حصلت "
عربي 21" على نص خطاب
الاستقالة الذي أرسله مكتب
الإخوان المسلمين
المصريين بالخارج إلى الإدارة الجديدة المنتخبة داخل مصر، وذلك في أعقاب الانتخابات التي وُصفت بالشاملة، والقرارات الأخيرة التي صدرت خلال الأسبوع الماضي، مقدما كشف حساب شاملا بأعماله المختلفة.
وأفرزت تلك الانتخابات - التي قام بها ما يعرف بتيار التغيير داخل الإخوان في مواجهة التيار الآخر المعروف إعلاميا بالقيادة التاريخية- مجلس شورى عاما جديدا، ومكتب إرشاد مؤقتا تحت مسمى "المكتب العام للإخوان"، وأعقبها استقالات جماعية لكل مسؤولي التشكيلات الإدارية والتنظيمية، وعلى رأسها اللجنة الإدارية ومكتب الخارج، وكافة الأقسام، واللجان الفنية، والمكتب التنفيذي، وكذلك استقالة المتحدث الإعلامي محمد منتصر.
جدير بالذكر أن جبهة "القيادة التاريخية" لم تعترف بالانتخابات الموصوفة بالشاملة ولا بصحة إجراءاتها، مؤكدة أن ما أعُلن من قرارات يعد باطلا ولا يمثل جماعة الإخوان على الإطلاق، وفق قولها.
وهذه هي المرة الأولى التي تستقيل فيها إحدى مؤسسات جماعة الإخوان المسلمين قبل نهاية مدتها، حيث تأسس مكتب الإخوان بالخارج في شباط/ فبراير 2015، وكان من المفترض أن تنتهي فترة ولايته في شباط/ فبراير 2019.
وتتضمن الاستقالة "رؤية المكتب، ومستهدفاته، وبرامجه، والمؤسسات التي أنشأها، ومنجزاته في جميع البرامج، في منهجية غير مسبوقة في جماعة الإخوان، تعتمد بالأساس على التخصصية والعمل المؤسسي"، كما يشير خطاب الاستقالة.
وفي ما يأتي نص خطاب استقالة
مكتب الخارج:
الأخوة أعضاء المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر
الأخوة الأحباب أبناء هذه الجماعة المباركة في مصر وخارجها
نتقدم إليكم اليوم باستقالتنا وفاء لما عاهدنا الله عليه وأعلناه في أكثر من بيان سابق، وخاصة بعد إعلان مبادرة الشيخ القرضاوي وخارطة الطريق التي دعت إلى إجراء انتخابات شاملة على جميع المستويات، وقلنا حينها إنه وعلى الرغم من أن مكتب الخارج هو المؤسسة الوحيدة التي لم تنته مدتها اللائحية، إلا أنه سيكون أول المستجيبين لتطلعات الصف واحتياجات المرحلة من بناء مؤسسات جديدة وإجراء انتخابات شاملة. وها أنتم اليوم بفضل الله أتممتم بالداخل ما وعدتم به من إجراء انتخابات شاملة وانتخاب مكتب عام للإخوان المسلمين بمصر، لهذا نتقدم باستقالتنا لكي تتم الإجراءات الجديدة في الخارج بإذن الله تعالى.
الإخوة الكرام؛ نتقدم إليكم بكشف حساب لما قدمناه خلال الفترة السابقة، لكي يستفيد منها الإخوة في الهياكل الجديدة، وخاصة من سيخلفنا بالعمل في الخارج، سائلين الله تعالى القبول والعفو عن التقصير.
تقرير أداء للفترة من شباط/ فبراير 2015 وحتي كانون الأول/ ديسمبر 2016.
مقدمة
شُكّل المكتب في بداية 2015 بقرار من اللجنة الإدارية العليا الأولى، وحدد قرار التشكيل اختصاص المكتب في إدارة المصريين بالخارج الذين خرجوا بعد 3 يوليو 2013 (إداريا وتربويا)، بالإضافة لكل الملفات المتعلقة بالانقلاب والثورة، على أن تكون تبعية المكتب لمكتب الإرشاد بالداخل مباشرة وعلاقته بالرابطة والتنظيم العالمي علاقة تنسيقية.
وواجه المكتب منذ أول يوم معوقات وتحديات كبيرة بداية من الضغط لسحب بعض الاختصاصات والمهام ونهاية بقرارات حل وتجميد الأعضاء، إلا أننا بفضل الله حاولنا جاهدين ألا تشغلنا هذه المعوقات عن المهمة الرئيسية، وأن نمضي بالعمل بدون ضجيج، وكانت حركتنا على المحاور الآتية:
أولا: عكف المكتب منذ اللحظة الأولى على وضع رؤية وخطة عمل له قُسمت إلى عدة أجزاء:
الجزء الأول: بعنوان منطلقات وتوجهات حاكمة؛ حاول فيها المكتب أن يجيب على توصيف الحالة العامة، ثم وضع الجماعة في ظل هذه الحالة، وكان مما جاء في تلك المنطلقات:
أ- الحالة العامة؛ هي حالة ثورية والإخوان جزء منها تسري في شرائح مؤثرة من أبناء الأمة فتدفعهم إلى تقديم أغلى التضحيات.
ب- توصيف الصراع الذي تخوضه الثورة المصرية، بأنه صراع طويل وطاحن ولا يقتصر على مصر ولا ينتهي بكسر الانقلاب، ولكن يجب العمل حتى تحقيق أهداف الثورة، وكذلك تثبيت المشروع الحضاري الإسلامي الذي سوف يساعد في ريادة الإنسانية.
ج- وضع الجماعة في ظل هذه الحالة، لكي تقوم بدورها في تأسيس المشروع الحضاري ونهضة أمتها يتطلب مراجعات عميقة لمداخل الفكر وآليات التنظيم والقيادة، وامتلاك الأدوات، وطرق الشراكة مع الشركاء، وطرق المواجهة مع الأعداء.
د- أن من أوضح ما تفرضه لحظة التغيير والتحدي التي تمر بها الجماعة هو إعطاء أولوية للشباب ولتفعيل دور المرأة ليس فقط في مساحات التنفيذ والحراك، وإنما بالأساس في مساحات القيادة والفكر والتوجيه.
الجزء الثاني: هو مستهدفات عمل المكتب، ووضعت في مستهدفين اثنين:
الأول: الإسهام الفعال في تحقيق واستكمال أهداف الثورة والمشروع الإسلامي في هذه اللحظة الفاصلة من تاريخ الأمة، وذلك من خلال امتلاك الأدوات الفعالة ليس فقط لكسر الانقلاب ولكن أيضا لبناء دولة على أسس جديدة من الحرية والعدل والنهوض بأوضاع المجتمع نهوضا شاملا في جميع جوانب حياته.
الثاني: الإسهام الفعال في قيادة عملية جادة لتغيير وتطوير الجماعة ابتداء من الأفكار والمسارات وامتلاك الأدوات إلى الهياكل والإداريات.
الجزء الثالث: يتحدث عن برامج العمل وكيفية إدارتها، وحرصنا أن يكون العمل من خلال مجموعة من المؤسسات والبرامج وليس مجرد لجان فنية، بحيث أن كل برنامج يُترجم إلى عدة مشروعات، وكل مشروع يقوم على تنفيذه مؤسسة فنية متخصصة لكي تضمن جودة الأداء. وكان من أهم هذه البرامج:
البرنامج الفكري والاستراتيجي – البرنامج السياسي – البرنامج الإعلامي – برنامج العلاقات الدولية – برنامج مهام المستقبل – برنامج الحراك الخارجي، وغيرها.
وحرصنا علي الجمع بين فكر عميق طويل الأجل وتحرك عملي سريع على مسارات محددة حتى نوازن بين المطلوب والممكن (مرفق نص الرؤية التفصيلي).
ثانيا: بدء العمل في البرامج المختلفة وطبقا للرؤية والخطة، بدأ كل برنامج تأسيس مؤسسة متخصصة داعمة له من الناحية الفنية وقُسمت هذه المؤسسات إلى مؤسسات داعمة للعمل الثوري، ومؤسسات داعمة لعملية التغيير داخل الجماعة، ومؤسسات تدعم الاثنين معا (الثورة والتغيير داخل الجماعة)، وبفضل الله خلال عام استطعنا تأسيس والعمل من خلال عدد من المؤسسات منها ما يخدم المجال الفكري والاستراتيجي، ومنها ما يخدم البرنامج السياسي والإعلامي، ومنها ما يخدم برنامج العلاقات الخارجية، ومنها ما يعمل على مهام المستقبل، فضلا عن إنشاء مؤسسة تربوية ومؤسسة يتم من خلالها التعاون مع الأنشطة العامة والمتعلقة بالتشارك مع الدولة المضيفة.
ثالثا: أبرز ما تم إنجازه في البرامج المختلفة ومن خلال هذه المؤسسات:
البرنامج الفكري والاستراتيجي
1- الانتهاء من إجراء عملية تقييم ومراجعات للجماعة على محاور أربعة (الفكري – التنظيمي – السياسي – التربوي)، قامت بها مجموعات متخصصة من خلال جلسات حوارية كثيرة، وأصبح، وبحمد الله، ولأول مرة، لدينا مسودة وثيقة تقييم ومراجعة، يمكن عرضها على كل أبناء الصف، وأيضا على جموع الصف الثوري من خلال منصات حوارية، تنتج عنها نسخة نهائية تستطيع الأجيال القادمة أن تستفيد منها سواء من تعظيم الإيجابيات أو أخذ العبر والدروس من السلبيات (مرفق مسودة الوثيقة).
2- إعداد ورقة عن إستراتيجية إدارة التغيير داخل الجماعة بالمساهمة مع باقي البرامج من حيث الدوافع والهوية ومتطلبات التغيير (مرفق الوثيقة).
3- الانتهاء من جزء كبير من المشروع البنائي للثورة، والذي يضع التصورات للبديل لما هو قائم من أنظمة وهياكل ومؤسسات ومقومات الحياة وغيرها، والتي قامت الثورة لتغييرها، وذلك في مرحلة البناء بعد الانتهاء من كسر الانقلاب والمرحلة الانتقالية (مرفق المنتج).
البرنامج السياسي ومؤسساته:
1- الانتهاء من مراجعة الممارسة السياسية للجماعة خلال العقود الماضية.
2- وحدة البحوث، وهي وحدة تختص بعمل تقديرات الموقف والدراسات والتحليل لدعم متخذي القرار، وتعمل بشكل منتظم، وبدأت في إنتاج مسودة مشروع سياسي للثورة تمهيدا لعرضه على باقي القوى الثورية (مرفق ما تم إنجازه من التقديرات).
3- وحدة الرصد والاستخلاص ويخرج منها تقارير لتحليل الاتجاهات الإعلامية والسياسية لدول المنطقة والغرب وكذلك تقديرات موقف الحراك، وهذه الوحدة مثلا هي أول من رصد قضية جزيرتي صنافير وتيران وفضحت توجهات النظام فيها (مرفق التقارير والتقديرات التي تم إنجازها).
4- وحدة الاتصال السياسي، وهي خاصة بالاتصال بالدول ذات التأثير وأيضا الأشخاص والحركات السياسية والأحزاب من مصر وخارجها (مرفق تقرير بهذه الأعمال).
5- وحدة التدريب والتثقيف، وهي تختص بتدريب الكوادر السياسية المستقبلية والحالية وتنمية الوعي السياسي بشكل عام (مرفق تقرير بما تم إنجازه).
برنامج العلاقات الخارجية والمؤسسات التابعة له:
ويتم من خلال البرنامج والمؤسسات:
1- متابعة الحركة الدبلوماسية والسياسات الخارجية لكل دول المنطقة بشكل خاص والتحركات العالمية بشكل عام (مرفق ما تم إنجازه من هذه التقارير).
2- تسويق ونشر كل ما يخدم القضية والثورة باللغات المختلفة (مرفق نماذج بما تم إنجازه).
3- التشبيك مع مؤسسات العلاقات الخارجية الرسمية أو على مستوى المؤسسات والأفراد غير الحكوميين للوصول لفعل إيجابي داعم لقضيتنا (مرفق نماذج بما تم إنجازه).
4- متابعة المنظومة الدولية ومراكز القوى العالمية فهما وتحليلا، ودراسة علاقتها بالشرق الأوسط بشكل خاص.
برنامج مهام المستقبل
1- إنجاز تصور متكامل للمرحلة الانتقالية بداية بالإستراتيجيات وانتهاء بخريطة المشاريع (مرفق).
2- إنجاز جزء كبير من مشروع فهم الدولة ومؤسساتها.
المؤسسة التربوية
وهي المؤسسة الأولى التي يؤسسها الإخوان في هذا المجال وقامت:
1- بعمل مراجعات كاملة للعملية التربوية في الجماعة من نشأتها حتى الآن، ونقاط القوة والضعف.
2- وتعمل الآن على وضع المتطلبات التربوية للأفراد التي تتناسب مع هذه المرحلة التي نمر بها على أن تترجم هذه المتطلبات بعد ذلك إلى مناهج وبرامج تربوية.
مؤسسة للأنشطة العامة
وهي مؤسسة يتم من خلالها الأنشطة العامة والأعمال التشاركية مع الدولة المضيفة، وآخر هذه الأعمال توقيع برتوكول تعاون مع بلدية إسطنبول (التركية) لتدريب دفعة من الشباب على بعض الأعمال والمشاريع الناجحة في الحكم المحلي وعمل البلديات.
بشكل موجز هذا ما تم إنجازه خلال الفترة السابقة، ونسأل الله القبول والعفو عن التقصير، نقدمه لإخواننا في المؤسسات والهياكل الجديدة بمناسبة انتهاء أعمالنا بتقديم هذه الاستقالة، وذلك للتقييم والاستفادة، سائلين الله تعالى لهم ولجميع الحركات الثورية في مصر التوفيق والسداد، وكلنا أمل وثقة في الله - عز وجل- ثم في شباب هذه الأمة وشعبها، بأن الثورة ستمضي على الطريق الصحيح، وأن حاجز الخوف الذي فرضته الممارسات الأمنية الفجة لابد وأن ينكسر، ليعمل الجميع على تغيير الحاضر وبناء المستقبل بما يليق بتضحيات الشهداء الأبرار وكل طوائف الشعب المصري العظيم.