سياسة عربية

كيف تفاعل السياسيون في تونس مع قطع العلاقات مع قطر؟

بعد أن تم إرباك الوضع في سوريا وليبيا جاء اليوم دور الخليج العربي - ا ف ب
تفاعلت شخصيات رسمية وسياسية في تونس مع قرار الإمارات والسعودية والبحرين قطع العلاقات مع قطر، بينما لم يصدر أي بيان رسمي عن وزارة الخارجية أو الأحزاب السياسية.

وقال وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، إن تونس "تتابع بانشغال الوضع في الخليج والقرارات الأخيرة التي اتخذت"، معربا عن "أمله في أن يتم حصر الإشكال وتجاوز هذه الأزمة".

وأوضح الجهيناوي في تصريح نقلته وكالة أنباء أفريقيا الرسمية، أنه على الخليجيين تجاوز الخلافات الجارية بينهم وإيجاد حل يرضي كافة الأطراف للحفاظ على مناعة دولهم، لافتا إلى أنّ "العالم العربي يشهد العديد من المشاكل ولا نريد مزيدا من التفرقة ومن الأزمات".

واعتبر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي أنّ قرار أنظمة مصر والسعودية والبحرين والإمارات قطع العلاقات مع قطر "جاء بنية ابتزاز وتركيع إخوتنا القطريين"، مشيرا إلى أنّه "قرار لا يُفهم إذا لم يُوضع في إطاره الاستراتيجي وعمقه التاريخي".

عقاب

وقال بمنشور في "فيسبوك": "إنه فصل جديد من تواصل المخطط الجهنمي الذي تقوده حكومة الإمارات ضد كل نفس تحرري وضد كل من يدعمه أصالة عن نفسها وعن أخطبوط من اللوبي الصهيوني والاستخبارات الغربية وأصحاب الثروات الطائلة المسروقة للشعوب الفقيرة"، وفق تعبيره.

وأضاف: "هذه الحكومة هي التي موّلت الانقلاب على أول رئيس شرعي في مصر وهي التي أغرقت تونس بالمال الفاسد لتمويل الثورة المضادة.. هي التي تسيل اليوم دماء الليبيين بتمويل عملائها في هذا القطر الشقيق.. هي التي تحرشت بتركيا فخسرت وخسئت".

واعتبر المرزوقي أنّ "تلك الدول تقود اليوم الحرب على قطر لمعاقبتها على مساندتها للربيع العربي وقبله على فتحها لقناة الجزيرة والكل يعلم الدور الذي لعبته في تحرير العقول العربية".

وقال: "قطر دولة صديقة لتونس وعلى حكومتنا التي تمثل نظريا شعبنا أن تحتجّ على محاولة عزل وخنق قطر وحتى محاولة وضعها تحت الوصاية وأن تطالب بوقف إجراءات ظالمة وعدوانية تمس شعبا مسالما ولن تزيد إلا في تعميق الجراح العربية".

خطير

من جانبه وصف القيادي في حركة النهضة النائب سمير ديلو قرار الإمارات والسعودية والبحرين قطع علاقاتها مع قطر بـ"الخطير ولا يخدم مصلحة الأمة العربية"، وفق تعبيره.

واعتبر ديلو، في تصريح لإذاعة موزاييك المحلية ما حصل بـ"التطورات الخطيرة التي يعدُّ بعضها منتظرا"، وفق تعبيره.

وكان مجلس شورى النهضة دعا في بيان له الأحد، الدول الخليجية إلى "تعظيم المصالح المشتركة بينها وحل خلافاتها بالحوار والطرق الديبلوماسية"، معتبرا أنّ تردي العلاقات العربية في ما بينها في الفترة الأخيرة "قد يفتح على أزمات لا تخدم صالح دول المنطقة وشعوبها".

وقال المكلف بالشؤون السياسية في حزب حركة نداء تونس برهان بسيس إنّ "التونسيين يتحدثون عن الأزمة في البيت الخليجي من منطلق فنتازيا الأيديولوجية".

ضغوط

وتابع بسيس بمنشور في "فيسبوك": "تونس رفضت تاريخيا الاصطفاف وراء أي محور من محاور الصراع الإقليمي الذي عرفه العالم العربي طيلة أزماته المتعاقبة فما بالك اليوم في وضعيتها الهشة الملغومة بالإكراهات".

واستبعد الديبلوماسي التونسي السابق عبد الله العبيدي، إمكانية قطع تونس علاقاتها مع قطر، مضيفا أن الطرف المهيمن في الائتلاف الحاكم يدعم قطر، واتخاذ مثل هذا القرار يعتبر "فرقعة للائتلاف".

ولفت، في تصريح لإذاعة "جوهرة أف أم"، إلى "إمكانية تعرّض تونس لضغوط من طرف أمريكا للوقوف ضد قطر".

من جهته طالب الديبلوماسي التونسي السابق لدى الأمم المتحدة توفيق وناس السلطة الحاكمة في تونس عدم التورط في صراع "لا ناقة لها فيه ولا جمل"، على حدّ تعبيره.

وتساءل ونّاس في تصريح إذاعي: "إذا كانت أمريكا متأكدة من دعم قطر للإرهاب، فلماذا لم تقطع بدورها علاقتها معها؟".

وخلص إلى القول: "بعد أن تم إرباك الوضع في الشرق الأدنى (سوريا) وليبيا، جاء اليوم دور الخليج العربي".

كسر عظام

وكان رئيس تحرير موقع "رأي اليوم" عبد الباري عطوان قال إن "قطر تتعرض الآن إلى عملية خنق بالكامل ولو استطاعوا أن يمنعوا عنها الهواء لمنعوه".

وتابع في تصريح لإذاعة موزاييك: "هناك محاولة تركيع قطر إما أن تسيري معنا وإلا سنغير النظام.. يعني إما قطع العلاقات كليا مع الإخوان ومع إيران والمصالحة مع مصر وإما سننكد عليكم عيشتكم".

واعتبر عطوان أنّ ما يحدث هو "حرب كسر عظام فهناك خطة مطبوخة تلتها عملية التنفيذ بدأت بشكل متسارع جدا"، مضيفا أن الخطوة القادمة "ربّما تكون التدخل العسكري وتغيير النظام".

وقال عطوان إنّ قرار قطع العلاقات مع قطر "هو نتيجة لأن قطر بدأت تغرّد خارج السرب الخليجي وبدأت تتقرب من إيران بشكل متسارع وقررت أن تستقل بسياساتها الخارجية".

وأشار إلى أنّ أمير قطر "جرى تهميشه بشكل ملحوظ في القمم الأخيرة وكان واضحا التحالف السعودي الإماراتي البحريني المصري".