سياسة عربية

مخابرات مصر تحشد للسيسي سينمائيا بـ"أيام الغضب والثورة"

الفيلم يتناول أحداث ثورة يناير 2011 وانقلاب يوليو 2013- ا ف ب
بمشاركة كوكبة من نجوم السينما المصريين من عدة أجيال لم تجتمع من قبل؛ بدأ تصوير الفيلم السياسي "أيام الغضب والثورة"، ليكون العمل الفني الأول الذي يتناول كامل أحداث ما بين ثورة تشرين الثاني/يناير 2011، وانقلاب 3 تموز/يوليو 2013.
 
الفيلم إنتاج شركة "إعلام المصريين" المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة المقرّب من النظام، ما دفع محللون للتأكيد على أن الفيلم مدعوم من جهات سيادية، خاصة وأنه يركز على وقائع إرهابية مثل اختطاف الجنود المصريين بسيناء.
 
الإنتاج الأضخم
 
ويشير صناع الفيلم إلى أنه قد يكون الإنتاج الأضخم سينمائيا، حيث تم بناء ديكور بمدينة أكتوبر لمحاكاة منطقة رفح، وآخر لميدان التحرير بمعسكر للجيش، مع استخدام طائرات حربية للتصوير، ودبابات ومدرعات عسكرية، بجانب 3 آلاف كومبارس يؤدون دور الثوار.
 
السقا ورزق

ويقوم ممثل أدوار الأكشن أحمد السقا، بدور قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، منذ أن كان مديرا للمخابرات الحربية إبان الثورة، ثم قائدا للجيش، وحتى انقلابه منتصف 2013، فيما يجسد شخصية الرئيس مرسي الممثل الكوميدي أحمد رزق، في إيحاء لما قد يحمله الفيلم من تهكم على شخصية الرئيس الشرعي للبلاد، حسب محللين.
 
أما الفنان المخضرم نبيل الحلفاوي، الشهير بدور "نديم قلب الأسد" بفيلم "الطريق إلى إيلات"؛ فيقوم بدور وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوي، كما تظهر بالفيلم شخصية اللواء عمر سليمان، رجل مخابرات مبارك، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء بعهد مبارك والمرشح الرئاسي الخاسر أمام مرسي.
 
ويقوم الفنان عادل إمام لأول مرة بدور ضيف شرف بشخصيته الحقيقية، فيما يجسد الكوميديان أحمد حلمي، دور أحد الثوار.
 
واستكمالا لتشخيصه دور أحد قيادات الإخوان المسلمين الذي أثار الجدل بمسلسل "سلسال الدم"؛ يقوم الممثل أحمد بدير بدور مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع في الفيلم، فيما يجسد نقيب الممثلين، أشرف زكي، دور القيادي البارز بالجماعة الدكتور عصام العريان.
 
وحيد حامد

ومؤلف العمل هو الكاتب وحيد حامد، الذي اشتهر مؤخرا بكتابة جزأين من مسلسل "الجماعة"، الذي يعرض جزؤه الثاني في رمضان، وأثار به الجدل بين الإسلاميين والناصريين، أما المخرج فهو الشاب محمد سامي، مخرج مسلسل "الأسطورة".
 
ويرجح أن يعرض الفيلم مع عيد الأضحى، مع ترجمته للفرنسية والإنجليزية والألمانية.
وتثار التساؤلات حول غياب مخرج تظاهرات30 حزيران/يونيو 2013، النائب البرلماني، خالد يوسف، فيما يؤكد بعض المتابعين أن يوسف لم يعد ينال ثقة السيسي ولا الجهات السيادية.
 
كما أن الفيلم لن يكون الأول من هذا النوع، حيث أنه بعد انتهاء السقا من تصويره؛ سيقوم بتصوير فيلم "خط النار" والذى يحكى قصة حياة بطل الصاعقة إبراهيم الرفاعى، سيناريو ناصر عبد الرحمن، وإخراج شوقي الماجري.
 
كارثة فنية وتاريخية
 
ويرى الناقد الصحفي، عماد ناصف، أن "أيام الغضب والثورة" لو تم سيكون عملا مشوها، متوقعا أن ما يثار حول الفيلم مجرد بالونات اختبار غير واضحة الأسباب، قائلا عن فكرة وقوف أجهزة سيادية وراء العمل؛ إنه "أمر غير مستبعد ومنطقي"
 
ورصد ناصف لـ"عربي21"، أسماء أعمال فنية تناولت أحداث الثورة؛ كأفلام "فبراير الأسود" و"الشتا اللى فات" و"بعد الطوفان" و"18 يوم" و"حظ سعيد" و"بعد الموقعة"، ومسلسلات "بين السرايات" و"باب الخلق" و"زى الورد" و"طرف تالت" و"أستاذ ورئيس قسم"، ومسرحيات مثل "رئيس جمهورية نفسه" و"غيبوبة".
 
وأضاف ناصف أن هذه الأعمال كانت تستعين بمشاهد أو تتعرض بشكل غير مباشر للثورة دون تفاصيلها وتبنت وجهات نظر متباينة، ويعيب على معظمها "التسيس المتعمد" و"الاستقطاب" السائد.
 
وحول تناول "أيام الغضب والثورة" تفاصيل وشخوص الثورة الحقيقين، قال ناصف "أظن أنه من باب الدعاية المقصودة (للنظام) أو بالونة إختبار"، مضيفا "لكن لو سلمنا أن هذا العمل حقيقي فإنه سيكون كارثة فنية وتاريخية؛ لأنه من المستحيل أن يكون موضوعيا أو مجسدا للحقيقة".
 
وأكد ناصف أن الأمر على أرض الواقع لم يحسم بعد، ومعظم ملفات الثورة مازالت مفتوحة ولم تغلق، كما أن تلك الفترة غير كافية بالمرة لعمل فنى دقيق يؤرخ لهذه المرحلة.
 
وقال إن "معظم الأسماء المطروحة لاتصلح بالمرة لعمل بمثل هذا الحجم والأهمية، معتبرا أن الكاتب والممثلين المرشحين لهم وجهات نظر معروفة مناهضة أو متحفظة على الثورة أو مؤيدة لأحداث 30 حزيران/يونيو؛ وهو ما ينسف فكرة تقديم عمل فنى لائق".
 
تشويه للتاريخ

وقال الكاتب والمحلل الساسي، قطب العربي، إن أي عمل فني يتم إنتاجه حاليا ومنذ وقوع الانقلاب؛ سيكون تشويها للتاريخ ولثورة يناير والمشاركين فيها، وعلى رأسهم الإخوان المسلمين؛ وسيسعى لتقديم رواية مزورة للأحداث.
 
وأضاف العربي لـ"عربي21"، أنه بلا شك فإن "الفيلم سيحمل وجهة نظر النظام وسيقدم الثورة باعتبارها مؤامرة شاركت فيها عدة أطراف داخلية بينها الإخوان وحركات ثورية أخرى وأطراف إقليمية بينها قطر وإيران وتركيا.. إلخ".
 
وأكد أن "مثل تلك الأعمال تخدم مشروع الانقلاب بحشد الصورة التي تشيطن وتشوه الثورة، تمهيدا لحذف النص عليها في الدستور ومن ثم تجريمها قانونيا وتقديم كل من شارك فيها للمحاكمة بتهمة المشاركة في تلك الجريمة".