سياسة دولية

تصريحات مثيرة لدبلوماسي إيراني عن الأسد والوضع بسوريا

مصطفى زهراني
مصطفى زهراني
أطلق الدبلوماسي الإيراني مصطفى زهراني، تصريحات مثيرة عن المعضلة التي تعيشها بلاده في سوريا، وعن العلاقة المستقبلية مع رئيس النظام بشار الأسد.
 
واعترف زهراني الذي يشغل منصب المدير العام للشؤون الاستراتيجية في مركز الدراسات السياسية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية، بأن إيران أخطأت وتورطت في سوريا، وعلينا أن نفكر جديا في الخروج.
 
وكتب زهراني على موقع مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية، وهو مركز إيراني نافذ، ومقرب من الخارجية ودوائر صنع القرار في إيران مقالا هاما تحت عنوان "أزمة إيران الاستراتيجية في الخروج من سوريا".
 
وقال زهراني: "كانت قضية الملف النووي الإيراني في الفترة السابقة تمثل تهديدا أمنيا (للمجتمع الدولي) ، ووضعت أمريكا وإسرائيل خططا تحول دون أن تتجرأ أي دولة على تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ولكن بعد الاتفاق النووي الإيراني مع أمريكا، أغلق الطابع الأمني لهذا الملف وخسرت الدول التي كانت تحصل على العديد من الامتيازات من قبل الولايات المتحدة، كالسعودية وإسرائيل بحجة التهديد الإيراني."
 
 
وأضاف زهراني: "أولئك الذين عانوا من تغيير هذه المعادلة، يحاولون الآن بذل قصارى جهدهم ليتم إلغاء الاتفاق النووي لتتحول بعده إيران إلى تهديد أمني، ولهذا السبب قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض وضعت السعودية وإسرائيل مشروعا لتصبح إيران تهديدا أمنيا من جديد"، مشيرا في هذا السياق إلى استغلال التدخل الإيراني في سوريا والعراق واليمن.
 
وحول خطورة التدخل الإيراني في سوريا والعراق واليمن، قال زهراني: "في الفترة السابقة، وبحجة البرنامج النووي الإيراني، كانت ايران تشكل تهديدا أمنيا، أما في ظل الظروف الجديدة وبعد الاتفاق النووي، فإن الدور الإقليمي الإيراني في المنطقة، وخاصة في سوريا واليمن والعراق، هو ما سيدفع المجتمع الدولي إلى اعتبار إيران من جديد تهديدا أمنيا، والأرضية لإثبات هذه المسألة متوفرة جدا."
 
وأضاف زهراني: "روسيا تسعى لتحقيق أهدافها ومصالحها في سوريا، والروس يستطيعون تحقيق الأهداف التي يريدونها، وستدخل روسيا مع أمريكا في صفقات حول سوريا، وحتى مع إسرائيل، لأن أهم مسألة لدى الإسرائيليين والأمريكيين، والتي تتم متابعتها في سوريا الآن، هي عدم السماح لإيران وحزب الله بإنشاء قواعد عسكرية على الحدود مع إسرائيل."
 
وعلى هذا الصعيد، يبدو، حسب زهراني أن روسيا تشارك إسرائيل نفس وجهة النظر والموقف، ما يعني أنه في النهاية سيتوصل الروس إلى اتفاق مع إسرائيل وأمريكا.
 
أما المفاجأة في كلام زهراني، فتتعلق بالحديث عن بشار الأسد،  وعلاقاته المستقبلية مع إيران، وفي هذا الصدد قال إن "أي بلد يمكنه ضمان بقاء نظام الأسد، سيقف النظام معه، وفي المعادلة الراهنة، فإن الروس دعموا بشار الأسد أكثر من إيران."
 
وأضاف زهراني: "بشار الأسد يعتقد أن روسيا أقدر من إيران على مواجهة أمريكا وإسرائيل، وفي النهاية يبدو أنه سيكون مع روسيا، وسيدير ظهره لإيران."
 
وأكد زهراني على فشل التدخل العسكري الإيراني في سوريا قائلا: "كنا متفائلين بأن الحرب ستكون قصيرة جدا، وأن عدونا ضعيف، وأننا سنتخلص منه بأسرع وقت."
 
وأضاف أن "أغلب الذين شاركوا في الحرب السورية كانوا يعتقدون بأنهم سيحققون أهدافهم بأسرع وقت ممكن، ومن بين هذه الدول التي لا تمتلك استراتيجية للخروج من الأزمة السورية إيران وتركيا."
 
واختتم الدبلوماسي والخبير الإيراني مقاله بالقول: "يبدو أن الروس لديهم استراتيجية للخروج من الأزمة السورية، لأن دورهم في سوريا يقتصر على الغطاء الجوي غالبا، أما نحن،  فليست لدينا استراتيجية للخروج من سوريا وأصبحنا في ورطة هناك."
 
يذكر  أن مصطفى زهراني شغل منصب نائب سفير إيران لدى الأمم المتحدة بين أعوام 2000 و2004.
1
التعليقات (1)
جاسم الرصيف
الأحد، 02-04-2017 01:18 ص
وبهذا يتأكد العراقيون أن حكومة حيدر العبادي زائلة لا محالة حال خروج إيران من العراق .. ولكن من هو البديل في العراق وسورية واليمن ؟! .. تلك مشكلة أميركا ودول الخليج الجديدة . جاسم الرصيف روائي وصحفي عراقي الولايات المتحدة الأمريكية

خبر عاجل