لم تسفر مباحثات اليوم الأول من الجولة الخامسة المخصصة لمناقشات الدستور السوري، في جنيف، عن أي تقدم يُذكر، بعد رفض وفد النظام السوري البدء في نقاش المضامين الدستورية.
وأبلغ مصدر من جنيف "عربي21"، أن الوفود لم تتوافق على منهجية موحدة للنقاش، حيث طلب وفد النظام مناقشة صياغة محددات الدستور قبل البدء بصياغة الدستور.
وأوضح المصدر، أنه بهدف التعطيل، جدد وفد النظام الحديث عن خروج الاحتلالات، والمبادئ الوطنية، وهي تفاصيل خارج جدول الأعمال المتفق عليه، أي البدء بنقاش المضامين الدستورية.
ومن الواضح للمصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن النظام يهدف إلى المماطلة، وعدم الخوض بنقاش المضامين الدستورية، موضحا أن "التفاصيل العمومية التي أعاد وفد النظام طرحها، قد تستغرق جلسات الجولة الحالية المستمرة إلى الخميس 29 كانون الثاني/ يناير الجاري".
وأكد وفد المعارضة المشارك في "اللجنة الدستورية"، أنه ناقش المبادئ الأساسية في الدستور، اتساقا مع ولاية اللجنة الدستورية، والمعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية، وفقا لجدول الأعمال المتفق عليه سابقا.
وأَضاف في بيان وصل لـ"عربي21" في ختام اليوم الأول، أن المبادئ الأساسية التي ستناقش في الجولة الجارية تعد هيكلا عاما للدستور، تبنى عليها باقي فصوله، ويتم من خلالها رسم الملامح الأساسية لسوريا الجديدة.
وقال إنه من خلال هذه المبادئ تتضح الرؤية العامة لشكل النظام السياسي، وكيفية الفصل المتوازن بين السلطات، وتحقيق استقلالية القضاء، وسيادة القانون، والحقوق والحريات، وغيرها من المضامين الدستورية التي سيتم الاتفاق عليها في النقاشات.
في السياق، كشف عضو في "اللجنة الدستورية" عن وفد المعارضة، عن مطالبات بدأت تظهر من بعض أعضاء وفد المعارضة، بتجميد مشاركة وفد المعارضة في الجولة؛ احتجاجا على تضييع الوقت من وفد النظام، وعدم الالتزام بجدول الأعمال المتفق عليه سابقا.
وأوضح العضو لـ"عربي21" أن وفد النظام يحاول إضاعة الوقت، حتى آخر يوم من الجولة، وذلك من خلال إغراق الجلسات بتفاصيل غير مُتفق على مناقشتها في هذه الجولة، لأنها أُشبعت نقاشا في الجولات السابقة.
وفي تعليقه على ذلك، قال الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، إن النظام يريد من خلال إرسال وفده إلى جنيف إثبات أنه ملتزم بالعملية السياسية، في حين أن وفده ما زال يرفض أي نقاش جاد حول الدستور السوري.
وقال لـ"عربي21": وفد النظام بدأ يتحدث عن الاحتلالات والإرهاب والعقوبات، علما بأن المفترض أن يتم الخوض في مبادئ الدستور.
وحسب السعيد، فإن كل ذلك يوجب على وفد المعارضة تعليق المشاركة، معتبرا أن "من الأجدى على وفد المعارضة الانسحاب، لا الاستمرار دون إنجاز أي تقدم".
والاثنين، بدأت أعمال الجولة الخامسة المخصصة لمناقشات الدستور السوري في مبنى الأمم المتحدة بمدينة جنيف.
واللجنة الدستورية شكلتها الأمم المتحدة من أجل صياغة دستور جديد لسوريا ضمن مسار العملية السياسية وفق القرار الأممي 2254، وهي مقسمة بالتوازي بين النظام والمعارضة وممثلي منظمات المجتمع المدني.
اقرأ أيضا: هل تتأثر جولة مناقشات الدستور السوري بخلافات هيئة التفاوض؟
قتلى باستهداف ناقلة جنود للنظام السوري في دير الزور
تقرير عن اجتماع لنظام الأسد والاحتلال بحميميم.. ودمشق تنفي
رامي مخلوف يستنجد بالأسد من "أثرياء الحرب"