سياسة عربية

معارك شمال سوريا تشرد عائلة بين 3 مناطق

العديد من العائلات السورية تفرقت في مناطق عدة بسبب الحرب- أ ف ب
العديد من العائلات السورية تفرقت في مناطق عدة بسبب الحرب- أ ف ب
لم يستطع الدكتور محمد، المقيم في مدينة غازي عنتاب التركية، الاتصال بعائلته منذ سيطرة قوات النظام على بلدة "الخفسة" في الريف الشرقي من حلب ومحيطها، إثر انسحاب تنظيم الدولة منها، ليتبين له فيما بعد أنّ والده نزح إلى ريف مدينة "الرقة" الخاضع لسيطرة التنظيم، فيما نزحت والدته، وعائلة أخيه إلى منطقة "إعزاز" في الريف الشمالي من حلب.

وبعد طول انتظار تمكن محمد من الاتصال بوالدته، التي وصلت الى مدينة إعزاز قبل 5 أيام، لتقيم مع ابنها وزوجته، في خيمة عشوائية في العراء، فيما بقي الاتصال بوالده مقطوعا لليوم التاسع على التوالي.

ولفت إلى أنه حاول التواصل مع عدد من المهربين في الشمال السوري، من أجل إدخال عائلته إلى تركيا، لينجح بعد أيام بتأمين دخولهم في طريقة يرفض الكشف عنها، لكنه في ذات الوقت يقول إن كلفتها أكثر من ألفي دولار.

وبعد طول انتظار، يتصل الأب بالعائلة التي أصبح جميع أفرادها في مدينة غازي عنتاب الواقعة في الجنوب التركي، حيث طمأنهم على صحته، وأوضاعه، قائلا لهم إنه في ريف الرقة مع ما يملكه من الماشية والسيارات، مشيرا إلى أنه سيأتي إلى تركيا بعد بيع ممتلكاته.

في المقابل تتحدث عائلة الدكتور التي وصلت إلى مدينة غازي عنتاب التركية عن انسحاب التنظيم من المنطقة بشكل مفاجئ وسيطرة قوات النظام عليها، الذي بدوره لم يترك فيها سوى بضعة جنود لا يتجاوز عددهم أصابع اليد.

قصة الدكتور وعائلته، يعيشها الآلاف من أهالي ريف حلب الشرقي الذين نزحوا، إثر سيطرة قوات النظام عليها، بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة. منها، ما جعل قسما كبيرا منهم ينزح إلى مناطق سيطرة التنظيم في الرقة وريفها، فيما نزح آخرون إلى منطقة "إعزاز" بريف حلب.

وذكرت مصادر إعلامية، أنّ "أعنف موجات النزوح شهدتها مدن وبلدات الخفسة ومحيطها، إضافة إلى محيط منبج، فضلاً عن محيط مدينة الباب"، التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخرا من تنظيم الدولة.

ولم يقتصر النزوح إلى مناطق التنظيم في الرقة ومحيطها فقط، بل نزحت عشرات العائلات إلى منطقة "إعزاز" في الريف الشمالي من حلب.

من جهته، ذكر مدير مكتب توزيع المساعدات في مدينة إعزاز سيفو شمو في حديث لـ"عربي21"، أنّ أكثر من 250 عائلة نزحت إلى منطقة "إعزاز" من مدينة الخفسة، ومحيطها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنّ العشرات منهم يقيم حاليا في خيم عشوائية، فيما يقيم آخرون في مخيم، فضلا عن استئجار عدد من النازحين لمنازل في مدينة "إعزاز" ومحيطها.

وأشار شمو إلى استقبال المجلس المحلي في مدينة "إعزاز" لأكثر من خمس عائلات نازحة، بشكل يومي من الريف الشرقي لمدينة حلب، داعيا في الوقت ذاته المنظمات، والهيئات الإغاثية لمد يد العون للنازحين.

وكان تنظيم الدولة انسحب من عشرات القرى والبلدات في الريف الشرقي من حلب، لتسيطر عليها قوات النظام، بعد انسحاب عناصره إلى مدينة الرقة عاصمة التنظيم في سوريا، فيما لم يُبق النظام إلا على خمسة عناصر من جنوده في كل قرية من القرى التي تسلمها التنظيم في تلك المناطق، بحسب شهود عيان.
التعليقات (0)