سياسة عربية

في أول يوم العيد.. نائب رئيس الأركان الإماراتي ببنغازي

تعد زيارة نائب رئيس أركان الجيش الإماراتي، هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع المستوى يمثل أبو ظبي- تويتر
وصل إلى مدينة بنغازي شرق ليبيا، الأحد، نائب رئيس أركان جيش دولة الإمارات عيسى المزروعي، ملتقيا باللواء المتقاعد خليفة حفتر في مقر قيادته بمنطقة الرجمة شرق بنغازي.

وقال مكتب إعلام قيادة القوات المسلحة التابعة لحفتر إن زيارة المزروعي تأتي في إطار "الأخوة ومد أواصر التعاضد والتعاون الليبي - الإماراتي على مختلف المستويات والأصعدة".

وتعد زيارة نائب رئيس أركان الجيش الإماراتي، هي الأولى من نوعها لمسؤول رفيع المستوى يمثل أبو ظبي، التي عادة ما يسافر إليها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

تكهنات
وعلق نشطاء ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي على زيارة المزروعي، بأنها رسالة من أبو ظبي للمبعوث الأممي الجديد اللبناني غسان سلامة، تفيد باستمرار دعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر لا دبلوماسيا وسياسيا في المنظمات الدولية، وإنما عسكريا.

وقال النشطاء، إن الإمارات تتحدى كل التقارير الدولية، والتي كان آخرها تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن المعني بليبيا، الذي أظهر أن الإمارات انتهكت قرار حظر التسليح المفروض على ليبيا بتزويد قوات اللواء المتقاعد حفتر بالعتاد والسلاح والطائرات والمدرعات والسيارات المصفحة وإنشاء المرافق العسكرية.

وكشف تقرير الخبراء أن الإمارات بمساعدة السعودية نقلت 195 آلية قتالية إلى ميناء مدينة طبرق، شرق ليبيا لصالح حفتر، وأن السلطات السعودية أكدت للجنة العقوبات استخدام سفينة تابعة لها لشحن أسلحة من الإمارات لطبرق.

وفي السابع عشر من أيار/ مايو الماضي استقبل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مقره بمنطقة الرجمة بمدينة بنغازي، رئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي ومدير المخابرات الحربية محمد الشحات.

وتعد مصر هي أحد الأذرع المهمة التي يعتمد عليها حفتر في الحرب التي يشنها في شرق ليبيا، منذ انطلاق عملية الكرامة بمدينة بنغازي، في السادس عشر من أيار/ مايو عام 2014. إضافة إلى أبو ظبي والسعودية اللتين تمول حفتر بالمال وبالفتاوى الدينية، حيث يقاتل التيار المدخلي الموالي للسعودية إلى جانب قوات الكرامة.

وهذا ما دعا عضو مجلس النواب الليبي مصطفى أبو شاقور إلى اتهام الإمارات بمخالفة الحظر على توريد السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، وأنها تشارك في تعقيد المشهد ورفع وتيرة الحرب بين الليبيين، مستندا إلى تقرير فريق الخبراء الذي أثبت تدخل الإمارات في الشأن الداخلي الليبي بدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالسلاح والعتاد.

محاولات فاشلة
حاولت القاهرة وأبو ظبي الظهور كوسيط في الملف الليبي، وأنهما تقفان في منطقة وسط بين الأطراف المتنازعة، وذلك باستقبال رئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق فائز السراج، وأعضاء من المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، واللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وحيث عجزت القاهرة عن الجمع بين السراج وحفتر، إذ رفض الأخير مقابلة رئيس حكومة الوفاق الوطني، في شباط/ فبراير من العام الجاري، نجحت أبو ظبي في عقد لقاء بينهما في الثاني من أيار/ مايو الماضي.

وطالب حفتر من السراج في لقاء أبو ظبي، بتشكيل مجلس رئاسي يتكون من ثلاثة أشخاص، يضمهما الاثنين، إضافة إلى عقيلة صالح، وطالب حفتر أن يكون الجيش وكل القوى الأمنية تحت قيادته، ولا تتبع حكومة الوفاق الوطني.

وحسب المراقبين فإن مقاربة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد تتطابق مع رؤية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهي الاستمرار في دعم حفتر عسكريا حتى النهاية، وعدم الرضوخ للحلول السياسية المتضمنة في اتفاق الصخيرات.