قال بيتر بيرغن محلل شؤون الأمن القومي في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الاثنين، إن الهجوم المرتقب منذ فترة طويلة على
الموصل بدأ، ولا يوجد شك بأن التنظيم سيخسر الموصل ويُرجح وقوع ذلك قبل تسلم الرئيس الأمريكي المقبل منصبه.
وتوقع بيرغن نفي بقية عناصر
تنظيم الدولة من
العراق مع سقوط الموصل، ويُذكر أن جيش التنظيم خسر بالفعل سلسلة من المدن الأخرى الهامة مثل بيجي والفلوجة والرمادي وتكريت.
وأصبحت المحافظة على ادعاء تنظيم الدولة بـ"
الخلافة" أكثر صعوبة، مع فقدان التنظيم مدينة تلو الأخرى في العراق وسوريا، حسبما ذكر بيرغن في تقرير نشرته "سي إن إن".
ويجب إدراك أن انتصارا في الموصل لن يحل ما تعانيه الكثير من مناطق الشرق الأوسط، وذلك لأن تنظيم الدولة ليس هو المشكلة الأساسية، إنه عرض لمشاكل أكبر وأكثر تعقيدا، وفقا للمحلل الأمريكي.
ويرى بيرغن أن السبب في تأسس التنظيم، يعود إلى تهميش الحكومة ذات الأغلبية الشيعية في العراق والمدعومة من أمريكا، السنّة العراقيين، والشيء نفسه ينطبق أيضا على الحكومة التي يقودها الشيعة في سوريا، والذي سبب حربا وحشية استهدفت الكثير من سكانها السنّة.
ووفقا لتوقعاته، فإنه سينشأ "ابن" لتنظيم الدولة على الأرجح إن لم توجد تسوية سياسية حقيقية بين الشيعة والسنة في العراق، وفي سوريا أيضا في وقت لاحق، لأن المليشيات السنية مثل التنظيم ستظل تزعم أنها وحدها التي تستطيع الوقوف في وجه الحكومات الشيعية في بغداد ودمشق.
ويغذي انهيار الحكم العربي في معظم أنحاء الشرق الأوسط الجماعات مثل تنظيم الدولة، لأن هذه الجماعات المسلحة تزدهر في ظل الدول الفاشلة التي تواجه السقوط مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن، وفقا للمحلل الأمريكي.
وتساءل بيرغن: "هناك تحديات أخرى ستعقب سقوط الموصل. إذ إنه مع خسارة التنظيم للمدينة، فلن يتم القبض على جميع الآلاف من مقاتلي التنظيم الذين اختبأوا في المدينة أو قتلهم، إلى أين سيذهبون؟".
وتساءل: "هل سيعود مقاتلو التنظيم الأجانب إلى أوروبا لإثارة الإرهاب هناك؟ هل سيُوزع باقي المقاتلين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط للمشاركة في المزيد من الأنشطة الإرهابية في المنطقة؟ يبدو كلا الاحتمالين مرجحا".
ولفت إلى أن "سقوط الموصل يبشر بتفكيك "خلافة" التنظيم وهو تطور إيجابي للغاية، ولكن دعونا لا نخدع أنفسنا بأن النصر في الموصل سيكون بداية النهاية للجماعات الإرهابية السنية. للأسف، من المرجح أن تستمر ويلات التشدد السني في منطقة الشرق الأوسط لعقود".