صحافة دولية

لاجئة روهنغية: ألقى البورميون ابني في النار واغتصبوني

مأساة لاجئي الروهينغا الذين فروا إلى بنغلادش لا تزال متواصلة- الاناضول

نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن معاناة شعب الروهينغا والفظائع التي ارتكبها الجيش البورمي في حقهم.
 
 وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مأساة لاجئي الروهينغا الذين فروا إلى بنغلادش لا تزال متواصلة.

 

وفي هذا السياق، لا يزال الرعب يسكن صميم السيدة الشابة رازوما بيجوم، إحدى القاطنات في قرية تولا تولي الواقعة شمال ميانمار.

 

وفي هذا الصدد، أوردت رازوما بيجوم، قائلة: "كان مئات الجنود يطلقون النار علينا دون أي داع في الوقت الذي كانت فيه طائرة مروحية تحلق فوق رؤوسنا. وكان الأفراد يركضون في كل صوب مذعورين".
 
وتجدر الإشارة إلى أن رازوما بيجوم تبلغ من العمر 20 سنة، وهي متزوجة من محمد رفيق البالغ من العمر 25 سنة، الذي يعمل في مجال البناء. ولدى هذين الزوجين طفل يبلغ من العمر 14 شهرا.
 
وأفادت الصحيفة أن رازوما بيجوم قد روت قصتها في حين لم تتوقف الدموع التي فشلت في احتواء آلامها، عن التدفق على وجنتيها. وفي هذا الإطار، صرحت رازوما، أنه "وبعد إطلاق النار على الرجال، أحرق الجنود منزلنا. وفي الأثناء، بادر أحد الجنود بافتكاك طفلي من أحضاني ثم ألقى به في النار".

 

اقرا أيضا : تيلرسون: ما يحدث في ميانمار ضد الروهينغيا "تطهير عرقي"

 

عقب ذلك، قام هؤلاء المجرمين بإرغامي على الدخول إلى كوخ واغتصبوني، في حين لم ينفكوا يرددون: "بورما ليست أرضك"".
 
وتابعت رازوما بيجوم وهي تمسح دموعها بالحجاب الذي كان يغطي رأسها قائلة: "لا أستطيع وصف حجم الضرر والمعاناة التي ألحقها بي هؤلاء الرجال. لقد اغتصبني عشرة جنود وتعرضت للتعنيف والضرب الشديد، لدرجة أنني فقدت الإحساس بما حولي بعد الحادثة لفترة من الوقت".

 

وأردفت رازوما، أنه "عندما فقدت الوعي خرجوا من الكوخ وأضرموا فيه النار وأنا بداخله. واستيقظت على رائحة الدخان المنبعث من النيران، كنت عاجزة عن الحركة، لذلك لم أجد حلا سوى الزحف والخروج. اضطررت يومها أن أختبئ طوال الليل على تلة قريبة".
 
وذكرت الصحيفة أن هذه الشابة استعادت قوتها وشجاعتها في اليوم الموالي لمواصلة طريقها. في الأثناء، انضمت إلى مجموعة من الروهينغا الفارين الذين كانوا يتجهون نحو بنغلاديش بعد طردهم من قريتهم.

 

واستحضرت رازوما بيجوم، وقائع تلك التجربة، قائلة: "لقد مشينا نحو أربعة أيام إلى الحدود. وقع نقلي فور وصولي إلى المستشفى، حينها تمكنت من استدعاء زوجي الذي نجح في البقاء على قيد الحياة والفرار". في المقابل، فقدت رازوما أحد عشر فردا من عائلتها بما في ذلك والديها.

 

اقرأ أيضا : دول إسلامية تدعو الأمم المتحدة للتنديد بانتهاكات ضد الروهينغا


وأبرزت الصحيفة أنه، وعلى الرغم من شدة الصدمة التي تعرضت إليها، إلا أن رازوما بيجوم كانت مصرة على إيصال شهادتها للعالم، حتى يكتشف الجميع حقيقة هذه الواقعة، التي تعد واحدة من أشد الهجمات وحشية ضد قرى الروهينغا، والتي جدت مباشرة بعد عيد الأضحى، في أوائل شهر أيلول/سبتمبر الماضي.

 

وفي هذا السياق، قالت رازوما :"أنا لا أشعر بالخوف لذلك سأتحدث عن المعاناة التي عشتها، فأنا أرغب أن يعلم المجتمع الدولي أن العديد من النساء تعرضن للاغتصاب من قبل الجيش البورمي".
 
وأوضحت الصحيفة أن شقيق رازوما بيجوم، الذي يدعى محمد يوسف، وهو مدرس في المدرسة القرآنية الموجودة في المنطقة، لم يتمالك نفسه، خاصة بعد أن قتل الجنود زوجته وطفله، حيث صرح، أن "حالة البؤس التي نمر بها لا يمكن وصفها، لقد فقدنا كل شيء، ولم نعد نملك لا منزلا ولا عائلة ولا مالا".
 
والجدير بالذكر أن محمد ورازوما، شأنهم شأن معظم اللاجئين من الروهينغا، يجهلون تماما سبب مهاجمة القوات البورمية لهم.

 

في الواقع، تعد هذه العمليات بمثابة انتقام من الهجوم الذي شنته جماعة مسلحة في 25 من آب/أغسطس. وقد دفع ذلك قوات الأمن إلى شن هجوم مضاد تسبب في نزوح أكثر من 600 ألف لاجئ. من جهة أخرى، نددت منظمة الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش بالاعتداءات التي ترتكبها القوات البورمية ضد قرى الروهينغا، وخاصة عمليات اغتصاب النساء والفتيات.


اقرأ أيضا : مجلس الأمن يفشل بإدانة بورما ويكتفي ببيان حول الروهينغا


ونقلت الصحيفة معاناة طفلة تبلغ من العمر اثنتا عشر سنة. وقد كانت هذه الفتاة تقطن في بلدة تولا تولي، وقد تلقت رصاصة في ساقها اليمنى أثناء الهجوم على القرية. وتمكنت هذه الفتاة رفقة شقيقها البالغ من العمر 10 سنوات، من النجاة خلافا لأفراد أسرتها ال 16، الذين لقوا حتفهم في هذه العمليات الوحشية.
 
 وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان هذه الفتاة البريئة، أنه "عندما وصل أفراد الجيش البورمي وأطلقوا النار علينا لذنا جميعا بالفرار إلى الشاطئ، لكن الجنود عثروا علينا وأطلقوا النار على المجموعة بأكملها". ولحسن الحظ، تمكنت الفتاة من إزالة هذه الرصاصة بعد عبورها الحدود ودخولها بنغلاديش.

 

ولكن، بعد مغادرتها المشفى احتضنها مخيم للاجئين، حيث سيكون مصيرها غامضا على غرار الكثير من الأطفال.