سياسة عربية

تظاهرات بالخرطوم ضد حكومة حمدوك والجيش يغلق الطرق

تأتي هذه التظاهرات وسط رفض وغضب كبير من اتخاذ المجلس السيادي قرارا بحل وإلغاء منظمة "الدعوة الإسلامية"- جيتي

رغم محاذير تفشي وانتشار فيروس كورونا، إلا أن التظاهرات بالسودان ما زالت تتصاعد، حيث خرج المئات من السودانيين في محيط القيادة العامة للجيش، بالعاصمة الخرطوم، الخميس، احتجاجا على سوء الأوضاع الاقتصادية، والمطالبة برحيل الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، وتردي الأوضاع الاقتصادية.


وتتوالى التظاهرات بالسودان منذ أكثر من شهر خارج العاصمة، في ما بدا أنها انتقلت للخرطوم في الأسابيع الأخيرة.


وأفاد شهود عيان للأناضول، أن "مجموعة من المحتجين استطاعت اختراق الأسلاك الشائكة والحواجز الأمنية، ووصلت إلى محيط قيادة الجيش لتنفيذ اعتصام جديد".

وبحسب الشهود، فإن الشرطة فرقت المحتجين الذين وصلوا إلى مقر قيادة الجيش، قبل ازدياد عددهم، ما يمهد لتنفيذ الاعتصام.

وأغلقت قوات من الجيش، الشوارع المؤدية إلى مقر القيادة العامة، بالحواجز الأمنية والأسلاك الشائكة، تفاديا لوصول المتظاهرين.

فيما تشهد شوارع الخرطوم المحيطة بمقر القيادة العامة، محاولات كر وفر بين محتجين وقوات الشرطة، بحسب الشهود.

وجاءت التظاهرة تحت شعار الحراك الشعبي الموحد "حشد"، (البديل لمسيرات الزحف الأخضر).

ويشهد السودان حاليا، أزمة خانقة في الخبز والوقود، تجلت في اصطفاف عدد كبير من المواطنين أمام المخابز، ومحطات الوقود بسبب عدم توافرهما.


اقرأ أيضا : تحرك سوداني لتنفيذ مهام "عاجلة" بذكرى عزل البشير


وفي 14 كانون الأول/ ديسمبر 2019، انطلق أول موكب احتجاجي لمسيرات "الزحف الأخضر" بالخرطوم، بعد انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتصحيح مسار الثورة وتحقيق شعاراتها.

وتبنت تيارات وأحزاب إسلامية متعددة الدعوات إلى المشاركة في "الزحف الأخضر"، موردة أسبابا عدة لقرارها.

 

وتأتي هذه التظاهرات وسط رفض وغضب كبير من اتخاذ المجلس السيادي، السبت الماضي، قرارا بحل وإلغاء منظمة "الدعوة الإسلامية"، ومصادرة ممتلكاتها.

وبرر حينها المجلس قراره بكون مقرها "شهد تسجيل البيان الأول لانقلاب البشير قبل استلامه السلطة في 1989".
 
وقال عضو لجنة "إزالة التمكين"، صلاح مناع، الجمعة، إن مقر منظمة الدعوة الإسلامية بالعاصمة الخرطوم، شهد تسجيل البيان الأول لانقلاب الرئيس المعزول عمر البشير، وتابع بالمؤتمر نفسه: "لن يعود الإسلاميون في السودان للسلطة أبدا .. عشم إبليس في الجنة"، وفق تعبيره.

ومنظمة الدعوة الإسلامية تأسست عام 1980، كمنظمة عالمية إنسانية طوعية غير ربحية ومستقلة، ومن أهدافها نشر الإسلام، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، إلى جانب دعم وإغاثة المحتاجين، وتشجيع المبادرات المحلية في التنمية والبناء.

وتقدم المنظمة التي تتخذ من الخرطوم مقرا لها، خدماتها الإنسانية والطوعية عبر مكاتبها المنتشرة في 41 دولة إفريقية.

وقالت المنظمة في تعليقها على قرار حظرها بأنها "تدرك أن دولة المقر يحق لها التحلل من اتفاق المقر، والطلب من المنظمة مغادرة السودان والبحث عن مقر بديل، لكن يجب أن يتم ذلك وفق أعراف دبلوماسية معروفة تسمح للمنظمة بالتصرف في أصولها وممتلكاتها".

وأعربت شخصيات عن استهجانها للقرار السوداني، بإغلاق مقر المنظمة، وأشار عدد منهم إلى وجود "استهداف لكل ما هو إسلامي، حتى لو كان العمل الخيري لمساعدة المحتاجين".