سياسة عربية

ما الذي يمكن أن يجنيه السيسي من زيارة البيت الأبيض؟

مراقبون قالوا إن السيسي يحلم بدخول البيت الأبيض- الرئاسة المصرية
مراقبون قالوا إن السيسي يحلم بدخول البيت الأبيض- الرئاسة المصرية
قلل مراقبون وسياسيون من أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، ولقائه بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، الاثنين المقبل باستثناء ما يمتلكه من ملفات تتعلق بـ"الحرب على الإرهاب وقتال الجماعات الجهادية".
 
وأشار مراقبون إلى أن السيسي ذهب ليقدم أوراق اعتماده للأمريكيين، وأنه يعول كثيرا على كسب ثقة الإدارة الجديدة في منح مصر شراكة استراتيجية في قضية مكافحة الإرهاب، وزيادة المعونات العسكرية والمالية، وإصدار قانون بتصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية.
 
وكانت العلاقات بين مصر وواشنطن اعتراها الفتور في أعقاب الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، ولكنها تحسنت مع مرور الوقت إبان إدارة باراك أوباما وعادت لتشهد مزيدا من التقارب منذ تولي ترامب الرئاسة، وقال البيت الأبيض في بيان له، اليوم، إن "ترامب يسعى لإعادة العلاقات مع مصر من خلال اجتماعه مع السيسي".

السيسي وترامب يزرعان الإرهاب

وفي هذا الصدد؛ قال زعيم حزب غد الثورة، أيمن نور لـ"عربي21": "أتصور أن زيارة السيسي لأمريكا جزء من سياسته الخارجية، التي تعتمد على مقوم رئيسي؛ وهو فكرة الترويج لنفسه، سواء لشرعيته في مرحلة سابقة، أو لنفسه كمحارب للإرهاب في مرحلة أخرى".
 
وأضاف نور أن "السيسي وشبيهه ترامب لديهما هوس بالإسلامو فوبيا، والتخوف من الإسلام كإسلام، وليس من القوى السياسية ذات المرجعيات الإسلامية؛ بالتالي فهناك أرضية مشتركة تجمع الشبيهين".
 
وتوقع أن يكون اللقاء بين الرجلين "في إطار مقاومة الإرهاب، ومكافحته في مناطق مختلفة، ولكن في الحقيقية فإن السيسي وشبيهه هما من يزرعان بأفعالهما الإرهاب في عمق هذه المنطقة بشكل يصعب اقتلاعه، ومواجهته؛ لأن التطرف يصنع التطرف، وهما ينتميان لمعسكر المتطرفين".
 
حظر الإخوان ومضاعفة المساعدات

في المقابل، قال عضو اللجنة الجمهورية في الكونجرس الأمريكي سابقا، أحمد صوان لـ"عربي21": إن اجتماع السيسي وترامب سيشهد توافقا كبيرا في وجهات النظر"، مضيفا أن على "السيسي طلب ضخ المزيد من المساعدات الأمريكية لمصر، ومضاعفتها بشكل غير مسبوق؛ كونها أكثر البلاد التي تصدرت للإرهاب"، على حد قوله.
 
وأكد صوان أن الإدارة الأمريكية تأخذ قضية تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية "على محمل الجد، والسيسي قادر على إقناع إدارة ترامب بأن جماعة الإخوان إرهابية، ولن يستغرق ذلك وقتا كبيرا، خاصة وأنها قدمت مشروعا بالكونجرس في هذا الصدد"، متوقعا "تمريره بسرعة، ودون معوقات كبيرة".
 
واستبعد أن "تبادر إدارة ترامب إلى مراجعة السيسي في قضية حقوق الإنسان؛ خاصة هذه المرة"، مشيرا إلى أن "الحديث عنها هو للاستهلاك المحلي الأمريكي، ونوع من فرض الوصاية غير المبرر"، لافتا إلى أن ترامب "قابل للتطويع ومرن، وهناك كيمياء بين الرئيسين".
 
التقاط الصور التذكارية

بدوره استبعد رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية بواشنطن، صفي الدين حامد أن ينجح السيسي في ما يصبو إليه، وقال لـ"عربي21": "أكثر ما يهم السيسي هو الوصول إلى البيت الأبيض، والتقاط الصور، وتبادل تصريحات الثناء والإطراء".
 
ورأى حامد أن مطالبة السيسي بزيادة المعونات "تأتي في غير وقتها؛ إذ إن ترامب يتجه لتقليص المساعدات الخارجية بنحو 25%، ولا أعتقد أنه (السيسي) سيحصل على مبتغاه"، لافتا إلى أن البيت الأبيض حدد القضايا التي سيتم مناقشتها "بقضيتين لا ثالث لهما، مشكلة الإرهاب، وعملية السلام".
 
وأكد أن محاولة نظام السيسي إقناع إدارة ترامب بوضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب "يأتي في إطار الجهل والأماني، فهم يجهلون النظام الأمريكي، فالأمر ليس بهذه السهولة، وليس بيد ترامب وحده، فهناك قانون، ودستور، وقضاة، ووزارة عدل وهي عملية معقدة، وليس لها أساس يمكن الاعتماد عليه".
 
ولفت إلى أن "السيسي ليس لديه الكثير ليقدمه لترامب، ولو ذكرنا على سبيل المثال استخدام (حاملات الطائرات) قناة السويس، والأجواء المصرية موجودة بالفعل، إذ لا أتوقع لتلك الزيارة أن تحقق جديدا".
  
تأجيج الإسلاموفوبيا

من جانبه أعرب البرلماني السابق، نزار غراب عن اعتقاده بأن زيارة السيسي لواشنطن ستعمل على تأجيج مشاعر الإسلاموفوبيا لدى الأمريكين في الوقت الراهن.
 
وقال غراب لـ"عربي21": إن "السيسي يدير معركته مع خصومة "الإخوان" باستخدام كل الأدوات، ومنها توظيف الإسلاموفوبيا الغربية ليحقق حصارا وضغطا على الإخوان في الخارج كما في الداخل".
 
تقديم أوراق اعتماد
 
في حين قلل النائب الليبرالي السابق، ثروت نافع، من أهمية الزيارة، وقال لـ"عربي21": "لا أعتقد أنها زيارة ذات أهميه كبرى بالنسبه للأمريكيين، ولكنها بمثابهة تقديم أوراق اعتماد للنظام المصري لدى نظام ترامب، ومحاوله إثبات الخضوع والولاء للنظام القديم".
 
وتابع: "كل ذلك في مقابل أن يتخلى الأمريكان عن فكرة الحقوق والحريات للشعوب العربةة، والعودة لمبدأ أن الديكتاتوريات العسكرية الحليفة أفضل من أنظمة ديمقراطية ذات قرار استقلالي ربما لا يتوافق مع المصلحة الأمريكية".
التعليقات (1)
ابن الجبل
الجمعة، 31-03-2017 09:49 م
سيقدم استعداده واستمراره في الحرب ضد الاسلام، وسيتقدم بأوراق اعتماده كعميل أصيل وسيحاول اقناع ترامب ان الديمقراطية وإعطاء الحقوق والحريات للشعوب العربيه لشعب مصر غير مناسب ، وأن ترسيخ الديمقراطية في مصر والوطن العربي سينعكس سلباً على مصالح الولايات الامريكية.،فإذا نجح السيسي في إقناع ترامب بذلك فسيجني مساعدة امريكا في القضاء على الاخوان المسلمين وسيستمر ملتصقاً بكرسي الحكم لمدة طويلاً وتبقى الدكتاتورية متجذرة في الوطن العربية.