سياسة عربية

كيف تستغل الحركات المسلحة المتطرفة التكنولوجيا؟

استغلت الحركات الإرهابية التكنولوجيا وتضررت منها في بعض الأحيان
استغلت الحركات الإرهابية التكنولوجيا وتضررت منها في بعض الأحيان
تطورت أدوات الحركات الإرهابية مع مرور الزمن، وزاد تطورها في العصر الحالي نتيجة لدخول التكنولوجيا ضمن هذه الأدوات، وأدى ذلك لتطور طرق تواصلهم فيما بينهم وأيضا مع قواعدهم الشعبية، بالإضافة لتعدد وسائل نشر فكرهم والمبادئ التي يؤمنون بها.

وسهلت التكنولوجيا في الوقت ذاته عمل الأجهزة الأمنية في تتبع هذه الحركات، لكن ليس بالقدر الذي يُضعفها وينهيها.

ويرى خبراء أن التطور التكنولوجي ساهم بشكل كبير في تحقيق الحركات المتطرفة لأهدافها، فبحسب زكريا أبو دامس أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، تتلخص فائدة التكنولوجيا للحركات الإرهابية في جانبين معنوي ومادي.

وأضاف أبو دامس: "في الجانب المعنوي سهلت التكنولوجيا لهم نشر فكرهم سواء عبر حسابتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر مواقع خاصة بهم وناطقة باسمهم، أما على المستوى المادي أصبح تنقلهم واتصالهم فيما بينهم أيسر من ذي قبل حين كانوا يستخدمون الرسائل الورقية أو اللقاءات المباشرة".

وأردف زكريا: "أيضا ساهمت بشكل كبير بضمان سرية وسهولة نقل المعلومات والرسائل الموجهة من القيادات إلى الأفراد، مما أدى أيضا إلى اكتسابهم أنشطة عقلية ومهارات موجهة، ساهمت بجعلهم أكثر تنظيما ودقة، سواء في تحركاتهم أو أثناء تنفيذهم لعملياتهم".

وأكمل أبو دامس: "نتج عن هذه المكاسب التي حققتها الحركات من التكنولوجيا، نجاحات بالنسبة لها، من أهمها التأثير على صانع القرار في البلد الذي يعملون به".

وأشار أبو دامس إلى أن التكنولوجيا كان لها جانب سلبي وحيد على هذه الحركات، ألا وهو سهولة تعقبهم وتتبعهم من قبل الجهات الأمنية، فكثير من اغتيالات قائدتهم تمت نتيجة لاختراق هواتفهم أو حساباتهم على الإنترنت".

وقال زكريا: "لا يمكن أن نعتبر المكاسب التي حققتها الحركات الإرهابية من التكنولوجيا انتصارا تم لها، إنما تفوق في بعض الأحيان، وعلينا ألا ننسى أن الحكومات استغلت هذا التفوق ونشر الإرهابيين لفكرهم وعملياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدمته في نشر دعايتها المضادة للإرهاب وللتأثير على الرأي العام ليؤيد توجه قواتهم إلى مقرات وأماكن تواجد الإرهابيين أينما وجدوا".
التعليقات (0)