سياسة دولية

خبير إسرائيلي يقدم جردة الرابحين والخاسرين بالمنطقة 2016

شاي قال إن العيون جميعها في المنطقة ستشخص في بداية 2017 نحو واشنطن-أرشيفية
شاي قال إن العيون جميعها في المنطقة ستشخص في بداية 2017 نحو واشنطن-أرشيفية
قال البروفيسور والمؤرخ الإسرائيلي شاؤول شاي إن عام 2016 المنتهي بعد أيام شهد تحولات حقيقية في منطقة الشرق الأوسط ، من شأنها التأثير البارز على مجريات وأحداث العام الجديد.

ولفت المؤرخ شاي، وهو عقيد متقاعد من المخابرات العسكرية الإسرائيلية، إلى أن القرار الاستراتيجي لروسيا في التدخل في الحرب ضد المعارضة السورية أدى دون شك لانتصار أنصار التحالف المؤيد للأسد في مدينة حلب، ما يعني ضمنا بقاء الرئيس السوري بل وإمكانية سيطرته مجددا على مناطق أخرى جديدة.

وقال إن الرعاية الجديدة والمتقدمة لموسكو في منطقة الشرق الأوسط مع دول جديدة مثل مصر إلى جانب سوريا وإيران، والتي انتعشت بسبب التراجع الأمريكي في المنطقة، ساهمت كلها بتشكيل عامل أساسي في رسم مستقبل الشرق الأوسط.

 وتوقع المؤرخ الإسرائيلي أن تكون مستجدات العام 2016 قد وضعت محددات نهاية تنظيم الدولة في العراق بزعامة أبي بكر البغدادي.

وقال إن تنظيم الدولة في العراق فقد أجزاء كبيرة من مناطق سيطرته، وما زال يخوض معركة صعبة في الموصل.

أما في سوريا فرأى أن التنظيم تعرض لهزائم على أيدي القوات الكردية وقوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا، وهي تستعد للمعركة الحاسمة على عاصمة الخلافة في الرقة.

وأقر شاي في قراءته حول الوضع التركي بنجاح الرئيس أردوغان في إفشال محاولة الانقلاب، من خلال التصميم القوي للقضاء على ما تبقى من ذيول الانقلاب وتعزيز مكانته كزعيم مطلق في الدولة.

وأكد أن مكانة تركيا باتت تتعزز بشكل مستمر كقوة هامة إقليمية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه وللمرة الأولى تشارك أنقرة بقوات عسكرية محاربة في كل من سوريا والعراق وإقامة مواقع عسكرية خارج الحدود في كل من قطر والصومال.

وحول العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، قال شاي إنها مستمرة مع وجود ما أسماه بـ "الدعم" لا سيما في مصر وغزة، وبسبب ذلك فإنها تعيش حالة صراع كبير مع نظام السيسي على حد قوله.

 وعلى صعيد النفوذ الإيراني أكد أن الجميع سيتذكر سنة 2016 كإحدى السنين الأكثر نجاحا في تاريخ الجمهورية الإسلامية. 

ففي أعقاب الاتفاق النووي خرجت إيران من عزلتها الاقتصادية والسياسية، في الوقت الذي يسجل فيه حلفاء إيران في العراق وسوريا نجاحا يخدم مصالحها.

 وقال إن طهران تدير معركة ضد السعودية في اليمن عن طريق الحوثيين الشيعة الذين تدعمهم، وأن النجاح في هذه الساحة قد يمنحها أيضا السيطرة على مضائق باب المندب الاستراتيجية، ما يعني أن إيران أقرب من أي وقت مضى من تحقيق السيطرة العليا الإقليمية على حد وصفه.

وشخص ما سماه بـ"المعسكر السني المعتدل برئاسة السعودية ومصر" أنه في حالة صراع شديد، سواء أمام طموح إيران للسيطرة الإقليمية أو أمام المنظمات "الإرهابية" مثل داعش والقاعدة. 

وتطرق شاي للأزمة القائمة بين القاهرة والرياض مؤكدا أنها فوتت تشكيل تحالف استراتيجي بين مصر والسعودية، لكن نشوء أزمة منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر الماضي على خلفية دعم مصر لروسيا في حربها في سوريا، أدى لإضعاف الخط السني المعتدل إلى حد كبير.

خليجيا قال شاي إن إهمال وترك إدارة أوباما للسعودية ودول الخليج في مواجهة طهران، ولد شعورا كاشفا بأنهم لن يتمكنوا من الاعتماد على المظلة الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة في السابق، إضافة لتداعيات الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر والضعف الاقتصادي للسعودية.

وفي استشرافه للعام الجديد 2017 يرى شاي أنه العام الذي سيجري فيه القضاء الجغرافي على تنظيم الدولة والخلافة الإسلامية المعلنة له في العراق وسوريا، وكذلك استمرار المواجهة الإقليمية والدولية مع ما سماه "الإرهاب الإسلامي لهذه المنظمة".

وأضاف: "ستفرض روسيا معالم الحل المستقبلي في سوريا، وسيتمتع نظام الأسد وإيران وحزب الله بالثمار، ويمكن أن يؤثر نجاح الخط الإيراني سلبيا على ما يحدث في الحدود الشمالية لإسرائيل، ويستمر المعسكر السني المعتدل في المعاناة من الضعف الاقتصادي والانقسام الداخلي، الأمر الذي سيضعف قدرته على مواجهة طموح السيطرة العليا الإيرانية".

 وختم بالقول إنه واستنادا إلى خلفية هذا الواقع المعقد الذي يميز الشرق الأوسط والعالم العربي، يبدو أن سنة 2017 لن تكون سنة الاهتمام بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وليس واضحا كيف ستكون سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس دونالد ترامب تجاه مواضيع الشرق الأوسط. 

مستدركا بالقول: "لا شك أن الولايات المتحدة فقط هي التي يمكنها إحداث التغيير المذكور أعلاه، لذلك فإن العيون ستشخص في بداية 2017 نحو واشنطن" .
0
التعليقات (0)

خبر عاجل