سياسة عربية

هل هناك حضارة مصرية إماراتية مشتركة؟.. باحث يجيب

ما مدى صحة ما أورده خلفان على صفحته؟ - (صفحة منصور خلفان على تويتر)

زعم باحث إماراتي أن تاريخ الفراعنة مشترك بين حضارة الإمارات ومصر، وأن أسواق الفراعنة كانت في دبي والفجيرة، وأن المصريين القدماء استوطنوا مصر للقرب من الأراضي المقدسة بفلسطين.

وخلال استعراض ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد وحاكم دبي محمد بن راشد، لبعض الآثار المصرية القديمة المعروضة في أبوظبي، قال المتخصص بتاريخ الحضارات القديمة الإماراتي منصور خلفان، حسب تعريفه عبر "تويتر": "قادة الإمارات يستعرضون قطع أثرية من تاريخ الفراعنة المشترك لحضارة الإمارات ومصر، كانت أسواقهم في دبي والفجيرة، واستوطنوا مصر للقرب من الأراضي المقدسة في فلسطين".

وبعد الانقلاب العسكري في مصر، اعترفت السلطات المصرية بفقدان آلاف القطع الأثرية، فيما اتهم صحفيون ونشطاء مصريون نظام السيسي بتهريب تلك الآثار إلى الإمارات.

 

 

 


وتم تعيين عبدالفتاح السيسي، في 17 حزيران/ يونيو 2017، رئيسا لمجلس أمناء المتحف المصري الكبير، ليكون أول قراراته بعدها بيومين هو منع استخدام الكاميرات بالمخازن، بدعوى الحفاظ على الآثار من السرقة.

وبعدها بشهر ونصف، في 28 تموز/ يوليو 2017، شهد مطار القاهرة الدولي انقطاعا للتيار الكهربائي لمدة ساعة كاملة، لم يتم فيها تشغيل المولدات الاحتياطية، وهي الواقعة التي أثارت المخاوف من تهريب آثار مصرية حينها.

ودعم تلك المخاوف أنه بعد نحو 20 يوما وفي 16 آب/ أغسطس 2017، أعلنت وزارة الآثار عن اختفاء 32 ألفا و638 قطعة أثرية مختفية من 27 مخزنا متحفيا.

 

اقرأ أيضا: هل تورطت قيادات عسكرية بمافيا تهريب الآثار المصرية للخارج؟

ورغم ذلك، رفض رئيس مجلس النواب، علي عبدالعال، طلبين برلمانيين بمناقشة أزمة انقطاع الكهرباء عن مطار القاهرة، وفقدان آلاف القطع الأثرية.

ووسط ذلك الجدل، تم افتتاح متحف "لوفر أبوظبي" 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، والذي عرض نحو 25 ألف قطعة أثرية أصلية أغلبها من التاريخ المصري، ما أثار حينها التكهنات حول كيفية حصول أبوظبي على تلك الآثار.


وكان الكاتب الصحفي عبدالناصر سلامة، قد قدم بلاغا إلى النائـب العـام المصري عبر مقاله تم منع نشره بصحيفة "المصري اليوم"، في أيلول/ سبتمبر 2017، متهما الإمارات بسرقة الآثار المصرية لعرضها في متحف لوفر أبوظبي.

وتحدثت تقارير صحفية غربية عن دور الإمارات في سرقة الآثار العربية، حيث كشفت "ديلي تلغراف"، في 7 تموز/ يوليو 2017، أن الإمارات هربت آلاف القطــع الأثريــة من العــراق، فيما أكد عالم الآثار الفرنسي، جورج سينياك، أن "أبوظبي سرقت سبائك ومخطوطات من ليبيا ومصر والعراق واليمن".

"رد من التاريخ"

ومن وجهة نظر تاريخية قال الأكاديمي والباحث الأثري المصري الدكتور حسين دقيل: "بداية الإمارات؛ وبعيدا عن تاريخ نشأتها الحديث وقبل أن تسمى بهذا الاسم هي جزء من شبه الجزيرة العربية، والحضارات التي مرت بها الجزيرة هي جزء منها وقد تكون قد مرت بها أيضا".

دقيل، أضاف لـ"عربي21"، أن "ما اكتشف في الإمارات من آثار حتى الآن هو بعض الدفانات أو المقابر البسيطة، والفخار والأدوات المعدنية"، مؤكدا أنه "لا توجد عندهم آثار قديمة ثابتة، إلا من العصر المسيحي، كنيسة يقولون إنها ترجع للقرن السابع الميلادي".

وعن علاقة مصر القديمة بالجزيرة العربية، أوضح أن "الدولة المصرية القديمة امتدت بمراحل قوتها للشرق إلى سوريا وبلاد الرافدين، وهناك مؤشرات على وصولها للجزيرة العربية".

وأشار الأثري المصري، إلى أنه "عام 2010 ظهر نقش بالسعودية يشير للملك رمسيس الثالث (القرن الـ12 ق.م)".

وأضاف أن "هناك أيضا مؤشرات على أن الملك أحمس (القرن الـ16 ق.م) عندما طرد الهكسوس اتجه شرقا؛ وربما وصل للجزيرة العربية، وهناك مؤشرات ولكن لا توجد دلائل كاملة تؤكد هذا المعنى".

وتابع الأكاديمي المصري: "أيضا الملك تحتمس الثالث، أحد الملوك الأقوياء اتسعت رقعة مصر بعهده، ومن المؤكد أنها وصلت للجزيرة العربية، وربما تثبت الأزمان القادمة وجود آثار لهؤلاء الملوك هناك".

وخلص إلى التأكيد على أن "الحضارة المصرية القديمة ممتدة للجزيرة العربية والإمارات جزء منها، وقد تكون هناك آثار تظهر فيما بعد. وإذا وجدت هذه الحضارة فستكون فرعونية وليست إماراتية بالطبع".

وختم الأثري المصري بقوله إن "الآثار التي وجدت بالإمارات حتى الآن لم يستطيعوا التأريخ لها سوى بكتيب من 120 صفحة، وهي قطع فخارية ومعدنية ودفانات ليس أكثر".

"سخافات.. وتزوير"

ومن جانبه قال أستاذ التاريخ المعاصر الدكتور صبري العدل: "بطبيعة الحال فإن التاريخ ليس ملكا للعرب وحدهم؛ فالتاريخ المصري القديم يكتبه ويهتم به الأوربيون وغيرهم من الأمم".

الأكاديمي المصري أضاف لـ"عربي21": "وإذا ضعف المؤرخون العرب وحاولوا تزوير التاريخ فلن يحدث هذا الأمر مع المؤرخين من الأمم الأخرى".

وأكد أن "مثل هذه السخافات التي تخرج على ألسنة غير المتخصصين من وجود علاقات وتواجد للفراعنة بصحراء العرب لا أساس لها من الصحة؛ وهي محاولات لنحت ماض تليد".

 وأشار العدل، إلى واقعة تاريخية وتعليق المؤرخ الإنجليزي (بيتر مالكولم هولت) على مخطوط مزور بمصر العثمانية ينسب صاحبه المماليك الشراكسة إلى قبيلة قريش العربية لإضفاء القدسية على أمير الحج المملوكي المصري.

وختم بقول "هولت"، إن "نحت أصول شريفة للمجتمع المملوكي هو تزوير واضح بفضل العطايا والهبات التي يمنحونها".