كشفت مصادر يمنية مطلعة عن استعدادات سعودية لتمكين المجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، من الانقلاب في محافظة المهرة، أقصى شرق البلاد.
وأفادت المصادر بأن السعودية
تحضر لانقلاب جديد في محافظة المهرة، الواقعة أقصى الشرق على الحدود مع سلطنة عمان،
لخلخة تماسك السلطات المحلية فيهاـ وإشغال القيادة اليمنية والرأي العام ببؤرة صراع
جديدة.
وقالت إن الرياض ترتب لانقلاب
في المهرة، عبر ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، لإحداث
توازن استراتيجي، في مقابل ما تواجهه من القوى المناهضة لسياساتها وأنشطتها التوسعية
هناك منذ 3 سنوات.
وأضافت المصادر ذاتها لـ"عربي21"، شريطة عدم كشف أسمائها، أن المملكة تسعى لأن يكون "المجلس الانتقالي" معادلا
للقوى المحلية السياسية والقبلية، الرافضة لتحركاتها، والتي تتهمها بـ"الاحتلال"
في المهرة.
اقرأ أيضا: عبد الملك يدعو لمساعدة اليمن ووقف انهيار الاقتصاد
وذكر أحد المصادر أن الترتيبات
التي يجريها السعوديون لفرض واقع جديد في المهرة، للضغط على الرئاسة وتحجيم نفوذها
ونفوذ القوى الأخرى المعارضة لها، رغم أنها ظاهريا، هي من تدير المحافظة الحدودية مع
عمان.
وقال لـ"عربي21":
رغم الحضور السعودي القوي في المهرة، وتحكمها بالمنافذ البرية والبحرية فيها، لكنها
تواجه تحديات أمام استتباب ذلك، ومنها النشاط القبلي المناوئ لها، بزعامة الشيخ الحريزي.
وأوضح أن الحكومة السعودية
تريد جني مكاسبها في سياق التقاسم المبكر لها مع شريكتها أبوظبي، وذلك بعد دفعها
الكثير في الحرب الجارية منذ 6 سنوات.
مكسب حرب
وتابع: وكأنها اتفقت على أن
يكون هناك مكسب حرب مستقل لها وهو "المهرة"، في مقابل ذهاب "أرخبيل
سقطرى" في المحيط الهندي لحليفتها الإمارات، بالإضافة إلى ذلك، تكون مدينة
عدن، جنوبا، مكسبا مشترك بين الدولتين الخليجيتين.
وتسيطر قوات الانتقالي شكلتها
ومولتها دولة الإمارات على سقطرى، منذ حزيران/ يونيو، بعد مواجهات مع القوات الحكومية
التي آثرت الانسحاب على القتال، بسبب ضعف إمكانياتها، بحسب ما أكده مسؤولون حكوميون.
وأكد المصدر أن "السعوديين
يسعون إلى تحويل محافظة المهرة، إلى مسرح عمليات جديدة ضد إيران والتحرك فيها بشكل
مرن".
اقرأ أيضا: السعودية تعترض مسيّرة حوثية.. وقتلى للانتقالي جنوب اليمن
واستطرد: "التغول السعودي
في هذه المحافظة، ورغبة القضاء على أي شواغل أو مصادر تقلقها بهدف وضع يدها نهائيا
عليها، والتحرك فيها وكأنها تابعة لها"، في مسعى لنقل المعركة من الخليج إلى بحر
العرب، والاقتراب من إيران ووجودها البحري، مشددا على أن "هذا لن يحدث إلا
بدعم أمريكي".
وأشار إلى أن الوجود العسكري
والتجاري المتعدد في ميناء الدقم العماني، سواء الأمريكي والبريطاني، أو الفرنسي والصيني
والباكستاني والهندي، أغرى الرياض لتكثيف أنشطتها بكل الوسائل والسبل هناك في المهرة،
الواقعة في الحدود الغربية من السلطنة، لافتا إلى أنها "تحاذر لأجل أمنها القومي
من أبعاده العسكرية والاقتصادية والتجارية".
ولذلك، وفقا للمصدر، تخطط لإنهاء
أي شواغل أمنية وتحركات مناوئة لها، والذهاب بعيدا نحو القضاء على القوى الرافضة لتواجدها
هناك، سواء سلطة شرعية أو قوى قبلية، أو إشغالها بمواجهة مع تيار آخر مناهض لتلك القوى.
وأواخر الشهر الماضي، وصل السفير
الأمريكي لدى اليمن، كريستوفر هنزل، إلى المهرة، قادما من العاصمة السعودية، برفقة سفير
المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، في زيارة نادرة، أثارت جدلا واسعا، حيث تعد الأولى
لسفير أمريكي إلى هذه المحافظة الواقعة شرقي البلاد.
"تحديات كبرى"
فيما قال مصدر ثان مطلع إن هناك
تحديات كبرى تعيق ترتيبات الانقلاب في المهرة، منها "غياب أي حاضنة شعبية للمجلس
الانتقالي"، ما يجعل من المستحيل نجاح ما تربو له.
المصدر ذاته، لفت إلى أن قوات
الجيش والأمن لن تقبل بأي انقلاب على مؤسسات الدولة، وستسانده القبائل المهرية، التي
تلعب دورا فاعلا ضد الوجود السعودي هناك، منوها إلى أن هناك إجماعا داخل المهرة على
رفض وصد وإفشال أي محاولة من هذا النوع، مستبعدا نجاح أي محاولة انقلابية مدعومة سعوديا
من داخل المهرة.
وأوضح أن الانقلاب سينجح في
حالة واحدة، رغم محدودية فرصه، وهو "غزو المهرة من الخارج عبر مليشيات النخب
والأحزمة التي شكلتها الإمارات سابقا"، مؤكدا على "صعوبة ذلك، كون شبوة الخاضعة
لسيطرة السلطة الشرعية عائقا أمام تنفيذه.
وبحسب المصدر، فإن هناك معلومات
عن وجود مئات العناصر التابعين للمجلس الانتقالي في مطار الغيضة، الذي تتمركز فيه قوات
سعودية، وحولته إلى ثكنة عسكرية لها.
وتابع: من غير المستبعد استخدام
هؤلاء العناصر في تنفيذ هذا المخطط، لكنهم بحاجة إلى غطاء وحاضن شعبي لذلك، وهو ما
لم يتوفر في محافظة المهرة.
ونهاية يوليو/ تموز الماضي،
أغلق مقاتلون قبليون مداخل محافظة المهرة مع محافظات أخرى، لمنع مهرجان دعا لإقامته
ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، في مدينة الغيظة،
عاصمة المحافظة.
ومنذ العام 2017، تنشط حركة
احتجاجات سلمية في محافظة المهرة التي توصف بأنها بوابة اليمن الشرقية، عبر لجنة تسمى"
الاعتصام السلمي"، ضد التواجد العسكري السعودي، وهيمنتها على منفذي شحن صرفيت
وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي.
وتشترك هذه المدينة بمنفذين
بريين مع سلطنة عُمان، فيما تمتلك أطول شريط ساحلي في اليمن يقدر بـ560 كلم على بحر
العرب.
وثيقة سرية تكشف محاربة الإمارات للسعودية في اليمن
اتفاق الحكومة اليمنية و"الانتقالي".. عام من خرق التفاهمات
تجدد القتال في أبين جنوب اليمن والقوات الحكومية تتقدم