صحافة دولية

صحيفة: الهجوم في سوريا يفكك العالم إلى كتلتين

أعرب بوتين الذي يعد المساند الأول للأسد عن رفضه الكلي لما قام به ترامب- جيتي

نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تباين ردود الفعل العالمية بشأن الهجوم الأمريكي الغربي على سوريا. ففي حين ساندت بعض الدول الهجمة العسكرية على سوريا، نددت أخرى بها.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والمملكة المتحدة قد أقدموا على قصف بعض المقرات السورية ردا على استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية، التي خلفت أكثر من أربعين قتيلا ونحو 500 جريح في مدينة دوما قبل أسبوعين.

 

وأضافت: "لجأت واشنطن لهذا الحل إثر فشل آخر محاولة دبلوماسية أمريكية لإصدار قرار يدين الدكتاتور السوري، بسبب معارضة روسيا لهذه الإدانة".

وأوردت الصحيفة أن دول العالم لم تتأخر كثيرا في الإفصاح عن موفقها تجاه العدوان الثلاثي على سوريا. نتيجة لذلك، انقسمت دول العالم إلى كتلتين مختلفتين بشكل واضح. فمن ناحية، ترى الكتلة الأولى أن ما قامت به الولايات المتحدة وحلفاؤها شرعي ولا ريب فيه.

 

ومن ناحية أخرى، أدانت الكتلة الثانية الهجوم معتبرة أنه سيعمق من الأزمة الراهنة، وأن نتائجه ستكون وخيمة على المنطقة.

وذكرت الصحيفة أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، قد عبرت عن دعمها لجميع الوسائل الرامية إلى "تجنب استخدام الأسلحة الكيميائية" في سوريا. كما صرحت موغيرني قائلة "لقد بلغت كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي بالتفجيرات التي استهدفت منشآت الأسلحة الكيميائية في سوريا، بهدف الحد من استهداف المدنيين".

 

واعتبرت مورغيني أن مساءلة النظام السوري أمر إلزامي، لأن ما ارتكبه في حق الإنسانية فيه انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أيد قرار الدول الأوروبية المشاركة في هذا الهجوم.

 

علاوة على ذلك، أكد توسك أن الاتحاد الأوروبي سيظل دائما "إلى جانب حلفائه". وحيال هذا الشأن، نشر رئيس المجلس تغريدة على تويتر قال فيها إن "الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة يؤكد أنه لا يمكن للنظام السوري، وروسيا وإيران أن يستمروا في هذه المأساة الإنسانية دون دفع الثمن".

وأوردت الصحيفة أن رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوي يساند هذا الهجوم، معتبرا إياه تدخلا "مشروعا ومتناسبا" مع "الهجمات الوحشية" التي تطال المدنيين من جانب النظام. وعلى الرغم من أن إسبانيا تفضل العمل الدولي المتضافر، إلا أن الهجمات ضد المدنيين العزل تطلبت ردا قويا، وذلك على حد تعبير راخوي.

وقالت الصحيفة إن الموقف التركي كان واضحا ومباشرا، إذ نددت الحكومة التركية بتجاوز النظام السوري لكل الخطوط الحمراء. وفي هذا الإطار، ورد في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، "نحن نرحب بهذه العملية التي تعبر عن ضمير البشرية جمعاء ضد هجوم دوما الذي ارتكبه النظام السوري".

 

أما المملكة العربية السعودية، فقد أعلنت عن دعمها الكامل للهجوم الثلاثي على سوريا. ولعل ذلك ما أكده البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، الذي نددت فيه باستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.

وتطرقت الصحيفة إلى مواقف ألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، حيث ساندت هذه الدول الثلاث قرار الولايات المتحدة الأمريكية في قصف بعض المواقع التابعة للنظام السوري. وقد اعتبرت كل من المستشارة الألمانية أنجلينا ميركل، ووزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، ورئيس الوزراء البلجيكي تشارلز ميشيل، أن سياسة الأسد تجاه الشعب السوري تطلبت ردا مناسبا وفعالا.

 

في المقابل، شدد ممثلو هذه الدول على ضرورة المفاوضات لتجنب التصعيد في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى استنكار بعض الدول الهجوم العسكري على سوريا، على غرار روسيا، وإيران، بالإضافة إلى الصين والعراق. وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتبر المساند الأول للأسد، عن رفضه الكلي لما قام به دونالد ترامب.

من جهته، لم يخف المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي موقفه المساند لسوريا، واصفا هذه العملية بالجريمة. كما صرح خامنئي في التلفزيون الحكومي "أعلن بوضوح أن رئيس الولايات المتحدة ورئيس فرنسا ورئيسة وزراء المملكة المتحدة مجرمون".


وذكرت الصحيفة أن الصين قد نددت بالهجوم العسكري الثلاثي على سوريا، معتبرة أن هذا الهجوم يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة، وينتهك القانون الدولي، ويعرقل مباحثات السلام لحل الصراع السوري. وفي بيان لها، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون يينغ، بأن "أي عمل عسكري أحادي الجانب يتجاوز مجلس الأمن، يتعارض مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وينتهك المبادئ والمعايير الأساسية للقانون الدولي".

وفي الختام، نقلت الصحيفة أن الحكومة العراقية طالبت بعقد اجتماع طارئ للدول العربية لتبني "موقف واضح" بعد وقوع الهجوم العسكري على سوريا. وفي هذا الصدد، عبرت مصر عن "قلقها الكبير" من عواقب "التصعيد العسكري في سوريا".