ملفات وتقارير

"تحول كبير" لتنظيم الدولة بالأردن وتخوفات من خلايا نائمة

لا يحظى تنظيم الدولة بقبول شعبي في الأردن رغم وجود قلة من المتعاطفين معه- أرشيفية
لا يحظى تنظيم الدولة بقبول شعبي في الأردن رغم وجود قلة من المتعاطفين معه- أرشيفية
تبنى تنظيم الدولة، الثلاثاء، هجوم الكرك الذي وقع قبل يومين، متوعدا في بيان نشرته "عربي21" مسبقا، بالمزيد من العمليات المماثلة.

ويثير هذا التهديد تساؤلات حول مقدرة التنظيم فعلا على تنفيذ هجمات شبيهة لهجوم الكرك، ودلالات ذلك.

من جهته، قرأ الخبير بشؤون الجماعات الجهادية في الأردن، حسن أبو هنية، تبني تنظيم الدولة بأنه يشير بشكل واضح إلى أن المنفذين كانوا على ارتباط مع تنظيم الدولة، وأن هناك تغييرا في نمط تعامل الجهاديين الأردنيين المنضمين لشبكة تنظيم الدولة في طريقة تنفيذ العمليات.

وقال لـ"عربي21": "أصبح هناك نوع من التخلي عن الحذر السابق بالنسبة لتنفيذ هجمات في الأردن، بالتالي المباشرة بعمليات تستهدف الأمن وقوات الشرطة الأردنية، وقتل الأجانب الذين يسمونهم بالصليبيين".

واعتبر أن هذا يعد تحولا كبيرا بالنسبة للجهاديين الأردنيين، وفق قوله.

اقرأ أيضا: تنظيم الدولة يتبنى "عملية الكرك" وأسماء منفذيها (صورة)

وحول التخوفات من وجود خلايا نائمة للتنظيم عقب تبنيه لهجوم الكرك، قال أبو هنية إن هناك أكثر من ألفي أردني يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة في الجارتين العراق وسوريا.

وقال: "بالتأكيد هناك خلايا ومجموعات مرتبطة أو متعاطفة مع التنظيم أو نائمة في المملكة، وهذا أمر معروف وليس بجديد".

وعن قدرة التنظيم على تنفيذ تهديده بهجمات شبيهة بهجوم الكرك، قال إن "تنظيم الدولة سيحاول تنفيذ هجمات مثل ما حدث في الركبان، أو على شكل ذئاب منفردة كما حصل في الموقر".

ولفت إلى أن هناك أتباعا متعاطفون مع التنظيم أو ينتمون إليه قد ينفذون هجمات، وأن مخاطر تنفيذ عمليات شبيهة بهجوم الكرك مرشحة للحدوث.

وعلى الرغم من أن تنظيم الدولة لا يحظى بقبول في الشارع الأردني، إلا أن أبو هنية أشار إلى أن هناك نسبة من التعاطف واضحة مع التنظيم، إذ أشارت بعض استطلاعات الرأي إلى وجود نسبة تعاطف ربما تصل إلى 5 في المئة. 

وأضاف أن أسباب التعاطف مع التنظيم مختلفة، مثل الطائفية ووضع السنة في كل من سوريا والعراق، ودخول الأردن في التحالفات الدولية التي تستهدف تنظيم الدولة.

نقل المعركة تجاه الدول المشاركة بالتحالف

من جهته، وافق الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، مروان شحادة، ما ذهب إليه أبو هنية، بأن تنظيم الدولة قادر على تنفيذ هجمات في المستقبل ضد المملكة، وأن السلطات الأردنية تتخوف من أن هناك العديد ممن يحملون أيدولوجيا التنظيم، لكن السؤال هو هل هؤلاء الأشخاص الذين يحملون هذه الأيدولوجيا سيتحولون إلى أن يحملوا السلاح؟

وقال لـ"عربي21"، إن ذلك كله يأتي في سياق نقل التنظيم معركته تجاه الدول التي تشارك في التحالف الدولي، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة اعتبر هجوم الكرك انتصارا ضد الأردن الذي يشارك في التحالف، لذلك سارع إلى تبني الهجوم.

وأكد أنه يجب أن تؤخذ تهديدات التنظيم على محمل الجدية، وأنه لا يستبعد وجود خلايا نائمة يمكن أن تنفذ هجمات إرهابية مقبلة في الداخل الأردني.

ووصف تبني تنظيم الدولة هجوم الكرك بأنه إعلان عن مرحلة جديدة مع النظام الأردني.

وقال إن للتنظيم مناصرون متواجدون في مدن ومناطق عدة، التي تحمل الفكر السلفي الجهادي، وأن الأردن أمام تحد كبير، وتحول خطير من هذا التنظيم. 

وتوقع بأن يشهد عام 2017 المزيد من العمليات والهجمات الإرهابية ضد الأردن، داعيا إلى أن "الأشخاص الذين نفذوا عملية الكرك بحاجة إلى دراسة سلوكهم ودوافعهم، والأهداف التي كانوا ينوون استهدافها".

وتوقع بأن المراكز الأمنية والعسكرية، والمقار الحكومية والسياحة الأجنبية، ربما تكون أهدافا للتنظيم في الفترة المقبلة، مضيفا أنه "إذا قرأنا البيان، فلا بد من أن هذه الأهداف، على رأس أولوياتهم".

اقرأ أيضا: 14 قتيلا في هجمات على مراكز أمنية جنوب الأردن (فيديو)

يشار إلى أن هجوم الكرك، أسفر عن مقتل سبعة رجال أمن أردنيين، ومدنيين اثنين، إضافة إلى سائحة كندية.
التعليقات (0)