ملفات وتقارير

هكذا شرح السيسي لعسكر البرتغال كيف يرى العالم (فيديو)

عبدالفتاح السيسي دعا إلى الاتفاق على أن أخطر تهديد في العالم كله هو الإرهاب - أرشيفية
عبدالفتاح السيسي دعا إلى الاتفاق على أن أخطر تهديد في العالم كله هو الإرهاب - أرشيفية
في ختام زيارته للبرتغال، ألقى رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، محاضرة كاشفة أمام الأكاديمية العسكرية العليا، بمدينة لشبونة، الثلاثاء، أماط فيها اللثام عن رؤيته لدوره في المنطقة والعالم، الذي رأى أنه يضع بمقدمة أولوياته الحفاظ على استقرار حكمه لمصر، والتصدي لما يدعيه من إرهاب يهددها والمنطقة والعالم، ملوحا بأن البديل هو تدفق أبنائها الذين يبلغون مئة مليون نسمة، كلاجئين، فيما لو تطرف واحد من كل ألف منهم، حسبما قال.

وحرص السيسي في محاضرته حول "الأمن والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب"، على وضع جميع التنظيمات والجماعات الإسلامية، بما فيها المقاوم، وغير المسلح، في سلة واحدة، فقال: "لا يمكن حصر المواجهة الأمنية والفكرية مع "داعش" فقط، ولكن يجب مجابهة كل الجماعات المتطرفة"، ملمحا إلى رؤيته لسوريا بالقول: "إن سقوط الدولة الوطنية في بعض دول المنطقة سمح بخروج جماعات متطرفة".

ووجه التحية للشعب المصري، الذي تحمَّل القرارات الاقتصادية الصعبة، وفق زعمه، قائلا: "كل التحية والتقدير من هنا للشعب المصري؛ لأنه أساس الحفاظ على استقرار بلاده، بدليل تقبله قرارات الإصلاح الاقتصادي الصعبة الأخيرة".

وأردف بأن مصر لا تتلقى أي دعم لتخفيف الضغوط عليها، مع وجود ملايين من اللاجئين فيها، مستجديا تقديم الدعم له، ومستشفعا بأنه تم ضبط 8 آلاف "مواطن" حاول الهجرة غير الشرعية من مصر، خلال العام الأخير فقط.

هكذا تحدث عن مصر والمصريين

في اللقاء، تناول السيسي -بعد المحاضرة، في ردوده على الأسئلة- مصر التي يحكمها، بشكل سلبي ومرعب، فقال إنها "دولة كبيرة أوي (جدا)، وعدد سكانها ضخم جدا، وشبابها من سن الأربعين سنة فما دون فوق الـ65 مليونا".

وأردف: "تصوروا لو حصل انفلات في الموقف، وواحد في الألف من الرقم ده تطرَّف". وتساءل: "كان شكل مصر هيبقى عامل إزاي؟ وكان حجم الهجرة واللجوء لأوروبا من مئة مليون مصري تقريبا لأوروبا.. هيبقى أد (قدر) إيه؟".

وعلَّق بالقول: "لا بد من التعاون مع أصدقائنا الأوروبيين أكثر، والتنسيق أكثر، وتفهم الواقع من منظورنا، بالإضافة إلى وجهة نظرهم طبعا"، وفق وصفه.

وردا على سؤال حول اللاجئين في مصر، ألمح السيسي إلى تطلعه لتقديم الدول الأوروبية دعما ماليا له، لإيواء اللاجئين، شاكيا من أنه "ليست لدينا في مصر معسكرات للاجئين، ومصر لا تتلقى دعما أو مساعدة في هذه المشكلة لتخفيف الضغوط التي تمثلها عليها".

وتابع: "إحنا خلال السنة اللي فاتت فقط.. تم القبض على ما يقرب من 8 آلاف مواطن حاولوا التحرك عبر البحار بالهجرة إلى الشواطئ الأوروبية بشكل أو بآخر".

وأردف: "نحتاج إلى جهد أكبر، ونحتاج منكم إلى دعم للقيام بهذه المهمة بشكل أفضل. إحنا محتاجين رؤية متكاملة وجهد مشترك وإمكانيات للقضاء على هذه الظاهرة.. التي تؤثر بشكل أو بآخر على أمنكم"، حسبما قال.

وهكذا يرى دوره بالمنطقة والعالم


وعن دوره الذي يراه لنفسه في مصر والمنطقة والعالم، قال السيسي: "نحن نرى، ونرجو منكم أن تراجعوا هذا الأمر.. إن أكبر تحد حقيقي يقابل منطقة المتوسط وأوروبا والعالم كله هو الإرهاب، ونحن نضعه في أولوية متقدمة عن أي تحديات أخرى تواجه المجتمع الدولي واستقراره".

ودعا إلى الاتفاق "على أن أهم وأخطر تهديد حقيقي في منطقتنا والعالم كله هو الإرهاب"، مواصلا: "أنتم لا تدركون حجم هذا التحدي لو خرج عن السيطرة.. ممكن يؤذينا كلنا أد إيه".

واستطرد: "الكلام الذي أقوله ليس فقط مدخلا للتعاون بين دول المنطقة والناتو.. بل تعاون دولي أكبر؛ لأننا عندما نتكلم عن المواجهة لتحقيق الأمن والاستقرار وعمل جهد من منظور أمني ضد الإرهاب، فإن ذلك يتطلب تعاونا دوليا واسعا، وليس فقط على أد حلف الناتو؛ لأن التحدي ضخم جدا، وكبير جدا، وأنا لا أبالغ فيه".

ومحرضا على بلاده، قال: "شوفوا خريطة التطرف والإرهاب اللي موجودة في العالم، ورغم الجهد الكبير الذي بذل، على الأقل، خلال السنوات الثلاث الماضية.. يا ترى الخريطة دي بتنحصر أم تزداد؟ لو الخريطة بتنحصر يبقى الجهد المبذول بيجيب نتيجة، وسيصل إلى هدفه في يوم من الأيام.. وإن لم تكن تنحصر يبقى إحنا نفهم أكثر، ونبذل جهدا أكبر.. جهدا مشتركا ليس فقط بين دول المنطقة والناتو.. أنا أتكلم عن جهد دولي أوسع".

وعن دوره الذي يرسمه لنفسه في إطار هذه الرؤية، الذي يشبه شرطي المنطقة، تساءل: "هل نحن في مصر مستعدون للتعاون مع الأوروبيين ومع الناتو؟".

وأجاب بسرعة: "طبعا.. لأننا نتكلم في مصلحة تفوق حتى المصلحة الوطنية والقومية.. إحنا بنتكلم في مصلحة تمس الإنسانية كلها بالكامل.. إنها تؤذي الإنسانية كلها".

ماذا قال بمحاضرته الخطيرة؟

وفي محاضرته، تناول السيسي رؤيته لمواجهة الإرهاب (الذي يقصد به عادة "الإرهاب الإسلامي"، وفق المصطلح الصهيوني)، فاعتبر أنه من أهم التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، بحسب تعبيره، مردفا: "أشاطركم قلقي إزاء ما يتسم به النهج الدولي للتعامل مع ظاهرة الإرهاب والتطرف من قصور".

وأضاف أن هذا القصور يرجع إلى عدم إيلاء الأهمية الكافية لفهم جذور وطبيعة ظاهرة الإرهاب ومسبباتها.

ومطلقا أحكامه العامة، دون تمييز، كما يفعل الصهاينة واليمين المتطرف، أكد السيسي أن "القراءة الدقيقة لتاريخ الجماعات الإرهابية، سواء تلك التي تتخذ من الدين ستارا لها، أو تلك التي ارتكبت فظائع باسم دوافع سياسية أو اجتماعية مختلفة، تؤكد لنا عدم وجود فوارق تذكر في الأسس التي تنطلق منها هذه الجماعات لتبرير استخدامها للعنف والإرهاب لتحقيق مآربها"، بحسب زعمه.

ومنزها نفسه، قال: "نحن دائما بصدد عملية ذات جوهر فاشي ينطلق فيها المتطرفون من قراءات مغلوطة لمسار التاريخ، تنتج بدورها خطابا يحث على كراهية الآخر، ويدعو لاستخدام العنف والترويع لفرض هذه الرؤية على الجميع".

ومستهدفا التنظيمات الإسلامية بشكل واضح، قال: "بنظرة سريعة على التنظيمات الإرهابية النشطة على الساحة الدولية في الوقت الراهن، فإننا نجد أن ما انطبق على المنظمات الإرهابية التي نشطت في الدول الغربية وأوروبا في مراحل سابقة، ينطبق بدوره على المنظمات التي تتخذ من الدين الإسلامي ستارا زائفا لأعمالها".

وكاشفا عن عقيدته في التعامل مع الإسلاميين، أيا كانوا، شدد على أنه "رغم تنوع أسمائها (المنظمات التي ذكرها)، وتوزيع الأدوار الظاهري بين أجنحتها، فلا يوجد فارق جوهري في الأفكار التي يؤمنون بها".

ومواصلا تعميماته المغلوطة، زعم أن هذه المنظمات تتخذ من المرجعيات الفكرية المتطرفة ذاتها منهجا لعملها، وإطارا لنظرتها إلى مجتمعاتها والعالم، وكذا لخطابها ورسائلها الإعلامية القائمة على الإقصاء والعداء، ونبذ الآخر، وتكفير المجتمع، بحسب قوله.

ومرتديا ثياب الواعظ، قال: "هي جميعها مفاهيم مشوهة تتنافي مع روح الدين الإسلامي الحنيف ورسالته الحضارية السمحة التي تنبذ الانعزال والتطرف والعنف، وتدعو إلى التسامح والتعارف وقبول الآخر، بل وترحب بالاختلاف باعتباره رصيدا إنسانيا مهما يسهم في صقل الخبرات والتوصل إلى المفاهيم الصحيحة التي تتقبلها الطبيعة والفطرة الإنسانية"، وفق تعبيره.

توريطه لمصر في "معمعة" الإرهاب

ومستعرضا ما اعتبره "عناصر الرؤية المصرية لكيفية التحرك على مسار التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف، بعدما وجدنا أنفسنا على خط المواجهة مع قوى الإرهاب التي حاولت عرقلة مسيرة تنمية بلادنا خلال السنوات الماضية"، (دون أن يحدد ما هي هذه القوى، وهل يقصد بها عدوه اللدود "الإخوان المسلمون"؟)، قال: "حرصت مصر على التصدي لاستخدام العناصر الإرهابية للدعاوى والأسانيد الدينية غير الصحيحة؛ من أجل السيطرة على عقول الشباب، واستغلال عدم وعيهم بصحيح الدين".

ودافعا عن نفسه الاتهامات التي تلاحقه فيما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان، زعم السيسي أن "مصر (يقصد نظام حكمه) حرصت خلال مواجهتها للإرهاب والتطرف على أن يكون ذلك في إطار سيادة القانون، واحترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، إيمانا منا بأهمية إعلاء قيم الحريات، وترسيخ دولة المؤسسات، رغم صعوبة المعركة".. هكذا قال. 

ومتابعا الدعاية لنظام حكمه، قال: "أؤكد لكم أن مصر تدرك جيدا المسؤولية الملقاة على عاتقها في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الشرق الأوسط؛ إذ تقدم نموذجا لدولة تتماسك مؤسساتها دفاعا عن مبدأ الدولة الوطنية ذاته، في محيط إقليمي شديد الاضطراب، تسوده محاولات متكررة لهدم بنية الدولة وتفكيكها، والسماح بتمدد تنظيمات ومليشيات تدعي سلطة التحكم في المجتمعات، دون تفويض أو شرعية، وتنفيذا لمخططات سياسية أو أيديولوجية بعيدة كل البعد عن تحقيق مصلحة شعوب المنطقة في التقدم والرقي"، بحسب قوله.

عولمة الإرهاب.. وعولمة مواجهته

ومحرضا على مواقع التواصل الاجتماعي، شدَّد على أن "تحديات صعود ظاهرة التطرف الفكري الذي يؤدي إلى الانخراط في أعمال إرهابية تحتم علينا جميعا كمجتمع دولي وضع استراتيجية متكاملة الأبعاد لمواجهة الأفكار المغلوطة، والدعاوى المغرضة لقوى الإرهاب، التي باتت منتشرة على المواقع الإلكترونية المختلفة، ما أسهم في اكتساب هذه الأفكار لمزيد من الأتباع على مدار السنوات الماضية".

وتابع بأنه "من الضروري التوصل إلى توافق دولي حول اتخاذ التدابير اللازمة والجادة لتجريم ومنع التحريض على الكراهية والعنف في المواقع الإلكترونية، ووسائل الاتصالات الحديثة".

وكأنه يقصد رؤيته لسوريا وليبيا، قال: "كما ينبغي تضافر جهود المجتمع الدولي لمنع تزويد المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح، فضلا عن مواصلة جهود التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات والنزاعات المسلحة القائمة، بالنظر إلى ما توفره تلك الأزمات من بيئة خصبة لانتشار التنظيمات الإرهابية وتحركها بحرية ونشر فكرها المتطرف"، وفق قوله.

وكشف السيسي في محاضرته أن مصر ستستضيف مركز مكافحة الإرهاب التابع لتجمع الساحل والصحراء، الذي ينتظر أن يقوم بدور محوري في تنسيق جهود مكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية، على حد وصفه.

نموذج بديل للأيديولوجيات المتطرفة 

ومختتما بالقول إن المعركة ضد الإرهاب ليست أمنية فقط، وإنما هي صراع بين رؤيتين مختلفتين للعالم، قال: "أؤكد على وعينا وإدراكنا لأهمية بناء نموذج بديل للأيديولوجيات المتطرفة، بحيث يصبح هذا النموذج التنويري هدفا يبذل من أجله شبابنا طاقاتهم الإبداعية، ومجهودهم الفكري؛ سعيا للحفاظ على حريتهم، وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء، لهم ولأبنائهم"، وفق وصفه.

وفي تعبير يشمل دولة الاحتلال الإسرائيلي، قال السيسي: "في مسعانا لبناء هذا النموذج الذي يعتمد على التنمية المستدامة، وتوفير الحياة الكريمة لمجتمعاتنا، فإننا نمد يد التعاون والتكاتف لكل أصدقائنا الذين يشاركونا هدفنا في بناء مستقبل مُشرق للحضارة الإنسانية؛ عبر ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش، وقبول الآخر، وبناء الجسور التي تربط بين الحضارات والثقافات المختلفة"، حسبما قال.

رؤيته لليبيا تنحاز لحفتر


وعقب إلقاء المحاضرة، ردَّ السيسي على أسئلة الحاضرين، التي تناولت التطورات الجارية في ليبيا، فكرر موقفه الموالي للانقلابيين في ليبيا، فشدد على أهمية دعم البرلمان المنتهية ولايته، ورفع حظر السلاح المفروض، ومساندة المجلس الرئاسي الليبي، وفق قوله.

وواصل حديثه مهددا: "إذا لم نؤمن بمنع وصول السلاح إلى الجماعات المتطرفة في ليبيا، وليس داعش فقط، فسيكون الأمر صعبا على دول الجوار والاتحاد الأوروبي".

ومفجرا مفاجأة ثقيلة، قال بخفة: "حدودنا الغربية مع ليبيا 120 كيلو مترا، والعبء كبير على مصر في تأمين هذه الحدود البرية، ولو غاب الجيش الليبي فسيكون البديل هو المجتمع الدولي، وهذا ليس في صالحنا جميعا"، بحسب وصفه.

ويذكر أنه كان في استقبال السيسي لدى وصوله إلى الأكاديمية العسكرية العليا في لشبونة، التي تشبه أكاديمية "ناصر العسكرية" بمصر، وزير الدفاع البرتغالي، جوزيه أزاريدو لوبيز، ورئيس الأكاديمية، حيث ألقى السيسي محاضرته أمام الدارسين بالأكاديمية، بحضور كبار قادة الجيش البرتغالي، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والدولي، وعدد من الشخصيات البرتغالية العامة.



التعليقات (2)
عبدالرحمن المنذر
الأربعاء، 23-11-2016 11:34 ص
سبب انتشار الإرهاب في المنطقة هو سياسة التهميش والفقر والظلم الاجتماعي وتفشي الجهل علاوة على الانظمة الديكتاتورية الاستبدادية التي تئد الحريات وتملأ السجون والمعتقلات بخيرة الشباب .. ولا ننسى الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من ظلم وتنكيل على ايدي الصهاينة وسياسة التعامل بازدواجية مع القضايا العربية من جانب القوى الكبرى.. وكل ذلك يؤدي الى نفس الطريق وهو التطرف.
واحد من الناس .... السيسي = سلومة الأقرع
الأربعاء، 23-11-2016 10:30 ص
.... البلطجي زعيم المرتزقة راعي الدعارة و الفساد و الافساد في الارض