ملفات وتقارير

ماذا وراء إشادات مقربين من السيسي بـ"الحشد الشعبي"؟

محللون رأوا أن تحركات تتوازى مع تقارب النظام في مصر مع إيران- أرشيفية
محللون رأوا أن تحركات تتوازى مع تقارب النظام في مصر مع إيران- أرشيفية
أثارت الإشادات المتكررة من مقربين لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، بحق مليشيات الحشد الشعبي، تساؤلات عدة حول الرسائل التي تحملها تلك الإشادات وفيما إذا كانت توقيتاتها مقصودة. 

وتلخصت تلك الإشادات حسبما رصدت "عربي21" بزيارات ميدانية أجراها فنانون مقربون من نظام السيسي بزي عسكري إلى قادة الحشد الشعبي، وتغني مطرب شعبي بإنجازات تلك المليشيات، وصولا إلى مدح "أبو عزرائيل" في صحيفة يرأسها نائب مصري.

وفي حديث لـ"عربي21"، فسر مراقبون تلك الخطوات بأنها ضربة في عمق المصالح الخاصة لدول الخليج، وتقارب من نظام الملالي في إيران، فيما قلل آخرون من هذه الإشادات ولا يمكن أن تؤثر في الرأي العام. 

المحلل السياسي المصري أحمد حسن الشرقاوي، قال لـ"عربي21" إن "أسبابا عدة وراء هذا التحرك من جانب نظام عبد الفتاح السيسي، بما يمكن تسميته بإعادة التموضع الوظيفي في إطار المنظومة الإقليمية بالتواؤم مع المتغيرات الدولية خصوصا عقب تسلم دونالد ترامب الرئاسة في الشهر الجاري".

وأوضح أن "هناك تحركات سابقة قبل هذا التاريخ، لكن النظام الانقلابي في مصر بني بأيادي غربية ليقوم بدور رئيسي في إطار الحرب على الإسلام السني بمنطقة الشرق الأوسط، وهذه التحركات تتوازى مع تحركات التقارب الواضح مع نظام الملالي في إيران".

ورأى الشرقاوي أنه ضرب لعمق المصالح الخاصة بمنظومة الدول الخليجية وخاصة السعودية، مشيرا إلى أن الابتزاز هذا واضح ويرجع لسببين، الأول: التواؤم مع رعاة الانقلاب العسكري في مصر. ثانيا: تحقيق المزيد من الضغوط على السعودية للحصول على المزيد من المساعدات المالية.

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور مؤيد الوندي في حديث لـ"عربي21" إن "زيارة ممثلين مع أغنية لفنان من الطبقة العاشرة، يأتي بتنسيق مع الحشد لحضور فعاليات، التي تأتي بعد تفاهمات مالية لتبييض الوجوه، وهذا معروف عن الممثلين المصرين".

ولفت إلى أن "الأهم هو العلاقات بين المكون الشيعي بالدولة العراقية مع نظام السيسي هي أفضل بعد تقديمهم وعودا بتقديم مليون برميل نفط شهريا مقابل قيام المصريين بتصفية مليون برميل نفط وإعادتها إلى العراق لأنه غير قادر على تصفيتها".

وأوضح الوندي أن "هذه العلاقات هي جزء مما يجري سياسيا على الأرض ولا يدخل في إطار الأخوة التقليدية ولا المساعدة العربية- العربية، لأن المصالح السياسية هي التي تتحكم بهذه العلاقات في محاولة لإنشاء معسكرات سياسية".

وعلل ذلك "لأن مصر علاقتها سيئة مع تركيا، والآن يبحث المصريون عن حلفاء بدائل يحاولون أن يكون لهم علاقة مع إيران وبغداد، أما الفنانون الذين يأتون ليومين ويذهبون لا يؤثرون في الرأي العام، أما إطلاق أغنية بمقابل مادي هذه لتبيض الوجه فقط".
   
يشار إلى أن منظمات دولية وأبرزهم منظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، كانوا قد اتهموا مليشيات الحشد الشعبي في العراق بارتكاب انتهاكات بحث مدنيين، فيما نشر نشطاء مقاطع لعمليات تعذيب وقتل لمدنيين على يد عناصر الحشد. 

يذكر أن عددا من الفنانين المصريين ومنهم محمود الجندي، وأحمد ماهر وحنان شوقي، زاروا العراق في 2015 والتقوا بمليشيات الحشد الشعبي في بيجي، فيما أطلق المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم أغنية تشيد بالحشد.

إلى ذلك نشرت صحيفة البوابة التي يرأس تحريرها النائب المصري عبد الرحيم علي حوارا، الجمعة، مع القيادي في الحشد الشعبي "أبو عزرائيل" ووصفته بالشخصية العراقية "الأشهر".
التعليقات (2)
سفير
السبت، 28-01-2017 06:10 م
هذا ما جنته السعوديو على نفسها وعلى الامة عندما دعمت ومولت الانقلاب في مصر
عراقي
السبت، 28-01-2017 05:20 م
لم يكن من الغريب اطلاقا ان نرى هذه المواقف الانتهازية للحكومات المصرية ببيع اي شئ بدءا من كرامتها وسيادتها مرورا بانتمائها القومي مقابل المال . سياسة ما يسمى باعادة التموضع السياسي على حساب ثوابت العروبة والانتماء والتحشد العربي والعروبي ضد اعدائنا ليس السياسيين بل والذين يريدون محاربة ديننا وعقائدنا التي تنتهجها الحكومة المصرية لن يجديها نفعا كثيرا فاعداء الدين لديهم ثوابتهم التي لا يتنازلون عنها الا امام من هو اقوى منهم وبالتالي فما ستحصل عليه مصر هو القليل مقابل الحاق اذى اكبر باللحمة العربية. اما نحن البقية فسنبقى ان شاء الله ثابتين لان الله مع الحق واملنا بالله اقوى مما يحيكه الانتهازيون واسيادهم.