ملفات وتقارير

تلميحات نتنياهو للسلام مع العرب.. هل إسرائيل متعجلة؟

الخدمات الأمنية بين إسرائيل والعرب تؤدي الغرض دون اتفاقيات سلام- أرشيفية
الخدمات الأمنية بين إسرائيل والعرب تؤدي الغرض دون اتفاقيات سلام- أرشيفية
فتحت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قدرة كيانه العسكرية على إرغام دول الشرق الأوسط على توقيع اتفاقيات سلام ، باب التساؤل عن مدى عجلة حكومته لإبرام المزيد من الاتفاقيات مع دول جديدة بالمنطقة . 

وقال نتنياهو خلال احتفال بذكرى دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي إن " القوي هو من يصمد في الشرق الأوسط ويعقدون معه معاهدات سلام".
 
وأضاف نتنياهو أن على إسرائيل "مواصلة تعاظم قوتها العسكرية والاستخباراتية والطائرات المقاتلة والغواصات والأسلحة الدفاعية" مشيرا في الوقت ذاته إلى "وجوب قدرة الجيش على نقل الحرب إلى أراضي العدو كما جرى في حروب سابقة".

وتعزز هذه التصريحات ما قاله الشهر الماضي من أن "السلام مع العرب أصبح هو السبيل للسلام مع الفلسطينيين" مشيرا إلى أن "ما يبعث الأمل في النفس هو أن العديد من الدول العربية لم تعد ترى في إسرائيل عدوا لها بل حليفا". 

وقال نتنياهو: "كنا نعتبر في الماضي أن الاختراق على المسار الفلسطيني سيحقق لنا سلاما أوسع مع العالم العربي فيما صارت الاحتمالات القائمة في الوقت الراهن تشير إلى أن السلام سوف يتحقق عبر مسار عكسي

وأشار في حينه إلى أن "ما يبعث الأمل في نفسي هو التغيير الكبير الحاصل في موقف العالم العربي من خلال مكافحة الإرهاب الإسلامي والإسلام المتطرف سواء كان بقيادة إيران أو داعش" على حد وصفه.

المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور عدنان أبو عامر اعتبر أن إسرائيل "ورغم حاجتها إلى اتفاقيات سلام مع الدول العربية على غرار ما حدث مع مصر والأردن والسلطة إلا أنها ليست مستعجلة على تحقيق ذلك".

وقال أبو عامر لـ"عربي21" إن الإسرائيليين يعملون بمبدأ "نريد العنب دون أن نقاتل الناطور والتقدم الحاصل في العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل قطع شوطا طويلا على الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية خاصة الدول العربية الوازنة بعيدا عن التي وقعت معها اتفاقات سلام".

وشدد إلى أن المسؤولين الإسرائيلي صرحوا مرارا ولم يعودوا يكتفون بالتلميح إلى أن مشوار السلام مع الدول العربية قطع شوطا كبيرا دون توقيع اتفاقات مكتوبة.

وأوضح أن الإسرائيليين ليسوا على عجلة لأنهم يعتقدون أن حجم العلاقات مع الدول العربية تؤدي المطلوب منها حاليا لكنهم ليسوا معنيين كثيرا بحرق مراحل للوصول إلى اتفاقات لا تحقق لهم مكاسب عظيمة".

وأشار إلى تصريحات نتنياهو في هذا الصدد قبل مدة قصيرة حين قال إن "اتفاق سلام شامل وكامل مع الفلسطينيين يجب أن يتم تحت مظلة عربية" مؤكدا أن "مثل هذه التصريحات تشجع العرب على المسارعة لتطبيع العلاقات مع تل أبيب".

وحول أسباب عدم تعجل إسرائيل على إبرام اتفاقات سلام مع الدول العربية قال أبو عامر "الدول العربية الرئيسية الوازنة ومن ضمنها الخليجية تعاني من أوضاع سياسية سيئة ومشاكل إقليمية مثل الحرب في سوريا والنفوذ الإقليمي لإيران وروسيا الذي يتزايد يوميا وخوفا من الفوضى الأمنية تؤجل التصريح بنيتها توقع معاهدات مع إسرائيل".

لكنه في الوقت ذاته قال إن إسرائيل "تصور لهذه الدول أن الاقتراب منها يمثل لها طوق نجاة وهي تسوق علاقتها مع العرب على هذا الأساس".

وشدد على أن مؤشرات التعاون الأمني والسياسي وحتى العسكري مع إسرائيلي ظهرت في مواقف كثيرة كان آخرها ما نقلته صحيفة "يديعوت احرونوت العبرية" من أن الإمارات رجل أعمال لبناني وحتى شركة إيرانية لهم صلات ببناء سفن لمصلحة سلاح البحرية الإسرائيلي.

وحول دعوة نتنياهو إلى تعظيم القوة العسكرية الإسرائيلية قال أبو عامر الدول العربية في المقابل توجه إنفاقها العسكري إلى وجهتين الأولى مقاومة شعوبها للحيلولة دون نجاح الثورات الاجتماعية والثانية جمع السلاح لمواجهة الدول المحيطة بها  

واعتبر أن ما يميز إسرائيل هو "محافظتها على حالة التفوق العسكري الدائم على الرغم من التحالفات السرية والعلنية التي تعقدها مع الدول العربية".
التعليقات (0)