صحافة دولية

صحيفة: هكذا أجبرت موسكو المعارضة على الاعتراف بالأسد

مؤتمر الرياض2 شدد على أنه لا مستقبل للأسد مع بدء المرحلة الانتقالة- جيتي
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن "قدرة موسكو على إجبار المعارضة السورية على الاعتراف ببشار الأسد".
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اجتماع رؤساء الدول الثلاث، إيران، وروسيا، وتركيا في سوتشي تكلل بالنجاح، لا سيما أن هذه البلدان تلعب دورا رئيسا في إيجاد حل للأزمة السورية. 

فمنذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، انتهج كل من بوتين وروحاني السياسة ذاتها، خلافا لأردوغان الذي حافظ على وجهة نظر سلبية تجاه سياسة بشار الأسد. 
 
وبعد سلسلة من المحادثات مع روسيا الحليف الرئيس لدمشق، استطاع أردوغان تدريجيا كبح جماح انتقاداته الموجهة ضد رئيس النظام السوري، حيث أصبح في الآونة الأخيرة أكثر ولاء لسلطات دمشق الرسمية. 

الجدير بالذكر، أن جميع الأعمال العسكرية التي تقوم بها أنقرة في الوقت الراهن في سوريا لا تخدم مصالح الأكراد، في حين يمتلك الأسد عددا من  الادعاءات الخطيرة بشأنها.
 
وذكرت الصحيفة أن هذه الحالة ربما تتطلب مفاوضات مفصلة بين الطرفين، ولكن من المؤكد أنه سيتم تخطي الأزمة. 

ويعود ذلك إلى مدى نجاح المفاوضات بين بوتين، وأردوغان، وروحاني، خاصة في ظل محدودية الخيارات المتبقية واقتراب الحرب من النهاية.
 
وأضافت الصحيفة أن المفاوضات التي انعقدت في سوتشي لم تكن الوحيدة التي تهتم بهذا الشأن. 

في المقابل، لم تقف المعارضة السورية جانبا، وتجمعت في المملكة العربية السعودية لمناقشة مستقبل سوريا بعد الحرب. 

وضم اجتماع الرياض أكثر من 140 شخصية معارضة، حيث أعربت قوى المعارضة أن سوريا ستواجه العديد من التحديات في فترة ما بعد الحرب، من أبرزها عدم الاستقرار السياسي.
 
وأوضحت المعارضة أن التغلب على هذه الأزمة يكمن فقط في إجراء محادثات. 
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع المنعقد في الرياض جلب العديد من المفاجآت. فقد أقر المشاركون بضرورة إجراء انتخابات ديمقراطية في المستقبل القريب، مع السماح لجميع الأطراف السورية بالمشاركة، بما في ذلك أولئك الذين يمثلون السلطات الرسمية السورية في الوقت الراهن، مع العلم بأن جميع معارضي الأسد استبعدوا سابقا إمكانية السماح لحزب البعث بالبقاء في السلطة. 
 
وأفادت الصحيفة بأن بعض جهات المعارضة قد دعت خلال مناقشة "الفترة الانتقالية" إلى بقاء بشار الأسد رئيسا إلى حين الانتهاء من عملية التسوية السياسية، ومن ثم ترشيح نفسه قبل الانتخابات الرئاسة إذا رغب في ذلك. 

وفي حين وافقت لجنة التفاوض العليا على التعاون مع النظام السياسي الحالي، طالبت مقابل ذلك باستقالة بشار الأسد. 

وخلال مؤتمر الرياض، التمست المعارضة السورية مساعدة الأمم المتحدة في تنظيم عملية المفاوضات مع السلطات.
 
ونقلت الصحيفة رأي الخبير العسكري التركي، إندر إمريك، الذي يعتقد أن التغيرات في إيديولوجية خصوم الأسد ستؤدي قطعا إلى تحقيق السلام. 

ففي الكثير من الأحيان، تجتمع المعارضة لعقد اجتماعات تجرى في إطار نموذج جنيف تحت إشراف ومساعدة الأمم المتحدة. 

وخلال هذه الفترة، عرضت المعارضة خيارات مختلفة لم يتسن تحقيق معظمها. وبما أن الحرب على الإرهاب قد أوشكت على النهاية، ظهرت أفكار ومطالب جديدة. 

ولدى المعارضة اليوم رؤية مختلفة حول العمل العسكري، نظرا لأن جميع الحدود في سوريا مراقبة وتحت السيطرة تقريبا.
 
وبين الخبير العسكري أن المعارك الأهلية لا زالت قائمة، لكن بدرجة أقل عما عرفته سوريا في وقت سابق. 

فقد أدرك الشعب أن النظام استعاد السيطرة على المزيد من الموارد، ومع مرور الوقت لن يكون من السهل القيام بعمليات عسكرية ضده. 

وفي أعقاب الانتهاء من العمليات العسكرية في دير الزور، ستركز القوات على الدفاع عن مواقعها في المناطق المتاخمة لمناطق المعارضة المسلحة. ولكن ذلك لا يعني قطعا اضمحلال المعارضة.
 
وأوضحت الصحيفة أن المعارضة تساءلت خلال مؤتمر الرياض عما يتوجب القيام به حيال مسألة استعادة الأسد لسيطرته على عدد كبير من الأراضي. 

وبناء على ذلك، بات الجميع يدركون أنه دون مشاركة الأسد لا يمكن التوصل إلى حل سلمي، أو حتى إلى تسوية مؤقتة. 

لذلك، أقر أغلب المشاركين بضرورة استقالة الأسد بطريقة سلمية وتعيين شخص آخر من حزب البعث مكانه. 

وعلى الرغم من أن هذا الخيار ملائم ومناسب، إلا أن الأسد لن يرحب به. وما دام الأسد متشبثا برأيه، فإن قرار المعارضة لن يغير شيئا، وذلك بحسب إمريك.
 
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن بعض المعارضين سيعلنون ولاءهم للنظام الحالي قريبا، من بينهم أولئك الذين لا يحتجون على سياسة الأسد ويريدون البقاء على الساحة السياسية، موضحة أنه "سبق وأبرمت بعض الاتفاقيات بين المعارضة والنظام، وأسند الأسد وظائف مختلفة للمنشقين".