سياسة عربية

مبارك في حوار مثير يعتبر نفسه رئيس مصر لا السيسي (شاهد)

حسني مبارك في مستشفى عسكري - رويترز
حسني مبارك في مستشفى عسكري - رويترز
كشف حوار أجرته صحفية مصرية مغمورة، مع الرئيس المخلوع حسني مبارك، أنه يعتبر نفسه رئيس مصر حاليا، وليس رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، وأنه (مبارك) يتعامل مع نفسه، ومع الآخرين، على أنه كذلك.

بدا ذلك في الحوار عندما قال مبارك عن نفسه إن "الرئيس عنده مواعيد، ومش فاضي لكم". (يقصد نفسه، وليس السيسي).

وأجرت الحوار، دينا الحسيني، الصحفية بصحيفة "صوت الأمة"، وقال نشطاء إنها أحد أذرعه الإعلامية، وإنها اعتادت أن تقول له "بحبك وبموت فيك".

وجاء الحوار بمناسبة الحكم النهائي الذي أصدرته محكمة النقض المصرية، الخميس، ببراءة مبارك، من قتل الثوار في ثورة 25 يناير، الذين يقدر عددهم بألف قتيل، بخلاف آلاف الجرحى، والمفقودين.

وقال نشطاء، إن دينا الحسيني من أنصار مبارك بالأساس، وقد أجرت أول مكالمة له كواحدة من أنصاره، لا كصحفية، ونشرت المكالمة بعد وصولها إلى الرقم الجديد له، من خلال مصادرها بمستشفى المعادي العسكري، قبل أن يغادره الأخير، إلى جهة غير معلومة.

وفي الحوار الذي سجلته الحسيني، وأذاعته لمبارك، مساء السبت، حرص الأخير على الرد بردود مقتضبة وساخرة، أبرزها حين هنأته بالبراءة، وبأن المحكمة عرفت أنه لم يقتل المتظاهرين، (وفق ادعائها) فرد عليها، ضاحكا: "يبقى إنتي اللي قتلتي المتظاهرين، أنا هأفضح الدنيا، وهأبلغ عنك".
وعندما أعادت طرح السؤال عليه بجدية: "مَن قتل المتظاهرين؟"، أجاب مواصلا تهكمه: "اسألي المحكمة".

وردا على سؤال إن كان حزينا لرفع اسمه من على محطة المترو، قال: "يكتبوا الشهداء يكتبوا أي حاجة.. هم أحرار، ما بيهمنيش".

ومن جهتها، قالت "صوت الأمة"، إنها تنفرد بتصريحات خاصة، من الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، في اتصال هاتفي، بعد حصوله على حكم البراءة في قضية قتل المتظاهرين.

 وأضافت الصحيفة، في تقديمها للحوار، أن مبارك تحدث في "الانفراد"، عن حالته الصحية، وتفاصيل القضايا التي تنتظره بعد البراءة، والمكان الذي سيقيم به بعد إنهاء إجراءات الإفراج، وموقفه من الإقامة في شرم الشيخ، وعن إمكان رجوع نجليه علاء وجمال إلى ساحة الإعلام مرة أخرى.

لكن واقع المكالمة، بحسب تفريغ "عربي21" لمحتواها، التي سبقها جزء أول منها، يكشف أن مبارك لم يفصح عن أي تفاصيل تتعلق بأي من تلك القضايا، بل احتفظ بمساحة هائلة من الغموض حولها.
وقد جاء نص المكالمة كالتالي:

الصحفية: عاوزة أقول للناس أنت هتروح بيتك من المستشفى؟
مبارك: لا.. ما أعرفش هأروَّح إمتى؟
الصحفية: طيب أنت هتروح الأول شرم الشيح أم هتروَّح البيت على طول؟
مبارك: إنت أكلت الصبح فول، والا أكلت ايه؟.
الصحفية: لا لم أفطر فولا.. أنا عارفة إن ما فيش فيه قضايا أخرى غير الكسب غير المشروع؟
مبارك: روحي شوفي ليكي غَدوة وحِلِّي عني.
الصحفية: أنا ما صدقت حضرتك رديت عليّ والله.
مبارك:  إنتِ شايفة إن أنا الرئيس.. أنا مش الرئيس.. أنا واحد صاحبه.
الصحفية: إنت مش الرئيس خالص؟
مبارك: لا.. لا.. لا.. ده أنا اسمي خالد ثابت.
الصحفية: لا.. اسم حضرتك أحلى.
مبارك: ده الرئيس يا بنتي عنده مواعيد دلوقتي ومش فاضي لكم.
الصحفية: مش فاضي لينا صح.. الله يكون في عونه، والله.
مبارك: اسمعي بقى.. روحي كُلي ليكي حتة كيكة، وابعدي عني في عرضك.
الصحفية: طيب أطمئِن الناس بس على صحتك.
مبارك: ومين قال لك إنكم بتطمئنوا على صحتي؟ أنا ما عنديش حاجة.
الصحفية: طيب مش إحنا قلنا إنه كان فيه قضايا، ومش هاينفع نتكلم.. دلوقتي.. الحمد لله القضية خلصت وحضرتك أخذت براءة خلاص.
مبارك: أخذت براءة؟
الصحفية: أيوه.. يعني عرفوا إنه مش حضرتك اللي قتلت المتظاهرين يعني؟
مبارك: يبقى انتِ اللي قتلتِ المتظاهرين بقى.
الصحفية: أنا؟ يعني هتبلغ عني؟ (وسط ضحكتها).
مبارك: أيوه.. أنا هأفضح الدنيا، وأقول عليكِ.
الصحفية: هتقول عليَّ؟
مبارك: ها أقول إنك أنتِ اللي قتلتِ المتظاهرين.
الصحفية: طيب أنا هأسأل حضرتك سؤال بجد.. حضرتك مش زعلان إن محطة مترو مبارك اتغير اسمها لاسم محطة مترو الشهداء.. أنا بكلم حضرتك بأمانة: مش زعلان بجد؟.
مبارك: يا ستي ماتجرِّينيش.. أنا أنصح منك.. يكتبوا الشهداء.. يكتبوا أي حاجة.. هما حرين يكتبوا أي حاجة.. ما بيهمنيش.
الصحفية: طيب.. هم خلاص أخيرا خلصوا قضية المتظاهرين، وعرفوا إن مش حضرتك، وحضرتك أخذت براءة.. طيب مين (تقصد من قتل المتظاهرين؟).
مبارك: أنا ما أعرفش.. بتسأليني أنا؟.. لا اسألي المحكمة هي اللي عارفة.. أنا ما أعرفش.
الصحفية: طيب.. النهارده بيستعينوا بالوزراء اللي حضرتك سبق وعينتهم.. طيب ما الدكتور علي مصيلحي حقق نجاحات في عهد حضرتك، ولما عرفوا إنه حقق نجاحات استعانوا بيه تاني.. فإذن كنتوا ماشيين صح.. كنتم أنتم ماشيين صح.
مبارك: إنتِ ناصحة قوي.. مين علي مصيلحي دا.. أنا معرفوش.
الصحفية: دا وزير التموين يافندم.
مبارك: هو فيه تموين؟.. هو فيه وزارة تموين دلوقتي؟.. أنا ما اعرفش، والله، الحكاية دي.. أصل القرار ده غريب.
الصحفية: حضرتك ما بتابعش، والله، وسائل الإعلام.
مبارك: لا.. أنا لا أقرأ جرايد خالص.. أقرأ جرايد فرنساوي، روسي، إنجليزي.
الصحفية: بس أنا أعرف أن حضرتك متابع جيد للإعلام.
مبارك: الإعلان؟ ايه الإعلان ده؟
الصحفية: الإعلام.
مبارك: إيه الإعلام ده؟.. لا أنا بريح مخي.  
الصحفية (ضاحكة): آه إحنا مزعجين يا فندم.
مبارك: آه.. إنتوا مزعجين فعلا.. يا الله.. يا ستي.. روحي اتغدي، وابعدي بقى.
الصحفية: كان نفسي أعمل مع الأستاذ جمال أو علاء.
مبارك: بعدين بقى.. مش وقته.
الصحفية: هلتزم باللي حضرتك قلته.. بس ممكن لما الظروف تسمح ممكن نعمل حاجة (تقصد الحوار مع أحد نجليه: علاء أو جمال)؟
مبارك: إن شاء الله.. إن شاء الله.
الصحفية: طيب يا فندم.
مبارك: طيب يا ستي.. مع السلامة.. مع السلامة.


ومن جهته، علق المذيع بفضائية "مكملين"، محمد ناصر، على الحوار، مساء السبت، قائلا: "لو بيشتغل (مبارك) غفير على شوية غلة وخشب.. ما كانش يتكلم بالطريقة دي".
وتساءل متعجبا: "هو ده اللي كان بيحكمنا ثلاثين سنة.. بيتحكم في مصر والمصريين ثلاثين سنة.. بيحكم دولة زي مصر.. مش معقول؟


التعليقات (2)
نسرين.مطلقة
الثلاثاء، 19-06-2018 11:12 م
ارملة
ابن الجبل
الإثنين، 06-03-2017 11:58 ص
اعتبر حاخام يهودي أن براءة الرئيس المخلوع حسني مبارك من قضية "قتل المتظاهرين"، جاءت بفضل بركات يهودية. ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن الحاخام مئير مازوز إشارته إلى مساندة اليهود لمبارك؛ "لأنه سمع كلامه في أثناء وجوده في الحكم، ورفض هدم قبور اليهود في مصر". صرح الحاخام الصهيوني خلال خطبته الأسبوعية: "أدخلوا مبارك السجن، وكان على مقربة من الإعدام، لكنه نجا بفضل دعواتنا.