سياسة عربية

وزير الداخلية: قواتنا سهّلت تفجير "داعش" مفخخات ببغداد

وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي قال إن قوات الأمن سمحت بدخول مفخخات تنظيم الدولة لبغداد- أرشيفية

كشف وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، الجمعة، أن الأجهزة الإستخبارية العراقية تمكنت من اختراق تنظيم الدولة إستخباراتيا لدرجة أنها كانت تسهل لعناصر التنظيم الوصول لأهدافهم والقيام بعمليات تفجير في العراق.


وأضاف في مقابلة مع صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، ترجمتها "عربي21" أن "عمل الأجهزة الإستخبارية العراقية قد تطور لدرجة أنها باتت على علم بما يقوم به التنظيم ابتداء من عملية التحضير للعمليات التفجيرية مرورا بعملية التفخيخ وانتهاء بالتنفيذ وأن السلطات الأمنية كانت تقوم بإخلاء مكان الانفجار من المدنيين حتى لا يعلم التنظيم أن كل ما يجري أصبح بعلم الأجهزة الإستخبارية العراقية".


وأوضح الوزير العراقي أن "عدد من عناصر التنظيم وآخرون يعملون معه، أصبحوا يعملون لصالح الأجهزة الأمنية العراقية، وأن التنظيم لا علم له بهذه التطورات ونحن نعمل من أجل ضمان حماية المخبرين وعدم كشفهم من التنظيم".


وكشف الأعرجي أن الأجهزة الأمنية "تقوم في بعض الأحيان بتسهيل مهمة وصول السيارة المفخخة لبغداد والسماح بتفجيرها في المكان المستهدف بعد أن يتم إبعاد المدنيين من المكان ثم نقوم بإصدار بيان رسمي يتضمن بيانات غير صحيحة لعدد الضحايا من أجل حماية المخبرين الذين يعملون لحساب الأجهزة الأمنية العراقية". 


وأردف: "لدينا تعاون من أفراد عائلات تنظيم الدولة المهمين لمساعدة وحداتنا الأمنية". وقال إن زوجة أحد قادة تنظيم الدولة ستجري اتصالات في وقت لاحق، "نعطيها المال وتحافظ على سرية هويتها، لكنها تفعل ذلك لأنها تريد حماية أبنائها والبقاء على قيد الحياة".

 

اقرأ أيضا: 94 قتيلا وعشرات الجرحى في 3 تفجيرات ببغداد تبنتها داعش

 

وأكد الأعرجي أنه لم تحدث أي هجمات ناجحة من تنظيم الدولة خلال ذكرى الأربعين (مناسبة دينية شيعية) عندما سافر الملايين من الشيعة إلى مدينة كربلاء من جميع أنحاء العراق. فالأعداد الهائلة يصعب الدفاع عنها، وكانت تقليديا أهدافا سهلة للانتحاريين من تنظيم الدولة الذين يختلطون مع الحشود. وهذا دليل على وجود قدر أكبر من الأمن.


وكان المسؤولون العراقيون قد نسبوا للفساد في الماضي إلى قدرة الانتحاريين أو الشاحنات المليئة بالمسلحين على الدخول في طريقهم دون عوائق من خلال نقاط التفتيش الحكومية. 


وفي الموصل، يقول السكان المحليون إنهم يخشون عندما يرون مقاتلي تنظيم الدولة، الذين أبلغوا عنهم واعتقلوا، يعودون إلى الشوارع بعد أن يفترضون أنهم رشوة طريقهم إلى الحرية. واتفق الأعرجي على أن مثل هذه الأمور حدثت، وقال إن ضابطا في الداخلية "على وشك أن يتهم بمساعدة عائلات تنظيم الدولة على الهرب من الموصل إلى بغداد".


وقد حصل الأعرجي، وهو قيادي كبير في منظمة بدر الشيعية، على وظيفته كوزير للداخلية العام الماضي عندما استقال سلفه في أعقاب انفجار سيارة مفخخة تنظيم الدولة أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص في منطقة الكرادة بوسط بغداد. 

 

دعوة لاستضافة الوزير بالبرلمان

 

من جهته، عبر النائب عن التيار الصدري جمعة ديوان، عن دهشته من تصريحات الأعرجي قائلا: "إذا كانت هذه المعلومات التي يتحدث بها إلى وسائل الإعلام أن تكون دقيقة ورصينة، فهو كلام غير رصين ويعبر عن ركاكة في الطرح".


وتساءل النائب العراقي في حديث لـ"عربي21" عن ما الغاية من إدخال سيارة مفخخة إلى المدن وتفجيرها في أماكن فارغة، إذا لم تحصن القوات الأمنية المواطنين من القتل؟، فما الفائدة من اختراق جسد التنظيمات الإرهابية؟.


وأضاف ديوان أنه كما يعرف أن "الغاية من اختراق تنظيم الدولة بأفراد تصرف عليهم أموال، حتى نحصل على المعلومات تقينا التفجيرات، ولا يعني ذلك أن الحفاظ على المخبرين هو التفجير داخل المدن"، معتبرا أن تصريحات الأعرجي بأنها "غير مهنية".

 

اقرأ أيضا: ائتلاف المالكي: لماذا التفجيرات بالعراق تستهدف الشيعة فقط؟

ورأى النائب أنه من المفترض عندما يتم اختراق جسد تنظيم الدولة، ومعرفة وجود عمليات مفخخة فيجب أن "تتخذ الأجهزة الأمنية عمليات استباقية لإحباطها وإلقاء القبض على عناصر التنظيم ومسك المفخخة في الوكر الذي تم تجهيزها فيه".


وعن تصريحات أطلقها نواب في أكثر من تفجير حدث ببغداد أن هذه التفجيرات تستهدف مناطق الشيعة فقط، قال النائب ديوان إن "كلام الأعرجي غير مسؤول، ويجب إعادة النظر بما تحدث به".


وأكد النائب أن "لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي يجب أن تأخذ على عاتقها وزير الداخلية قاسم الأعرجي، والاستفسار منه بشكل دقيق عن تصريحاته غير المبررة".


وكان ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي قد طالب في وقت سابق من الساسة والمثقفين ورجال الدين بتفسير عن أسباب استهداف التفجيرات للمناطق الشيعية في العراق منذ 13 عاما، بحسب تعبيره.


وفي 24 تموز/ يوليو 2016 استغربت النائبة عواطف عن الائتلاف ذاته، من استهداف "الكاظمية" (منطقة ذات غالبية شيعية في بغداد) فقط دون المساس ب‍منطقة "الأعظمية" (منطقة ذات غالبية سنية في بغداد) القريبة منها أو مناطق بقية المكونات.