سياسة عربية

جون أفريك: ما هي "فتوى" ترامب ضد "الإخوان" ومن يحرّض؟

جون أفريك: الثلّة المقربة من ترامب تعتبر جماعة الإخوان مصدر كل الأعمال الإرهابية- أرشيفية
جون أفريك: الثلّة المقربة من ترامب تعتبر جماعة الإخوان مصدر كل الأعمال الإرهابية- أرشيفية
نشرت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا، تحدثت من خلاله عن استعداد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإصدار مرسوم جديد، الغاية منه إدراج جماعة الإخوان المسلمين في لائحة المنظمات الإرهابية، وذلك باعتبارها عنصر شرّ يهدد الغرب ويسعى لإزالته.  
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده "لورون دو سان بيري"، وترجمته "عربي21"، إن الثلّة المقربة من ترامب تعتبر جماعة الإخوان مصدر كل الأعمال الإرهابية التي يشهدها العالم، على غرار العملية التي استهدفت ناديا ليليا للمثليين بولاية أورلاندو الأمريكية، في حزيران/يونيو سنة 2016، فضلا عن تسلل عناصر من الجماعة داخل أهم مؤسسات في الولايات المتحدة، وعلى رأسها البنتاغون والبيت الأبيض.
 
وأوردت الصحيفة أن المقربين من ترامب يتهمون، باراك أوباما، بالتواطؤ مع الحركة، ما سهّل صعودها؛ خاصة في شمال إفريقيا. علاوة على ذلك، شددت هذه الأطراف على الخطر الذي يشكلّه تواجد الجمعيات الخيرية التابعة لجماعة الإخوان في المجتمع الأمريكي، التي تسعى من خلالها إلى نشر الإسلام في الولايات المتحدة وبالتالي نصرة الشريعة.    
 
وبينت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين عرفت مقاومة شرسة وقمعا لم يُشهد له مثيل من قبل الأنظمة القومية العربية، منذ تأسيسها في سنة 1928، مما دفعها للعمل في الخفاء إلى حين إعلان قائدها، "سيد قطب" للثورة المسلحة سنة 1960، الذي ترجمته "الجماعة الإسلامية"، المحسوبة على حركة الإخوان، على أرض الواقع باغتيال الرئيس أنور السادات في سنة 1981، وبمجزرة الأقصر التي أودت بحياة 58 سائحا في سنة 1997.
 
وأوضحت الصحيفة أنه على إثر تخلي الجماعة الإسلامية وقبلها جماعة الإخوان المسلمين عن المقاومة المسلحة، اقتصر نشاط جماعة الإخوان على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وهو ما أسفر عن فوز الأحزاب الإسلامية في كل من المغرب ومصر على إثر ثورات الربيع العربي في سنة 2011.
 
وذكرت الصحيفة أن فوز حزب الحرية والعدالة في مصر بالانتخابات الرئاسية سنة 2012، قد أخرج حركة الإخوان من عزلتها، ولكن سرعان ما انقلبت الموازين وعادت الحركة إلى النقطة الصفر، حين سارعت كل من مصر، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين ألد أعداء الإخوان، إلى تصنيف الحركة "كمنظمة إرهابية"، في أعقاب الانقلاب العسكري في مصر. في الأثناء، امتنعت الولايات المتحدة، وبالتحديد إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، عن إدراجها ضمن هذا التصنيف.
 
وأوردت الصحيفة، نقلا عن المختصّ في الحركات الإسلامية، ستيفان لاكروا، أن "مشروع إدراج حركة الإخوان في لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل إدارة ترامب يلقى دعما من "لوبيات" مصرية وإماراتية بالأساس، تربطها علاقة وثيقة بالرئيس الأمريكي، يتمثل هدفها الرئيسي في شن حرب على الإخوان للقضاء عليهم نهائيا".
 
وفي الوقت الراهن، يبقى السؤال المطروح هو: "من سيوقف زحف الأحزاب المحسوبة على حركة الإخوان أو التي تتبع خطاها، على غرار، حزب العدالة والتنمية التركي، وحزب النهضة التونسي، وحزب العدالة والتنمية المغربي؟".
 
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة، تصريحات مؤسس ورئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية، رضوان المصمودي، الذي أفاد بأن "حزب النهضة لا يشكل خطرا، خاصة وأن الأمريكيين يعتبرونه حزبا معتدلا وعنصرا فاعلا في الانتقال الديمقراطي". وفي الوقت ذاته، يؤكد النائب السابق في البرلمان المغربي، عبد العزيز أفتاتي، أن "واشنطن تعلم جيدا أنه ما من رابط بين حزب العدالة والتنمية المغربي وما يحدث في مصر، لن يرتكب ترامب خطأ ربطه بالمنظمات الإرهابية".
 
وأفادت الصحيفة أن الأحزاب الإسلامية في دول شمال أفريقيا، التي تتمتع بالأغلبية البرلمانية، بعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال العنف، حيث أنها نفت أي صلة لها بحركة الإخوان.

وفي هذا الصدد، أكد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربي المنتمي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، مرارا وتكرارا، أن حزبه لا ينتمي لجماعة الإخوان مطلقا. علاوة على ذلك، أعلن حزب النهضة التونسي في أيار/ مايو سنة 2016، تخليه عن أي نشاط ديني. يأتي هذا في ظل تصاعد حنق وكراهية الأنظمة المصرية والسعودية والإماراتية ضد الأحزاب الإسلامية المغاربية.
 
من ناحية أخرى، أوضحت الصحيفة أن الأوضاع في تركيا تتّخذ منحى مختلفا، حيث أن حزب العدالة والتنمية الذي يتولى السلطة منذ سنة 2002، لا يخفي تعاطفه مع الإخوان، وذلك من خلال عرضه اللجوء على أعضاء الحركة المطرودين من مصر وسوريا، الأمر الذي يجعل من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الحليف الشرقي لحلف شمال الأطلسي، في مرمى الاتهامات.
 
وأوردت الصحيفة أن وكالة المخابرات المركزية قد وجهت مذكرة إلى الرئيس ترامب مطالبة إياه بعدم إدراج الأحزاب الإسلامية المغاربية والتركية في لائحة التنظيمات الإرهابية وذلك لمساهمتها في الاستقرار المحلي والإقليمي.
 
وفي الختام، بينت الصحيفة، نقلا عن رضوان المصمودي أنه من المحتمل أن يحتدم جدل واسع بين المعتدلين والمتطرفين حول قرار ترامب، الذي سينتهي بفرض قيود على جماعة الإخوان. فيما يرى ستيفان لاكروا أن إدارة ترامب قد تعتمد صيغة من شأنها أن تسمح لها بالتعامل مع الجماعات الإسلامية كل واحدة على حدة.
التعليقات (0)