سياسة عربية

"مركزي عدن" تحدى هادي وبن دغر وأجبر محافظا على الاستقالة

دفع تعنت إدارة البنك حديثا إلى إعلان حاكم محافظة تعز، علي المعمري، استقالته احتجاجا على رفض البنك صرف رواتب المحافظة- ارشيفية
 في تحد جديد لسلطة وهيبة الدولة وقرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي وكذا رئيس الحكومة أحمد بن دغر، يستمر مسلسل رفض إدارة البنك المركزي اليمني في عدن صرف الرواتب لموظفي الدولة، وآخرها رفضه تحويل رواتب موظفي محافظة تعز.

ويتساءل مراقبون عن أوراق القوة التي يمتلكها البنك في وجه رئيس الدولة ورئيس الوزراء والحكام الإداريين، ورفضه دون رادع قرارات الرئاسة والمسؤولين بصورة متكررة.

ودفع تعنت إدارة البنك حديثا إلى إعلان حاكم محافظة مدينة تعز، علي المعمري، استقالته من منصبه، احتجاجا على رفض البنك توجيهات رسمية بصرف مرتبات موظفي المحافظة الواقعة جنوب غرب اليمن.
 
وقال المعمري في بيان له، الثلاثاء إن استقالته جاءت بسبب تعنت البنك المركزي في مدينة عدن (جنوبا) ورفضهم مرات عدة أوامر رئيس الجمهورية بصرف رواتب الموظفين في تعز ومعاملتها على أنها "محافظة محررة" .

وأضاف أن موقف البنك المتعنت رفض تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء، أحمد بن دغر بهذا السياق، وأصر على عدم صرف المرتبات.

وتتحجج إدارة البنك بعدم وجود السيولة المالية كما تشترط فتح فرع للبنك المركزي في المحافظة والبدء بالعمل فيه رسمياً وتحويل كافة إيرادات المحافظة إلى فرع البنك ثم ستقوم إدارة البنك بتنظيم عمليات الصرف عبر فرع البنك الجديد بعد ذلك.

اقرأ أيضا : الرئيس هادي: اليمن رهينة بيد مجموعات باعت نفسها للشيطان

وكان ابن دغر قد وجه البنك المركزي في عدن، بصرف مرتبات موظفي تعز والبالغة أكثر من خمسة مليارات ريال يمني، إلا أن إدارة المصرف اشترطت أوامر من مدير البنك، منصر القعيطي الذي يزور الولايات المتحدة.

وبحسب بيان استقالة المعمري فإنه مكث أمام مقر المصرف المركزي، يوم أمس الإثنين، وتواصل مع مكتب الرئيس هادي، وتم الاتفاق على أن يقوم البنك بتسليم رواتب موظفي تعز صباح اليوم الثلاثاء، إلا أن موقفه، أي البنك، لم يتغير.

وأشار إلى أن البنك المركزي يصر بشكل غير مفهوم على عرقلة كل أمر مالي يتعلق بمحافظة تعز.

واتهم البنك المركزي في عدن بانتهاج سياسة التطفيش بصورة توحي بالعنصرية والتعالي، كما لو أنها "منة وفضل" وليست استحقاقات محافظة تقدم التضحيات تحت الحرب والحصار.

وبناء على هذا الموقف، أعلن المحافظ المعمري، اعتذاره عن مواصلة عمله كمحافظ لتعز، وتقديم استقالته إلى الرئيس هادي.

مؤكدا أنه لن يقبل أن يكون سببا إضافيا في محاصرة هذه المدينة، وسيترك المجال لغيره لخدمة الناس فيها بصورة أفضل.  

وقال: "لقد طالبنا بالقليل للمحافظة الأكثر تضحية ونضالا وثورة وجمهورية، لكنهم وجدوا أنفسهم غارقين وسط عراقيل متعددة تحاول التقليل من  شأن هذه المدينة الصامدة، وتستكثر عليها حتى مستحقاتها البسيطة".

وأوضح المعمري وهو برلماني، أنه "منذ ما يقارب العام لم نستطع استكمال راتب شهر واحد".

وسبق أن احتشد أبناء محافظة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح، في مظاهرات تطالب الحكومة الشرعية، بصرف مرتبات الموظفين الحكوميين المنقطعة منذ عام تقريبا، إلا أن هذه المطالب تقابل بإجراءات غير حازمة من قبل الأخيرة.