سياسة عربية

هيرست: قصة إدمان ابن نايف مختلقة.. من سربها؟

المصدر الذي سرب المعلومات غير مقرب من بن نايف- واس
كشف الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست أن قصة إدمان ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف على الأدوية المسكنة، مجرد حكاية سعودية لتدمير سمعته.

وكتب هيرست، في مقال نشرته صحيفة "ميدل إيست أي"، أن صحيفتا "ذي وال ستريت جورنال" و"ذي نيويورك تايمز" ووكالة "رويترز" التي نشرت تقارير تفيد بأن محمد بن نايف أطيح به من منصبه كولي للعهد في المملكة العربية السعودية بسبب إدمانه على العقاقير المسكنة للآلام، لم تشر إلى المصدر الحقيقي لهذه المعلومات.

وقال هيرست إن ما نقلته وكالة "رويترز" عن "مصدر مقرب من محمد بن نايف" بخصوص المحادثة التي يقال إنها جرت بين الملك ومحمد بن نايف، والتي يفترض بأن الملك قال فيها: "أريد منك أن تستقيل. فأنت لم تستمع إلى النصيحة بأن تتعالج من الإدمان، والتي باتت تؤثر بشكل خطير على القرارات"، غير صحيحة.

وأضاف هيرست:  "المصدر الذي نقل المعلومات لرويترز غير مقرب من ابن نايف، وبحسب ما بلغني من "مصدرين موثوقين فإن آخر شيء يمكن أن يخطر ببال صديق لابن نايف هو أن يبث مثل هذه الحكاية إلى وسائل الإعلام الأجنبية، لأنها تشير إلى رجل فقد القدرة على التمييز، وهي الخصلة التي كان ولي العهد السابق يفتخر بتميزه بها".

وتابع: " كلا المصدرين يوجهان إصبع اتهام إلى المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني باعتبار أنه مصدر القصة التي يراد منها إظهار ابن نايف كمدمن بائس على المخدرات، وقيل لي إن القحطاني هو من نظم اللقاء مع الصحفيين بهذا الشأن لتشويه سمعة بن نايف وتقديمه كمدمن بائس على المخدرات ".

وأكد هيرست أن القحطاني، يمارس حاليا نفس الأساليب السوداء التي كان يمارسها من قبل خالد التويجري، الأمين السابق للديوان الملكي، لافتا إلى القحطاني أصبح الآن أكثر من مجرد عيني وأذني محمد بن سلمان، ولي العهد الحالي، داخل الديوان الملكي.

وأردف: "المفارقة هنا أن هذه الأساليب هي نفسها تلك التي استخدمها ديوان الملك عبد الله في محاولة لقطع الطريق على الأمير سلمان، الذي كان حينها ولياً للعهد، حتى لا يرث العرش، وكان التويجري قد حاول استغلال خرف سلمان سبيلاً لتنصيب الأمير متعب، إلا أن المخطط سريعاً ما باء بالفشل بسبب وفاة الملك المفاجئة. والآن، يطبق ابن سلمان نفس المنهج".

ولفت هيرست إلى أن اللجوء إلى هذه الأساليب يسبب حالة من الغضب داخل بيت آل سعود، مؤكدا أن هناك ثمة سخطا وغليانا بسبب ما نال محمد بن نايف من إهانة وتشويه سمعة.
وأوضح أن القحطاني (الذي تم تعيينه داخل الديوان عندما استقال محمد بن سلمان من منصب أمين عام الديوان الملكي تمهيداً لتعيينه ولياً لولي العهد )، يتصل بالصحفيين السعوديين ليخبرهم بأنه غير مسموح لهم بالكتابة أو التغريد.

وأشار إلى أن ظهور شخصيتان تتصدران المعارضة المعلنة لمحمد بن سلمان، أحدهما هو الأمير متعب بن عبد الله، الذي مازال يحتفظ بمنصبه كوزير ورئيس للحرس الوطني، حيث تعرقلت خطط استهدفت التخلص منه هو الآخر. وأما الثاني فهو الأمير أحمد بن عبد العزيز، الأخ الأصغر للملك سلمان.
 
وقال هيرست، إن هناك مؤشرات أخرى على حالة الغليان والفوضى داخل العائلة الملكية الحاكمة، تتمثل في عدم مشاركة لا الملك الحالي ولا ملك المستقبل في الاجتماع الأخير لمجموعة العشرين، والتي تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أعضائها، متسائلا: ما هي المشكلة التي بلغت من الشدة ما يستدعي بقاء محمد بن سلمان في دياره وتحول بينه وبين أن يخطو نحو مسرح السياسية الدولية بوصفه الملك المنتظر؟ وكان اجتماع مجموعة العشرين فرصة ذهبية له ليحظى بتسليط الأضواء عليه.

وكشف هيرست عن بعض من تفاصيل الإطاحة بابن نايف قائلا: "الأمر لا يقتصر على حقيقة أن محمد بن نايف جرى إقصاؤه دون مراسيم لإتاحة الفرصة وتمهيد الطريق أمام نجل الملك المريض، وليس فقط من خلال تجريده من حراسه ومستشاريه وحتى هواتفه النقالة لإجباره على الاستقالة وتصويره وهو يبايع ابن عمه الذي يصغره في السن، وكذلك وضعه تحت الإقامة الجبرية والتي تأكدت برفض طلبه حضور جنازة وعزاء عمه عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود ولكن أيضاً ما لبثت هذه الإهانة أن تبعتها حملة تشويه وتلطيخ لسمعته في وسائل الإعلام بزعم أنه مدمن على المورفين".