعمل على إعادة طهران وواشنطن إلى الالتزام بالاتفاق النووي- تويتر

قال مسؤولون إيرانيون الاثنين، إن طهران والقوى العالمية أحرزت بعض التقدم بشأن سبل إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة لاحقا، وإن اتفاقا مؤقتا قد يكون سبيلا لكسب الوقت من أجل التوصل إلى تسوية دائمة.


وتجتمع إيران والقوى العالمية في فيينا منذ أوائل نيسان/ أبريل للعمل على الخطوات التي يتعين اتخاذها لإعادة طهران وواشنطن إلى الالتزام الكامل بالاتفاق، وتطرقوا إلى العقوبات الأمريكية وانتهاكات إيران للاتفاق في الآونة الأخيرة.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحفي أسبوعي في طهران، "نحن على المسار الصحيح وأُحرز بعض التقدم، لكن ذلك لا يعني أن محادثات فيينا وصلت إلى المرحلة الأخيرة".


وكتب ميخائيل أوليانوف، مندوب روسيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، على تويتر الاثنين: "لا تزال الحلول العملية بعيدة المنال، لكننا انتقلنا من الكلام العام إلى الاتفاق على خطوات معينة نحو الهدف".


وأضاف: "بعد أسبوعين من النقاشات بشأن إعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة، يمكننا أن نلحظ برضا أن المفاوضات دخلت مرحلة الصياغة".


وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تولت السلطة في يناير/ كانون الثاني متعهدة بالعودة إلى الاتفاق، إنها مستعدة "لرفع كل العقوبات التي لا تتسق" معه، لكنها لم تحدد أي الإجراءات كانت تعني.


ويقول دبلوماسيون إن خطوات متتالية من كل طرف قد تقدم حلا، في حين قال مسؤولون إيرانيون لرويترز إن المحادثات بالغة الأهمية في فيينا قد تسفر عن اتفاق مؤقت لإتاحة المجال للدبلوماسية للعمل على تسوية دائمة.

 

اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: أمريكا ستعود للاتفاق مع إيران خلال أسابيع

وقال مسؤول إيراني، إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن الخطوات الفنية لرفع جميع العقوبات، فقد تعلق طهران تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 20 بالمئة في مقابل الإفراج عن أموالها المحتجزة في دول أخرى.


وتقول إيران إن 20 مليار دولار من إيراداتها النفطية مجمدة في دول مثل كوريا الجنوبية والعراق والصين بموجب نظام العقوبات الأمريكي منذ 2018.

وتوصلت إيران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين) في 2015 إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، بعد سنوات عدة من المفاوضات الشاقة.

 

وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.


لكن الولايات المتحدة انسحبت أحاديا من الاتفاق في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، ما دفع إيران بعد نحو عام من هذا الانسحاب، إلى التراجع تدريجيا عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.

 

وتعهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بإعادة بلاده إلى الاتفاق، لكن المواقف كانت متباينة بين طهران وواشنطن بشأن من يجدر به القيام بالخطوة الأولى، إذ أصر الأمريكيون على عودة إيران إلى التزاماتها، في حين أبرز الإيرانيون أولوية رفع العقوبات.


وترافقت المباحثات الجارية في فيينا، مع تعرض منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم وسط إيران، لعمل "تخريبي" في 11 نيسان/ أبريل الحالي، اتهمت إيران، إسرائيل بالوقوف خلفه.


وعقب هذا الانفجار، أعلنت طهران البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، ما يجعلها أقرب من أي وقت مضى إلى مستوى نقاوة 90 بالمئة، وهو المستوى الذي يمكن استخدامه لأغراض عسكرية.


وكانت إيران، في إطار تراجعها عن تنفيذ الالتزامات، رفعت قبل أشهر مستوى التخصيب إلى 20 في المئة، علما بأن الاتفاق النووي كان حدد هذه النسبة بـ3,67 في المئة فقط.


ورغم ذلك، أبدى الأطراف الحاضرون في فيينا في نهاية الأسبوع، إشارات إلى "إيجابية" في المباحثات، رغم تأكيد وجود "اختلافات" بين المعنيين بالملف.