قضايا وآراء

التقييم الموضوعي للمشاركة في انتخابات 2018

1300x600
تأتي الانتخابات القادمة في 2018 في وقت تمر فيه مصر بمشاكل وأزمات تهدد مستقبلنا، وتجلب تلك الانتخابات اختلافات في وجهات النظر بين كافة الفصائل السياسية بين معارض ورافض للاشتراك فيها لعدم ثقتهم بالنظام الحالي في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، كما حدث في السابق، والتوقعات أنها ستكون أسوأ، نظرا لسيطرة النظام على كافة مؤسسات الدولة وعسكرة الدولة بشكل لم يحدث منذ أكثر من 60 سنة.

وحاليا، نجد نشاطا كبيرا بين النخب والتيارات المختلفة، وكما أُعلن من قبل أنهم بصدد الإعلان في نهاية سبتمبر الجاري عن تشكيل جبهة وطنية لمواجهة النظام الحاكم في سياساته الفاشلة، وكذلك التحضير للانتخابات القادمة بمرشح واحد يتفق عليه، ومن الظاهر أن تلك الجبهة ستستبعد جماعة الإخوان وحركتي 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين.

إن هذا التحالف المنتظر الإعلان عنه سيبدأ بنقطة ضعف كبيرة في حالة استبعاد أي فصيل مصري من تلك الجبهة، وسيظهر بمظهر الخوف من ضم عناصر يناهضها النظام، لأنهم من أعمدة ثورة 25 يناير وسيضع نفسه ضد القوى الثورية، والتي يمكن أن تكون هي من تنقذهم وتصل بهم لنصر محقق في الانتخابات القادمة إن كانت ستتم بحرية ونزاهة.

ونصيحتي أن التاريخ سيضعكم في موضع الخائف والمرعوب من الجنرال الذي فقد كل التأييد الشعبي بالذات بعد بيعه أرض مصر وفشله الذريع في المحافظة على أمن الشعب، وكذلك بالإضافة للفساد والفشل في السياسات الاقتصادية لعامة الشعب لأكثر من 95% منهم على الأقل.

كما نعرف لا توجد ثوابت في السياسة وعنصر التغيير هو السائد في السياسات المختلفة للدول، ومن أهم عناصر نجاحك في السياسة هو ضرورة أن تكون لديك محاولة تلو الأخرى في تواجدك على الساحة السياسية وإن لم تفعل، فستصبح منسيا وغير متواجد أمام الشعب وستفقد أهم عنصر وهو الخبرة التي يكتسبها السياسيين عند مشاركتهم السياسية، وتلك الخبرة لن تجدها في الكتب أو في البيانات والمبادرات المختلفة.

أنا شخصيا ومنذ فترة أؤيد فكرة انتهاز فكرة الانتخابات والتعاون المشترك لفرض شروط يجب أن تطبق ليقوم بها النظام، وذلك لضمان أن تكون الانتخابات القادمة حرة ونزيهة وعدم التخفي خلف من يدعون أنها ستعطي النظام شرعية، كلنا يريد التخلص من النظام ولن تكون له شرعية بيننا لما قام به من انتهاكات ضد الشعب المصري وضد مصر الوطن خلال أربع سنوات.

إلا أن النضج السياسي يحتم علينا الحوار المشترك والتعاون الكامل بين الجميع بدون إقصاء، وعندنا الأمل نظرا لما نراه على الساحة المصرية والإقليمية والدولية، والتي هي في صالحنا، ولكننا لم نستطع استغلالها كما ينبغي حتى الآن.

لقد أثلج قلبي عند سماعي لرأي القيادي في جماعة الإخوان من لندن المهندس محمد سودان يشرح وجهة نظره الشخصية، وهذا يكفيني شخصيا، لأن الكثيرين يتفقون معه، ولكنهم صامتون لأسباب خاصة بهم في لقائه مع الإعلامي أسامة جاويش ويقول ما معناه إنه ينبغي عليهم انتهاز فرصة الانتخابات لعمل شيء لصالح الشعب. وأتمنى أن يتحدث أكثر وأكثر ويتكلم باستفاضة، وذلك لصالح قضيتنا.

يجب أن نعي أن الانتخابات الحرة والنزيهة تحتاج لشروط، وعلى الشعب المصري فهمها ومطالبة النظام والمجتمع الدولي بضرورة تطبيقها، وهنا فرصتنا، حيث أن سمعة النظام والجنرال سيئة بشكل مؤسف، إننا لم نستطع الاستفادة منها، ولا يغرنك أنه يُستقبل في الدول بالترحيب الشكلي البروتوكولي، وهذا حال كافة الدكتاتوريات، ولذلك أضع بعض النقاط الهامة، والتي يعرفها الجميع:

1- إلغاء كافة قوانين الطوارئ، عدم التصدي لأي مرشح أو مؤيد له من قوات الأمن المختلفة.

2- تطبيق كافة الحريات المنصوص عليها في دساتير 2012 و2014 بدون قيد لإعطاء الأفراد حرية الرأي والتعبير والتواصل وعقد الاجتماعات وحرية انتقاد الجنرال شخصيا على كافة قراراته.

3- توفير وقت متساو إعلاميا لأي مرشح متساو مع الوقت الذي يعطى للجنرال في وسائل الإعلام الحكومي والخاص.

4- إعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات تحت إشراف قضائي كامل.

5- السماح للمراقبين المحليين والدوليين بمراقبة كاملة على الانتخابات.

6- السماح بتواجد أفراد من منظمات المجتمع المدني المستقلة في كافة لجان الانتخابات، وبتواجد ممثل لكل مرشح بصفة دائمة.

7- فرز الأصوات داخل كل لجنة وإعلان نتيجة كل لجنة مستقلة وبشفافية ويسلم محضر النتائج لمندوب كل مرشح وللجمعيات المدنية.

8- الإفراج عن المعتقلين سياسيا وأصحاب الرأي والسماح لهم بالمشاركة في العملية الانتخابية.

9- قيام قوى المعارضة بشرح الوضع الحالي في مصر والانتهاكات التي أصدرتها المنظمات الدولية والأمم المتحدة وفضح النظام وإجباره على تطبيق تلك الشروط.

10- بدء حملة شعبية باسم "لا.. للتجديد،، لا .. للتمديد"، ووضع قائمة بالأسباب.

تلك الشروط هي عامة، ويمكن إضافة شروط أكثر، ولكنها تحتوي على الكثير من المعلومات والجميع يعرفها وهي بالطبع قابلة للتعديل والتحسين.

الفرص السياسية لا تتكرر ووضعنا يحتم علينا البعد عن المثاليات وعن الانتظار المستمر حتى يسقط النظام من تلقاء نفسه، وهذا لن يحدث بدون دفعنا له سويا لترك الحكم لمرشح مدني ينقذ البلاد مع كافة الفصائل المصرية، وعلينا التخلص من عقدة الرئيس الملهم، والتي أوصلتنا لما نحن عليه الآن.