سياسة عربية

برلماني موريتاني من الأغلبية يستقيل من حزبه بسبب قطر

أثار قرار قطع العلاقات مع قطر احتجاجات في موريتانيا
أعلن عضو مجلس الشيوخ الموريتاني (الغرفة الأولى في البرلمان)  يوسف تيجاني سيلان، استقالته رسميا من حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم (أحد أحزاب الأغلبية الحاكمة الداعمة لرئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز)، احتجاجا على قرار الحكومة الموريتانية بقطع العلاقات مع قطر.

وجاءت الاستقالة في رسالة وجهها البرلماني الموريتاني لرئيسة حزبه، وزيرة التجارة في الحكومة الحالية الناها بنت حمدي ولد مكناس.



 وأكد في رسالته التي اطلعت عليها "عربي21"؛ أنه تلقى بـ"كامل المفاجأة خبر قطع موريتانيا لعلاقاتها الدبلوماسية مع قطر" التي وصفها بـ"الدولة الشقيقة" لموريتانيا.

وأضاف في رسالته: "بعد تفكير ملي أفضى إلى عدم وجود أي مسوغ لهذا الموقف غير المبرر، قررت الانسحاب من كل الأحزاب الداعمة لسياسات النظام الحالي".

ومن جهته، انتقد فريق الصداقة الموريتاني القطري في البرلمان الموريتاني قطع نواكشوط علاقاتها مع الدوحة.

ووصف الفريق البرلماني في بيان وصلت نسخة لـ"عربي21"؛ الخطوة بأنها "مستغربة" و"جاءت في ظرف فجائي، وتمت بطريقة استعجالية مريبة، وبتساوق مع أجندات خارجية مكشوفة"، بحسب البيان.

وأكد الفريق البرلماني دعمه ومساندته "لدولة قطر في وجه المؤامرة التي تتعرض لها، لا لشيء إلا لوقوفها مع الشعوب لنيل حريتها، ومع المقاومة في الدفاع عن الكرامة، والسعي لاستعادة الأرض وحماية العرض".

غضب سياسي من القرار 

ومنذ قطع نواكشوط لعلاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، يستمر الغضب السياسي في البلاد من القرار.

وفي أحدث المواقف، أعلن حزب اتحاد قوى التقدم، رفضه الشديد لقرار قطع العلاقة مع قطر. واعتبر الحزب في بيان أرسل نسخة منه لـ"عربي21" أنه يدين بقوة قرار الحكومة الموريتانية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر؛ بناء ما سماه "منطق التبعية والاسترزاق الدبلوماسي".

واعتبر الحزب أن هذا المنطق "يمثل مساسا بسيادة البلد وتشويها لسمعته في العالم ولكرامة الشعب الموريتاني".

وطالب الحزب كافة القوى الحية في العالم العربي من أحزاب سياسية ومجتمع مدني، بالضغط على حكوماتها من أجل إنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن وبأقل ثمن.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تتواصل الحملة الداعمة لقطر، والرافضة لقرار قطع العلاقة معها.

فقد اعتبر رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، محمد جميل ولد منصور، في تدوينة له عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، أن قطر "تواجه مؤامرة خطيرة تستهدف في هذا البلد عزته ومواقفه وتميزه".

وكان "تواصل" قد اعتبر قرار قطع العلاقة مع قطر "ارتهانا لأجندة خارجية"، لافتا إلى أن الوقت والسياق والآلية تؤكد ذلك.

وفي وقت سباق، أصدر المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (يضم 14 حزبا سياسيا معارضا) بيانا أدان فيه بقوة قرار قطع العلاقة مع قطر، ووصفه بـ"غير المبرر والخطير".

مبررات الحكومة

وكانت الحكومة الموريتانية قد أعلنت الثلاثاء الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر.

وقالت الخارجية الموريتانية في بيان؛ إن موريتانيا أكدت في كل المناسبات التزامها القوي بالدفاع عن المصالح العربية العليا، وتمسكها الثابت بمبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، وسعيها الدؤوب لتوطيد الأمن والاستقرار في وطننا العربي والعالم"، مضيفا: "لكن وللأسف الشديد، دأبت دولة قطر على العمل على تقويض هذه المبادئ التي تأسس عليها العمل العربي المشترك"، وفق البيان الحكومي.