حول العالم

زغلول النجار يصف طلبة اليسار المغربي بـ"الأشرار".. لماذا؟

كشف "النجار" أنه خلال محاضراته الثلاث كان الحضور المكثف للعلماء والأساتذة والطلاب "مفزعا لحفنة اليسار المغربي"- أرشيفية
وجه زغلول النجار، رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة‎، انتقادا لاذعا لمجموعة من طلبة اليسار في المغرب واصفا إياهم بـ"حفنة من الأشرار" واليساريين "الملحدين".

وقال زغلول النجار، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه زار المغرب عدة مرات و"حاضرت فيها عددا من المؤتمرات التي رأيت فيها الوجه المشرق لهذه المملكة التي يعتز غالبية أهلها بالإسلام وبلغة القران، ولكن كالعادة فإن لكل أمة حفنة من الأشرار الذين يتبرأون من مبادئهم وينسلخون عن دينهم، ولم يسبق لي أن قابلت أحدا من أصحاب هذه المواقف المتخاذلة إلا في زيارتي الأخيرة للمغرب لحضور المؤتمر الرابع للمصطلح القرآني وعلاقته بالعلوم المختلفة".

وأوضح "النجار" أن المنظمين للمؤتمر أعدوا له "ثلاث محاضرات كانت إحداها بكلية الشريعة بمدينة فاس، وكانت الثانية في كلية العلوم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وكانت الثالثة بقصر المؤتمرات بمدينة مكناس".
 
وكشف "النجار" أنه خلال محاضراته الثلاث كان الحضور المكثف للعلماء والأساتذة والطلاب "مفزعا لحفنة اليسار المغربي، الذي أساءهم احتفاء كرام أهل المغرب بهذا الحضور غير المسبوق، فدفعوا بثلاثة من صغار اليسار في المغرب، ليثيروا شيئا من الجدل الذي لا علاقة له بموضوع المحاضرة في كلية العلوم، ورد عليهم جمهور الحاضرين بما يثبت نبذ المجتمع المغربي لهذا الفكر الإلحادي الغريب".

وتوعد النجار "بالرد على ما أثاره هؤلاء من قضايا في موقعه على "فيسبوك مباشر" يوم السبت القادم نقطة بنقطة، حتى يتبين لهذه القلة الفاشلة مدى جهلهم بكل من حقائق العلم وأصول الدين" وفق تعبيره.


               

وكان زغلول النجار حضر خلال الأسبوع الماضي للمغرب لأجل المشاركة في المؤتمر العالمي الرابع للباحثين في القرآن الكريم وعلومه، الذي تنظمه مؤسسة البحوث والدراسات العلمية، حيث خلف حضوره ضجة كبيرة.

الأسئلة "الحارقة"

ووجه العديد من النشطاء المغاربة أسئلة على زغلول النجار، من بينهم البودكاستر المعروف بأشرطته التبسيطية لمواد العلوم على "يوتيوب"، نجيب المختاري، حيث وجه له أسئلة انتشرت بشكل واسع على "فيسبوك" واعتبرت "حارقة"، من بينها: "نقلتم في أحد أشرطتكم عن الرسول قوله إن الشمس تغرب عن قوم وتطلع على قوم، وتغرب عن قوم وتطلع، فقوم يقولون غربت، وقوم يقولون طلعت، وقلتم إن هذا دليل على كروية الأرض في الحديث الكريم. مع الأسف قلبت كتب الحديث رأسا على عقب ومحركات البحث كلها، وكذلك فعل مهتمون ومختصون بالحديث نفس الأمر ولم يجد أحد أثرا لهذا الحديث سوى في شريطكم".

وأضاف: "هل عندكم دراية بمدى جسامة صياغة أحاديث جديدة لم ترد عن الرسول؟ يمكن مراجعة جميع النصوص الدينية الأخرى التي رويتم لطمأنة قرّائكم ومشاهديكم أنكم لا تختلقون الأحاديث؟ هل يمكن تقديم اعتذار عن الأمر أمام طلبة كلية الشريعة بفاس على الأقل؟".

وتابع: "ادعيتم في حلقة كاملة على الجزيرة أن مكة المكرمة موجودة في مركز اليابسة بينما في العلم الحديث الأرض شكلها كروي وبالتالي جميع نقط يابسة الأرض هي مراكز لليابسة، يعني ليس فقط الكعبة مركز اليابسة ولكن كذلك الفاتيكان ومدينة بومباي في الهند وبيتكم الكريم في الأردن وهذه الجامعة التي تحاضرون فيها. كلها مراكز لليابسة بفعل كروية الأرض".

وقال في سؤال آخر: "ادعيتم أن هناك "دراسات" (دون ذكر أي مرجع) أثبتت أن الأشعة فوق البنفسجية الضارة تؤثر في النساء أكثر من الرجال ولهذا فرض الله الحجاب كي يحمي النساء من الأشعة فوق البنفسجية. مع الأسف لا يمكن وجود دراسة علمية في هذا المنحى لأن هذا مخالف لما نعلمه عن أشعة الشمس.. فهل ممكن التراجع عن هذا الادعاء؟".

على الجامعة السلام

من جانبه، استنكر رئيس مركز الميزان للوساطة والدراسات والإعلام، محمد عبد الوهاب رفيقي، مما جاء في محاضرة "سعد زغلول"، وقال في صفحته على "فيسبوك": "حين يحل بكلية للعلوم والتقنيات –يا حسرتي- شيخ يزعم أن أبوال البعير تعالج أمراض السرطان، ويعتبر ذلك من إعجاز الإسلام وبراهين صدقه، فاقرأ على جامعاتنا وعلى البحث العلمي وعلى الوعي والثقافة بهذا البلد ألف سلام وسلام".

وتابع رفيقي، الباحث في الدراسات الإسلامية: "يحاول ذلك الشيخ أن ينتصر لدينه ومعتقده من خلال منجزات الآخرين، يتصنع ويتكلف ويلوي للنصوص أعناقها ليثبت لنا أن القرآن كتاب فيزياء وكيمياء ورياضيات وعلوم طبيعية. والأخطر من هذا كله، أن العلم قد يثبت بعد ذلك عدم صحة تلك النظرية، وينسفها بحقائق جديدة، ويتحمل القرآن نتيجة جهل الشيخ وتجارته باسم الإعجاز".

وأضاف رفيقي: "من الذي جرأ الكثير على القرآن، فكتبوا عن الأخطاء العلمية في القرآن، والأخطاء التاريخية، والأخطاء الرياضية، سوى تجار الإعجاز العلمي بخرافاتهم وحشرهم للقرآن في زوايا ضيقة هو أكبر منها وأجل في كل الأحوال؟".

مؤتمرات تكرس التخلف

وقال رفيقي في تدوينة أخرى: "إن الإقناع بالإيمان اليوم لا يكون بالمنطق العلمي التجريبي وإلا لأعلن كل علماء الأرض إيمانهم، ولكن يكون الإقناع بحاجة الناس لهذا الإيمان، يكون ببيان مدى قدرة الدين على تلبية حاجاتهم الوجدانية والروحية، ومدى مساهمته في صلاح البشرية وتهذيب أخلاقها، يكون بإبراز حاجة الإنسانية إليه ليرسخ قيم السلام والتعايش والأمن المعنوي والمادي".

وأضاف: "لذا بدل صرف كل تلك الأموال في مؤتمرات تكرس التخلف، وتجعلنا سخرية أمام غيرنا، كان الأولى أن تصرف في تشجيع البحث العلمي وفي تتبع سبل النهضة والتقدم بالقواعد والسنن الكونية، وليس بتخاريف وترهات".

كنت رفيقا وتبت

وقال أحد الطلبة المحسوبين على تيار اليسار تعليقا على وصف "زغلول النجار" لأمثاله بـ"الأشرار" ساخرا: "كنت رفيقا وبعد قراءة منشور الشيخ أجهشت بالبكاء وأعلنت توبتي ومناصرتي لشيخنا ضد هؤلاء الصبية الذين لا يعلمون أن لحوم العلماء مسمومة".

فيما قال آخر: "أنا أيضا كنت متشبعا بالأفكار الكافرة لهؤلاء الصبية لكن ما إن تابعت شيخنا الفاضل بتحليلاته العلمية حتى اقتنعت وعدت إلى رشدي".

النظرة الاستعلائية

بينما انتقد ناشط ثالث أسلوب رد الدكتور النجار على مخالفيه وقال: "والله يا دكتور سوء أخلاقك لم يكن خافيا علي، فقد تابعت لقاءات كثيرة لك مع مخالفيك ولاحظت أنك تتميز بسوء أخلاق ونظرة استعلائية لكل من خالف رأيك أو ما تسميه أنت إعجازا علميا".

وأضاف: "أما عن مغربنا فنحن كما لاحظت بدأنا في طريق التعددية التي ستشكل قوة ردع لكل مخرف تمنعه من نشر تخاريفه في أوساطنا وتجعله يفكر ألف مرة قبل أن يتفوه بادعاء كادعاءاتك".