سياسة عربية

"الحمى القلاعية" سلاح جديد تستخدمه إسرائيل ضد مزارعي غزة

الاحتلال منع إدخال اللقاحات اللازمة للحمى القلاعية ما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة- أرشيفية
الاحتلال منع إدخال اللقاحات اللازمة للحمى القلاعية ما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة- أرشيفية
بينما يزداد انتشار مرض الحمى القلاعية في مزارع المواشي في قطاع غزة المحاصر؛ ومع غياب أبسط مقومات الوقاية من انتشاره؛ فقد منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال اللقاحات اللازمة، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة لتصل إلى نحو 25 بالمائة.

وزارة الزراعة في غزة، حملت الاحتلال مسؤولية ما ستؤول إليه أوضاع المزارعين والفلاحين، والخسائر التي ستترتب جراء المماطلة في إدخال اللقاحات والأودية اللازمة.

وقالت في بيان لها اطلعت عليه "عربي21" إن الاحتلال يعطل توريد اللقاحات الخاصة بمرض الحمى القلاعية منذ أكثر من أسبوعين دون إبداء أسباب واضحة.

وتحاول وزارة الزراعة بالطرق التقليدية منع انتشار المرض، عبر عزل المواشي المصابة لمنع انتقال العدوى بين المزارع لكن العدوى آخذة في الانتشار.

وأكد حسن عزام نائب مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة بغزة، أنه تم السيطرة على انتشار العدوى في قطاع الأغنام والماعز، لكن عدم وجود لقاحات لقطاع الأبقار؛ أدى إلى تفشيه وزيادة انتشاره.

التأخير "متعمد"


وقال عزام لـ"عربي21" :" طلبنا اللقاح أكثر من مرة، والاحتلال وعد بإدخاله عبر المنسقين المختصين، لكنه لم يصل، والمرض يتفشى بشكل كبير".

وحذر من الخسائر الكبيرة التي سيمنى بها المزارعين في قطاع غزة، مشيرا أن كل ساعة يتأخر فيها إدخال اللقاحات اللازمة؛ تزيد الخسائر في القطاع الزراعي .

وناشد المسؤول الغزي وزير الزراعة برام الله، للتدخل شخصيا، لإنهاء معاناة المزارعين في قطاع غزة، والعمل على ادخال الأدوية اللازمة، لافتا أن معظم الأبقار المصابة؛ أدخلت من الجانب الإسرائيلي قبل فترة بسيطة، ويفترض أنها ملقحة ضد الأمراض المعدية، محملا في ذات الوقت الاحتلال مسؤولية التأخير "المتعمد"، بهدف الحاق أكبر خسائر ممكنة لدى المزارعين في قطاع غزة.

وأشار إلى الملاحقة الدائمة للمزارعين من قبل الاحتلال، حيث قصف قبل أيام مزارع للدواجن في قطاع غزة في اطار موجة التصعيد الإسرائيلية الأخيرة.

سريعة الانتشار


وعن حجم انتشار العدوى، أكد عزام أن المرض ينتشر بسرعة ووصلت نسبة الإصابة بين الأبقار حوالي 25 بالمائة حيث تحوى المزارع في قطاع غزة نحو 100 ألف رأس من الماشية والماعز والأغنام يعتاش من وراء تربيتها والتجارة بمشتقاتها آلاف المزارعين والتجار.

وفيما يتعلق بطبيعة المرض قال الدكتور زكريا الكفارنة في حديث لـ"عربي21" :"الحمى القلاعية من الأمراض الفيروسية الوبائية سريعة الانتشار، وتعتبر من أصغر الفيروسات حجما، ما يفسر سرعة انتشارها وانتقالها من منطقة لأخرى".

وعن أنواع الحيوانات المعرضة للإصابة أضاف:"تصيب جميع الحيوانات ذات الضلف المشقوق، كالأبقار والجاموس والأغنام والماعز وغيرها، وتسبب معاناة خطيرة للحيوانات وتؤدى إلى موت الأجنة والمواليد".

وحول أعراض انتشارها أشار الطبيب البيطري أنه يمكن اكتشاف المرض إذا وجدت تقرحات واضحة في فم ولسان الحيوانات، ويلاحظ عدم قدرته على تناول الأكل، وتؤدي إلى ضعف وهزال بشكل عام، وتعتبر من أكثر الأمراض التي تكبد المزارعين والمربين الخسائر.

وعن إمكانية انتقال الحمى القلاعية للإنسان، أكد أنه لا خطورة من انتقالها وقال "لم يسجل انتقالها من الحيوانات إلى الإنسان حتى الآن".
التعليقات (0)