سياسة عربية

شخصيات وأحزاب مصرية تهاجم مؤتمر السيسي للشباب وتصفه بالخداع

أ ف ب

تحت شعار "نحتاج للتحدث من خارج السجون"، طالبت 60 شخصية عامة و6 أحزاب مصرية بإطلاق سراح العشرات من الشباب القابعين في السجون منذ سنوات، سواء بعد صدور أحكام بحقهم في قضايا سياسية تتصل بحرية الرأي والتعبير، أو بناء على تمديد لا ينتهي للحبس الاحتياطي، وذلك لأن هؤلاء أيضا من حقهم أن يتحدثوا ويعبروا عن ما يتعرضون له من ظلم ومعاناة.


جاء ذلك في بيان مشترك لهم، الخميس، وصل "عربي21" نسخة منه، تعقيبا على تنظيم النظام المصري مؤتمرا "عالميا" للشباب في مدينة شرم الشيخ يوم الأحد المقبل، تحت شعار "نحتاج للتحدث"، لافتين إلى أن كافة مؤسسات الدولة المصرية تنشغل بتنظيم هذا المؤتمر.

 

وقالوا إن "أحمد دومة، وعلاء عبد الفتاح، وعمرو علي، وشوكان، وهشام جعفر، وإسماعيل الإسكندراني، وإسلام مرعي، وأندرو ناصف، ونائل حسن، وأحمد إبراهيم، والشاذلي حسين، وإسلام الحضري، وأحمد سعيد، وإيناس إبراهيم، ومحمد محفوظ، ود. عبد الله شحاتة، ممن تراوحت فترة سجنهم بين ستة شهور وأربعة أعوام، ليسوا مجرد أسماء نكتفي بترديدها للمطالبة بالإفراج عنهم".

 

وتابع البيان: "لكنهم نماذج لشباب مصري حر، من حقهم أن يتحدثوا ويعبروا عن آمالهم وطموحاتهم؛ لبناء وطن يحترم حقهم في حرية الرأي والتعبير، والسعي لتغيير حقيقي نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحقق أهداف ثورة 25 يناير 2011، التي أبهرت العالم بسلميتها وتصميم المشاركين فيها".

 

واستطرد قائلا: "لكن النظام الحالي اعتاد الاهتمام بالمظاهر فقط، وبينما يدعو آلاف الشباب من كل أنحاء العالم لكي (يتحدثوا) عن مشاكلهم وهمومهم، فإنه يقوم بسجن الشباب المصري بناء على تهم واهية وملفقة، أو لمجرد قيامهم بكتابة تعليق أو مقال على مواقع التواصل الاجتماعي".

 

وأكد البيان أن "مجرد عقد مؤتمر في شرم الشيخ تحت شعار (نحتاج للتحدث) لن ينجح في مداراة الواقع المتدهور الذي يعانيه الشباب المصري الآن، سواء من ناحية حرمانه من أبسط حقوقه السياسية، أو من ناحية تحقيق طموحه في إيجاد وظيفة عمل مناسبة تحترم آدميته بدلا من السعي للهجرة في قوارب الموت".

 

وأكمل: "يتناسى القائمون على تنظيم المؤتمر أن الشباب القادم من مختلف أرجاء العالم لا يمكن خداعه بصور مفتعلة لشباب مبتسم ومتفائل، وأنهم يعرفون حقيقة الأوضاع المظلمة التي يعيشها مئات الشباب المصري السلمي المؤمن بالدولة المدنية، والمقيم في السجون بدلا من التمتع بحريته وحقوقه".

 

وشدّد موقعو البيان على أنهم سيواصلون الحديث "رغم كل ما يدفعه شبابنا من أثمان باهظة من عمره وأحلامه وطموحاته"، مضيفين: "الحرية لكل الشباب السلمي المؤمن بحقه في الحرية".

 

ووقع على البيان أحزاب التحالف الشعبي الاشتراكي، وتيار الكرامة، والدستور، ومصر الحرية، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والعيش والحرية (تحت التأسيس).

 

ومن أبرز الشخصيات العامة الموقّعة على البيان كل من حمدين صباحي، ومصطفى كامل السيد، وتامر سحاب، ومحمد سعد خير الله، وحسام مؤنس، ومنى سيف، وخالد داود، وهالة فودة، وزياد العليمي، وكمال أبو عيطة، وأحمد فوزي، وأحمد دراج، وحمدي قشطة، وممدوح حمزة، وإسراء عبد الفتاح، وعبد العزيز الحسيني، وسمير عليش، ومعصوم مرزوق، وحازم عبد العظيم، ويحيى القزاز، وخالد البلشي، ومدحت الزاهد، ويحيى عبد الهادي، وجميلة إسماعيل، ومي عزام، وحسن نافعة، وأحمد طه النقر، ومحمود السقا.

 

إلى ذلك، شنت حركة الاشتراكيين الثوريين هجوما حادا على سلطة الانقلاب على خلفية مؤتمر الشباب، قائلة: "إذا كان السيسي يحاول خداع العالم بتنظيم دولته لما يسمى المؤتمر العالمي للشباب، في محاولة منه للإيحاء بأن مصر سيقودها الشباب في المستقبل، فإن تزامن إضراب شباب مشجعي الزمالك (الألتراس) مع المؤتمر يُؤكد أن جميع جهود الجنرال تضيع سدى، بعد أن ظهر جليا أن الدولة تتعامل مع الشباب بالقهر والقمع والتنكيل".

 

وأعلن 236 من مشجعي الزمالك معتقلين بسجن الحضرة بالإسكندرية إضرابا جماعيا عن الطعام؛ احتجاجا على تجديد المحكمة العسكرية حبسهم لمدة 30 يوما، للمرة الثالثة على التوالي، وهو ما واجهته إدارة السجن بالاعتداء على المشجعين المعتقلين والتنكيل بهم.

 

وطالبت الحركة -في بيان لها الأربعاء- بالإفراج الفوري عن "معتقلي مقبرة العقرب وشباب ألتراس الزمالك، داعية القوى السياسية والثورية بدعم "أصحاب الأمعاء الخاوية في معركتهم ضد السجان، بتنظيم إضرابات تضامنية في مقراتها، وفتح ملفات محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، واستمرار حبس المعتقلين بعد انتهاء مدة الحبس الاحتياطي، إضافة إلى التعذيب والتنكيل والمعاملة السيئة داخل السجون".

 

وقالت: "دقَّ أكثر من 1500 معتقل سياسي طبول حرب معركة الأمعاء الخاوية، معلنين الإضراب الجماعي عن الطعام، ومنهم من امتنع عن تعاطي العلاج، بسجنيّ طرة شديد الحراسة، المعروف بين المعتقلين بمقبرة العقرب، والحضرة بالإسكندرية، ليواجه نظام الجنرال السيسي، هذه المرة، مقاومة من داخل الزنازين الانفرادية في معتقلاته وسجونه، بعد أن ضيّق الخناق على باقي الشعب المصري في الخارج، حتى أصبح الجميع معتقلين محتملين".

 

وتابعت: "يأتي إضراب سجن العقرب على خلفية احتجاجات تتجدَّد داخل السجن، من حين لآخر، منذ الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، حتى وصلت مداها في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، بدخول أكثر من ألف معتقل في إضراب جماعي عن الطعام، بدأه عصام سلطان، القيادي بحزب الوسط، في 17 من الشهر الماضي؛ احتجاجا على سوء المعاملة للمعتقلين وذويهم، إذا ما سُمح لهم زيارة

ذويهم، مُصرّا على عدم التراجع عنه، إلا إذا عُرض على لجنة من الأمم المتحدة".

 

وقالت منظمة "الاشتراكيين الثوريين": "ليتعلم من أصابه خوف أو كلل أو إحباط أن المقاومة خير من السكون، وأن الاستسلام ليس خيارا"، مؤكدة أن ما يجري بحق المعتقلين يؤكد أمام الجميع أن "السيسي يريد انتخابات تحت سياط الجلاد".