سياسة عربية

التحالف الإماراتي السعودي يهدد مجلس التعاون الخليجي

قادة مجلس التعاون الخليجي في قمة استضافتها المنامة سابقا - ا ف ب

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن إعلان الإمارات العربية المتحدة إنشاء تحالف عسكري واقتصادي مع المملكة العربية السعودية، سيكون مستقلا عن مجلس التعاون الخليجي.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إقدام السعودية والإمارات على هذه الخطوة قد تزامن مع قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها الكويت، وهي القمة الأولى منذ أن قطعت كل من الرياض وأبوظبي العلاقات الدبلوماسية مع قطر في شهر حزيران/ يونيو الماضي؛ مما أطلق العنان لأكبر أزمة منذ 36 سنة من تأسيسه. في المقابل، اكتفى قادة الرياض وأبوظبي بإرسال وفود منخفضة المستوى عوضا عنهم إلى هذه القمة.
 
وبينت الصحيفة أن رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قد وقع مرسوما يقضي بتشكيل لجنة تعاون مشترك مع السعودية بهدف تنسيق كافة الشؤون العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والتجارية، والثقافية بين البلدين. ومن المتوقع أن يترأس هذه اللجنة من الجانب الإماراتي ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد.
 
وأضافت الصحيفة أن التحالف السعودي الإماراتي الجديد من شأنه أن يهدد مستقبل مجلس التعاون الخليجي، وهي الكتلة التي تم إنشاؤها منذ سنة 1981 من أجل تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي لدول الخليج الست أمام مخاوفها من انتصار الثورة الإيرانية، أي قبل سنتين من تاريخ تأسيسه. بالإضافة إلى ذلك، يضم هذا المجلس كلا من البحرين والكويت وعمان.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: هل يحل تحالف الرياض وأبو ظبي محل مجلس التعاون؟

ونقلت الصحيفة على لسان أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تصريحا أفاد فيه بأن هذه القمة "كانت فرصة جيدة لجمع إخوة مجلس التعاون الخليجي في منزلهم الثاني، الكويت". وعلى الرغم من الجهود التي بذلها الأمير الكويتي لعقد هذا الاجتماع، إلا أن كلماته لم تخف غياب قادة السعودية والإمارات والبحرين عن القمة، حيث اكتفوا فقط بإرسال ممثلين عنهم إلى اجتماع يجمع كل سنة بين الملوك الخليجيين الستة، الذين هم مطالبون بإرسال ورثتهم، في حال تعذّر عليهم الحضور لأسباب صحية.
 
وأوضحت الصحيفة أنه بالنظر إلى "وقاحة" هذه الدول وإعلان الإمارات عن شراكتها الجديدة، فإنه من غير المرجح أن يلاقي نداء الشيخ صباح صدى كبيرا لإنشاء آلية لحل النزاعات بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي. وفي الوقت الراهن، عجزت القمة، التي استمرت فقط لمدة ساعتين، عن الحد من الأزمة التي أحدثت شللا واضحا في صفوف مجموعة دول الخليج.
 
وفي هذا الإطار، أورد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر، الدكتور ماجد الأنصاري، أن "هذا التحالف يعطي انطباعا بوجود نية من جانب السعوديين والإماراتيين بوضع حد لمجلس التعاون الخليجي فعلا". ويرى الأنصاري أنه "ليس لدى السعودية والإمارات أي نية لدعم استقرار مجلس التعاون الخليجي، ولا حتى دعم جهود الوساطة الكويتية، فضلا عن عدم رغبتهما بتاتا في وضع حد لهذه الأزمة".
 
وأوردت الصحيفة أنه على الرغم من عدم ورود أي معلومات حول هذا الموضوع من طرف الرياض، إلا أن كلا من السعودية والإمارات، أكبر القوى الاقتصادية في شبه الجزيرة العربية، قد كثّفتا من التعاون فيما بينهما خلال السنوات الأخيرة، كما زادتا من الاعتماد على سياسة خارجية أكثر نشاطا.
 
والجدير بالذكر أن صدفة توافق المصالح بين البلدين قد أصبحت أكثر وضوحا منذ وصول الملك سلمان إلى دفة الحكم، وتولي ابنه الأمير محمد بن سلمان فيما بعد زمام الأمور. إلى جانب ذلك، قام ولي العهد ابن سلمان، بدعم من طرف ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، بشنّ العدوان العسكري على اليمن منذ آذار/ مارس 2015. فكلاهما يرى أن الإسلام السياسي يمثل أكبر تهديد لاستقرار المنطقة، كما يشتركان في نظرتهما المعادية لإيران. كما يعتبر كلاهما العقل المدبر وراء الحصار المفروض على قطر.
 
وذكرت الصحيفة أن الرياض وأبوظبي تتهمان جارتهما قطر، منذ حزيران/ يونيو الماضي، بتمويل الإرهاب ودعم جماعة الإخوان المسلمين. وبفضل دعم كل من البحرين ومصر، خضعت الدوحة لحصار دبلوماسي وتجاري لم يسبق له مثيل. وفي الأثناء، نفت قطر كل الاتهامات الموجهة ضدها وأبدت استعدادها للتفاوض، لكنها رفضت الاستسلام أمام مطالب هذه الدول، التي شملت إغلاق شبكة تليفزيون الجزيرة.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن مجلس التعاون الخليجي قد أثبت مدى عجزه عن معالجة الأزمة. وفي هذا السياق، أعرب أمير الكويت، الذي باءت محاولاته بالفشل، عن أمله في أن تساهم القمة، على الأقل، في تجميد الوضع حتى لا يزداد الأمر سوءا. وتعتبر استجابة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لدعوة الكويت أمام غياب الملك سلمان وولي عهده، إلى جانب غياب ولي عهد أبوظبي، خير دليل على عدم إحراز أي تقدم خلال هذه القمة.