سياسة عربية

مصر تستقبل مسؤولا إيرانيا وتهدد بترحيل معارضي البشير

أجهزة الأمن المصرية هددت المشاركين السودانيين بالترحيل الفوري من مصر - أرشيفية
أجهزة الأمن المصرية هددت المشاركين السودانيين بالترحيل الفوري من مصر - أرشيفية
في تطور مثير، وصل إلى القاهرة مساء الثلاثاء، نائب محافظ البنك المركزي الإيراني أكبر كوميجاني، قادما من طهران عن طريق الإمارات، على رأس وفد إيراني، في زيارة لمصر تستغرق أياما عدة، يشارك خلالها في بعض الفاعليات، في وقت هددت فيه السلطات المصرية سودانيين معارضين للرئيس السوداني عمر البشير بالترحيل إذا مارسوا أي أنشطة مناهضة لنظام حكمه من القاهرة. 

ونقلت صحيفة "صدى البلد" الموالية لسلطات الانقلاب عن "مصادر مطلعة" شاركت في استقبال المسؤول الإيراني، أكبر كوميجاني، بصالة "كبار الزوار"، بمطار القاهرة، الأربعاء، قولها إن نائب محافظ البنك المركزي الإيراني سيشارك خلال زيارته لمصر في فاعليات منتدى الاستقرار المالي الإسلامي الرابع عشر الذي يبدأ الأربعاء، ويعقد، هذا العام، تحت عنوان "التمويل الإسلامي ولوائح مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب".

وأضافت تلك المصادر أنه سيتم استعراض عدة أبحاث ودراسات في المنتدى بشأن القوانين واللوائح التي تواجه وتمنع عمليات غسل الأموال مع التركيز على عمليات تمويل الإرهاب والمنظمات الإرهابية، وبذل الجهود الكافية لمنع عمليات التمويل.

ويُعتبر كوميجاني أكبر مسؤول إيراني يزور مصر منذ الانقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013، في زيارة قال مراقبون إنها ذات مغزى سياسي، برغم غطائها الاقتصادي، معتبرين أنها "جس نبض"، بين القاهرة وطهران، يرشح لانفتاح أوسع في علاقات البلدين، في الفترة المقبلة، بعد أن تلاقت رؤيتيهما في التعاطي مع ملفات إقليمية عدة، ومن أبرزها الملف السوري والعراقي واللبناني واليمني. 

الأمن المصري يهدد سودانيين معارضين بالترحيل

وغير بعيد، منعت السلطات المصرية عددا من السودانيين المعارضين المقيمين في القاهرة للرئيس السوداني عمر حسن البشير، من المشاركة في ندوة "الانتفاضة الشعبية في السودان"، التي كان من المقرر انعقادها بمقر مركز "آفاق اشتراكية" بالقاهرة، مساء الثلاثاء.

وهددت أجهزة الأمن المصرية المشاركين السودانيين بالترحيل الفوري من مصر إذا حضروا الندوة، أو شاركوا فيها، مما حال دون انعقادها.

ونقلت صحيفة "الشروق"، عن مصادر أمنية مصرية، الثلاثاء، قولها إن السلطات المصرية تمنع الانخراط في أية أنشطة مناهضة لحكومة السودان في إطار الالتزام باتفاق "Gentle Men"، بحسب الصحيفة، في إشارة إلى الرئيس السوداني، ونظيره رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي.

وعبرت المصادر المصرية، في الوقت نفسه، عن استيائها من عدم التزام السودان بالاتفاق، مؤكدة أنه تم رصد استضافة الخرطوم لأنشطة جماعة الإخوان المصرية وممثليها من الخارج، حيث كانت العاصمة السودانية قد استضافت منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة في دورته الثالثة تحت عنوان "الحكم الراشد وتطبيقاته في العالم الإسلامي" من يوم 17 حتى 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 بحضور نوعي من التنظيم الدولي للإخوان، وفق الصحيفة.

وأوضحت المصادر، بحسب "الشروق"، أن المؤتمر المنعقد في السودان شارك فيه عدد من أعضاء "البرلمان المصري في الخارج"، التابع لجماعة الإخوان، ومقره تركيا، إضافة إلى كوادر من الجماعة من المصريين الهاربين في السودان، إذ حرصوا على التحريض ضد الدولة المصرية من خلال "إسهاماتهم" في أعمال المنتدى الذي استضافته جهات سيادية سودانية، وفق المصادر.

لكن مراقبين أشاروا إلى أن الرئيس السوداني لم يخالف اتفاقه مع السيسي في هذا الصدد، وهو ألا يستقبل معارضين للسيسي في بلاده، وذلك في وقت تعهدت فيه القاهرة بعدم السماح لمعارضي نظام حكم البشير بالعمل من القاهرة، بخلاف ما كان الوضع عليه إبان حكم الرئيس المخلوع، حسني مبارك.
التعليقات (0)