كتاب عربي 21

حرب الهلال النفطي: ميزان القوة والتحديات

السنوسي بسيكري
1300x600
1300x600
سيطرت القوات الموالية لخليفة حفتر على الموانئ النفطية بسهولة في الربع الأخير من العام المنصرم. هذه الضربة الخاطفة شكلت علامة استفهام لكثيرين، فقوة حرس المنشأت التي تحولت إلى شبه مليشيا، لم تكن بالقلة أو الضعف الذي يجعلها تفقد مواقعها في زمن قصير جدا، فقد استماتت القوة في مواجهة عملية الشروق التي لم تنجح في طرد الجظران من المنطقة.

السيناريو ذاته تكرر مع الموالين لحفتر بعد أن نجحت سرايا الدفاع عن بنغازي في طردهم من "السدرة" و"راس لانوف" الأسبوع الماضي، وهما أهم مينائين للتصدير من بين أربعة موانئ في منطقة الهلال النفطي، برغم أن السرايا أخفقت في محاولتها السابقة وخسرت عددا من قادتها ورجالها ما بين قتيل وأسير.

نجاح السرايا اليوم يرجع إلى ثلاث عوامل رئيسية:

- تنظيمها لنفسها باستفادتها من أخطاء التجربتين السابقتين اللتين كانتا مريرتين بامتياز.

- التحاق مجموعات من رجال المنطقة الساخطين على حفتر وأنصاره خاصة المرتزقة.

- خلخلة في القوة المسيطرة على الموانئ بسبب الخلافات الداخلية ونقص التمويل قاد إلى انسحاب المرتزقة. 

تجاوزت السرايا عقبة مهمة بسبب الانقسام داخل قبيلة المغاربة التي تشكل أغلبية القاطنين في مدن وقرى الساحل التي تقع بها الموانئ النفطية، ما بين مؤيد ورافض لحفتر. كما أنها نجحت نسبيا في تحييد نفسها بالإعلان مبكرا عن عدم نيتها السيطرة على الموانئ والحقول واستعدادها لتسليمها لـ "الدولة"، ويبدو أنها جادة فيما أعلنت عنه، دون أن يخلو الأمر من إشكاليات، إذ لا أتوقع أن ترفع السرايا يدها تماما عن الموانئ، وربما تطالب بحضور ولو بسيط بشكل أو آخر.

بالمقابل ،فإن الغاية الأساسية لانطلاق قوة السرايا في محاولتها الثالثة لا يزال هو العودة إلى مدينة بنغازي، وتركيز السرايا على هذا الهدف يخدمها ويضعف حجة وخطاب المعسكر الآخر الذي عول على العاملين الأيديولوجي والجهوي في تشويه السرايا والتعبئة ضدها، بالقول إنهم يتبعون تنظيم القاعدة المتطرف، ويساندهم "إقليم طرابلس" في غزو "إقليم برقة". ولأن هناك فعلا آلاف المهجَّرين من بنغازي (البعض يقدرهم بعشرات الآف)، فحجة السرايا وتكرارها الهجوم سيجد صدى هنا وهناك.

ما استمعت إليه من تصريحات لمتحدثين أو قادة للسرايا ينأى بهم عن أن يكونوا من القاعدة أو حتى المجموعات الأقل تشددا، فبعضهم أشار إلى توافقهم مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب وغازلوا مصر في مسعى لطمأنتها وتحييدها. لكن يبدو أن بعض الدوائر الخارجية لا تطمئن تماما للسرايا من ناحية خلوها من عناصر متشددة، وهو ما يشكل التحدي الأكبر أمامهم.

الهجوم الخاطف للسرايا وضع خليفة حفتر والموالين له في مأزق، فقد شكل زحف حفتر على الموانئ في سبتمبر الماضي نقلة عسكرية وسياسية مهمة له، مكنته من الانتعاش شرقا، وتحريك موالين له في الجنوب والغرب بشكل أظهره كمتمكن من الوضع على الأرض في أرجاء واسعة من البلاد.

اليوم حفتر عاجز عن استرداد الموانئ برغم التحشيد، ولأنه استطاع صد هجومين سابقين على قوته المهيمنة على المنطقة بفعل الطيران الأجنبي في يوم واحد، فقد ظهر أن قوته أضعف مما يعلن بعد عزوف حلفائه الإقليميين عن التدخل جويا حتى الآن.

التعبئة العسكرية في منطقة البريقة لمنع تقدم سرايا الدفاع ستكون على حساب الحضور العسكري المكثف في المدن خاصة بنغازي ودرنة، ويبدو أن خصوم حفتر في درنة استغلوا ذلك. أيضا وبرغم ضعف قوة مجلس شورى بنغازي المحاصر في منطقة صغيرة جدا، إلا أن طول المعركة في الهلال النفطي يمكن أن تجعله يلتقط بعض أنفاسه من جديد.

بالمقابل، فإن الوضع سيكون هو ذاته بالنسبة للسرايا التي كما أتصور لم تخطط لمواجهة طويلة في منطقة شبه صحراوية، وفي حال غابت إدارة مختلفة للمعركة من كلا الطرفين، وهو الأرجح، فسيكون الوضع صعبا على كل منهما في تحقيق نصر حاسم قريبا.
التعليقات (2)
علي الشهيبي
السبت، 01-04-2017 12:58 ص
و ذهبت تحليلاتك أدراج الرياح و ابتلعت سراياك الطعم و تم السحق و المحق و لا عزاء لكم في غزو برقة أيها الملاعين
اوشي
السبت، 11-03-2017 12:24 ص
لعنة الله عليك ياكذاب .. عد لحم كتوفك اللي ربيته في برقة