صحافة دولية

أوروبا.. ضحية 0.6 بالمائة فقط من هجمات تنظيم الدولة

التنظيم الذي ينفذ هجمات خارج حدوده حاليا هو تنظيم الدولة - جيتي
 نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن نسبة الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم الدولة في أوروبا في علاقة بمختلف العمليات التي نفذها في مختلف أنحاء العالم. والجدير بالذكر أن هذه النسبة تضاهي تقريبا 0.6 بالمائة.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وعلى الرغم من توالي هجمات تنظيم الدولة في الفترة الأخيرة في أوروبا، إلا أن تأثيرها يعد محدودا للغاية مقارنة بحجم مخلفات العمليات التي نفذها التنظيم في مناطق أخرى من العالم. وفي هذا السياق، أدت مختلف هجمات التنظيم على غرار هجمات برشلونة ولندن وباريس إلى انتشار موجة من الرعب في المنطقة بشكل سريع، حيث تعد من أكثر الضربات قوة ووحشية، التي ستبقى من دون شك راسخة في الذاكرة.
 
وتجدر الإشارة إلى أن البيانات الصادرة مؤخرا من شأنها أن تخفف من الشعور بالخوف في أوروبا، حيث شهدت سنة 2016 مقتل أكثر من 11 ألف شخص على أيدي المقاتلين الإرهابيين التابعين لتنظيم الدولة، من بينهم 50 شخصا فقط من أوروبا.
 
وأضافت الصحيفة أن الهجمات الإرهابية التي نفذها عناصر تنظيم الدولة في السنوات الأخيرة، قد خلفت دمارا واسعا وبشكل متفاوت على المستوى الجغرافي. وفي هذا الصدد، تعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق تضررا ومعاناة على خلفية الحرب التي تدور رحاها في العراق وسوريا بين التنظيم وبقية القوى الأخرى. في المقابل، بلغت نسبة هجمات تنظيم الدولة على الأراضي الأوروبية 0.6 بالمائة فقط.
 
ومن المثير للاهتمام أنه وكرد فعل عفوي، رفع أحد المواطنين شعار "أنا لست خائفا"، منددا بهجمات برشلونة وكامبرلس، وذلك خشية وقوع عمليات جديدة. من جهته، يعتقد عالم الاجتماع والأستاذ في جامعة أريزونا، ديفيد ألثيد، أن انتشار الإرهاب يعزى بالأساس إلى "الحضور المكثف والمستمر للصور المرئية عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية". وأضاف ألثيد أنه "من الضروري أن يُحسن قادة الدول التعامل مع هذه الظروف وأن يتجنبوا الإفراط في ردود أفعالهم إزاء هذه الهجمات".

وأردف العالم ديفيد ألثيد، مؤلف كتاب "الإرهاب وسياسة الخوف" أنه "في الكثير من الأحيان تؤدي ردود الأفعال إزاء الهجمات الإرهابية إلى عواقب أسوأ من الهجوم نفسه". وفي هذا الصدد، أشار ألثيد، على سبيل المثال، إلى أن مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قد ساهمت في تعزيز حالة الخوف في صفوف المواطنين.
 
وأفادت الصحيفة أنه، وعلى الرغم من حالة الاضطراب والفوضى الناتجة عن أي هجوم ينفذ في دولة أوروبية، إلا أن أفظع الهجمات باسم الإرهاب قد وقعت في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، بعيدا عن الدول التي يزعم تنظيم الدولة أنه يرغب في إعادة بناء دولة الخلافة فيها. وبالتالي، جدت أقوى العمليات الإرهابية على المستوى الإقليمي، في حين اعتمد التنظيم على الخلايا الإرهابية الصغيرة أو "الذئاب المنفردة" لشن ضرباته في الخارج.
 
وتجدر الإشارة إلى أنه وفي سنة 2016، بلغت نسبة الهجمات الإرهابية في أوروبا، بصفة عامة، 0.14 بالمائة. وعموما، تعد أكثر المناطق تضررا، منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، يُصنف كل من تنظيم الدولة وبوكو حرام، إلى جانب تنظيم القاعدة على اعتبارهم أكثر المجموعات الإرهابية نشاطا، حيث كان لها نصيب الأسد من الهجمات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة.
 
وفي الختام، أبرزت الصحيفة أن التنظيم الإرهابي الوحيد القادر على تنفيذ هجمات خارج منطقة نفوذه، هو تنظيم الدولة. وعلى الرغم من ذلك، يعتبر مدى تأثير عملياته محدودا جدا مقارنة بعمليات القتل الأخرى التي تم ارتكابها تحت مظلة الإرهاب من طرف مجموعات أخرى. إلى جانب ذلك، تبدو نسبة الخطر المنجر عن الإرهاب في أوروبا ضئيلة جدا، إلا أنه واقع فعلي. ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن أكثر المجتمعات التي عانت، في معظم الأحيان، من الإرهاب، هي جنوب وشرق أوروبا، أي بعيدا عن البحر الأبيض المتوسط.