سياسة دولية

تحقيق لـ"CNN": ترامب ضعيف ومكالماته مع القادة كارثية

شهد أشخاص استمعوا للمكالمات على أن ترامب ضعيف على الهاتف - جيتي

كشف تحقيق لشبكة "سي أن أن" الأمريكية، عن مكالمات هاتفية سرية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع عدد من الرؤساء الأجانب، قالت إنهم تفوقوا عليه خلالها، لا سيما الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

ونقلت الشبكة عن مصادر خاصة، بأن ترامب كان دائما غير مستعد لمناقشة القضايا الخطيرة في مكالماته، وكان هذا سببا في ترسخ قناعة لدى مسؤولين في إدارته بأن الرئيس خطر على الأمني القومي للبلاد، وأبرزهم وزيرا الخارجية والدفاع السابقان، ومشتاران للأمن القومي، ورئيس أركان.

وتابعت المصادر بأن ترامب كان يعيش في الوهم، وكان يظن أنه ساحر، أو يضغط على الآخرين، ويتنمر عليهم، لإخضاعهم لإرادته.

ولفتت إلى أن النصيب الأكبر من المكالمات كان من نصيب أردوغان، الذي كانت تحول مكالماته إلى الرئيس مباشرة بأوامر مباشرة، وكان خلالها يهاجم الإدارات السابقة، مثل جورج بوش، وباراك أوباما.

 

وأصبح أردوغان بارعا في الوصول لترامب مباشرة، لدرجة أقنعت مساعدين في البيت الأبيض أن الخدمات السرية التركية في واشنطن تستخدم برنامج ترامب لإخبار أردوغان عن الوقت المناسب للاتصال بترامب.

وفي بعض الأحيان كان أردوغان يتصل مع ترامب وهو يلعب الغولف حيث كان يؤخر اللعبة وهما يتحدثان بشكل مطول. ووصف مسؤولان ترامب بأنه لم يكن يعرف عن سوريا أو تفاصيل الشرق الأوسط بحيث يكون مؤهلا للحديث مع أردوغان.

وقال المسؤول إن مكالمات الرئيس التركي مع ترامب كانت صورة عن الطريقة التي استفاد منها وظهرت من خلال قرارات سحب القوات الأمريكية ما فتح الطريق لتركيا لدخول مناطق المسلحين الأكراد.

 

ويأتي الحديث عن فشل ترامب في مكالماته الهاتفية في وسط التقارير التي قالت إنه علم عن المكافآت التي رصدتها روسيا لقتل الجنود الأمريكيين في آذار/ مارس لكنه قرر عدم التحرك.

وكشفت "سي أن أن" عن وجود مكالمات هاتفية بين ترامب وبوتين أعرب فيها الرئيس الأمريكي عن رغبته بأنهاء الوجود الأمريكي في أفغانستان، لكنه لم يتحدث فيها عن محاولات روسيا قتل الأمريكيين هناك.

 

وتحدث بأعجاب عن تجربته في تنظيم ملكة جمال العالم بموسكو. في محاولة منه لكي يحصل على مديح من بوتين الذي كان يتفوق عليه.

وقال مصدر إن بوتين كان يقوم بزعزعة استقرار الغرب في وقت كان رئيس أمريكا يتحدث عنه في محاولة للحصول على احترام رئيس روسيا.

 وقال مصدر إن محادثات الرئيسين بدت وكأنها لشخصين يجلسان في حمام بخار. وكان ترامب يترك مساعديه ومستشاري الأمن القومي في حالة من الصدمة ليس من ناحية التنازلات التي قدمها لبوتين ولكن لطريقة حديثه التي كانت تحاول الحصول على إعجاب بوتين وتتجاهل أسس العلاقة الثنائية بين البلدين ولا تلتفت للملفات المهمة مثل حقوق الإنسان والتحكم بالسلاح.

 وكان ترامب يعتقد أن علاقته الشخصية مع بوتين ضرورية لإعادة رسم العلاقات مع روسيا التي يراها لاعب دولي مهم. وقال مسؤول مطلع على مكالمات ترامب- بوتين أن الرئيس رفع من قيمة دولة لا تسهم إلا بنسبة 4% من الاقتصاد العالمي وقدم زعيمها الديكتاتوري وقوض الموقف المتشدد الذي اتخذه الكونغرس والمؤسسات الأمنية منها.

اضافة خبر متعلق


وأشارت إلى أنه أهان رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، تيريزا ماي ووصفها بالضعيفة، فيما وصف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ"الغبية".

أما في أحاديثه مع ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، والرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، فقد تفاخر بثروته الخاصة وعبقريته وإنجازاته العظيمة، وحماقة أسلافه.

 

كما قال أحد المسؤولين الذين أشار إلى أن ترامب كان يأخذ سماعة الهاتف ويتصل مع ابن سلمان بدون أن يكون أحد متجهزا للمكالمة. وكان رد فعل مساعديه "يا إلهي لا تتصل".

وأشارت الشبكة إلى أن المكالمات التي تتحدث عنها تتوافق إلى حد كبير مع ما وصفه المستشار السابق، جون بولتون، في كتابه، لكنها تغطي فترة زمنية أكبر من فترة وجود بولتون في الإدارة.

ولفتت الشبكة إلى أن مصادرها هم أشخاص استمعوا إلى المكالمات، أو تم تزويدهم بملخصاتها، أو نسخ مكتوبة منها، وأجرى معهم مقابلات على مدى 4 أشهر، وعددهم يزيد على 10 أشخاص.

 

وقال شخص مطلع على كل مكالمات الرئيس مع زعماء روسيا وتركيا وكندا وأستراليا وقادة أوروبا الغربية إن المكالمات كانت بغيضة وضارة بالأمن القومي الأمريكي ولو استمع أعضاء الكونغرس الجمهوريين أو حصلوا على وصف لما ورد فيها أو قرأوا ملخصات لفقدوا الثقة بالرئيس.

وقارن مصدران مكالمات الرئيس مع الزعماء الأجانب بإيجازاته اليومية الأخيرة عن فيروس كورونا- حوار حر وضعف في الحقائق وحوار مع النفس وصراخ وحديث مليء بالفتنازيا وتكهنات قائمة على حدسه ومعلومات مضللة من وسائل التواصل الاجتماعي.

وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ماثيوز، بعد نشر التحقيق، قائلة: "الرئيس ترامب مفاوض من الطراز العالمي (...) وأظهر قدرته على تعزيز مصالح أمريكا الاستراتيجية".

 

وبالإضافة لميركل وماي قام ترامب حسب المصادر بمهاجمة حلفاء آخرين مثل إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي وجاستن ترودو، رئيس وزراء كندا وسكوت موريسون، رئيس وزراء أستراليا، حيث استخدم نفس النبرة والعدوانية التي اتسم بها حديثه مع حكام الولايات الأمريكية لمواجهة فيروس كورونا.

وفي مكالماته، كان يطمع ماكرون في إقناع ترامب لتغيير رأيه في قضايا تتعلق بالبيئة والأمن والاتفاقية النووية مع إيران.

وكان ماكرون لا يحصل على شيء ويستفز ترامب بمطالبه بطريقة كان يعرضه لمحاضرات وما وصفه مصدر بعملية "الجلد" خاصة فيما يتعلق بنفقات فرنسا والدول الأخرى الدفاعية للناتو وسياسات الهجرة المتسامحة أو العلاقات التجارية غير المتوازنة مع الولايات المتحدة.