سياسة عربية

هل ينتقم السيسي من حزب النور بعد دعمه للموقف السعودي؟

اتهم نواب سياسيون وإعلاميون مؤيدون للنظام حزب النور بالخيانة العظمى ومعاداة الدولة - أرشيفية
اتهم نواب سياسيون وإعلاميون مؤيدون للنظام حزب النور بالخيانة العظمى ومعاداة الدولة - أرشيفية
يتعرض حزب النور السلفي في مصر لهجوم شرس منذ عدة أيام، بعد تأييده للموقف السعودي من الأزمة السورية واتخاذه موقفا مغايرا للسياسة الرسمية المصرية.
 
واتهم نواب وسياسيون وإعلاميون مؤيدون للنظام الحزب بالخيانة العظمى ومعاداة الدولة، وطالبوا بحله ومحاكمة قادته بزعم مناصرته للتنظيمات الإرهابية داخل مصر وخارجها.
 
وكان حزب النور قد أصدر قبل يومين بيانا تعليقا على اجتماع مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا، دعا فيه إلى دعم المقاومة السورية المعتدلة بالأسلحة التي تمكنها من مواجهة اعتداءات الميليشات الإيرانية والقصف الوحشي للطائرات الروسية والنظامية.
 
كما أكد في البيان أن المدنيين السوريين، خاصة في مدينة حلب، يتعرضون لحملات ممنهجة وعدوان روسي إيراني علوي سافر.
 
وانتقد الحزب، موقف النظام المصري من الأزمة السورية، قائلا إنه حري بمجلس الأمن وأعضائه من الدول دائمة العضوية غير دائمة العضوية، عدم العبث بمصير الشعب السوري من خلال مواقف ونزاعات إقليمية ودولية لا يتحمل فاتورتها سوى الشعب السوري.
 
كما تبنى الحزب بشكل واضح الموقف الرسمي السعودي، حيث أكد ضرورة الوقوف بقوة ضد مساعي بعض الدول بالمنطقة؛ لتحقيق توسع وانتشار إقليمي، من شأنه تهديد الأمن والسلم بالمنطقة خصوصا تلك المخططات التي تستهدف تغيير ديموغرافية المناطق السورية لصالح أقليات وطوائف تخدم أهداف تلك الدولة، في إشارة إلى إيران.
 
عملاء للسعودية في مصر
 
ويقود خالد صلاح، رئيس تحرير صحيفة "اليوم السابع" والمقرب من النظام الحاكم، حملة إعلامية للإطاحة بحزب النور من المشهد السياسي، مؤكدا أن الحزب ارتكب جرائم خيانة عظمى تستوجب إحالة أعضائه للمحاكمة الجنائية".
 
وقال صلاح إن الحزب يعارض الاستراتيجية المصرية في حربها على الإرهاب ويعد أحد أشكال الاختراق السعودي للسياسية المصرية، مضيفا أن قادة الحزب مجموعة من السياسيين العبيد والأنذال الذين يبيعون أنفسهم مقابل أموال المملكة.
 
وأوضح أن "النور" يدعم موقف السعودية على حساب مصر، كما يدعم المنظمات الإرهابية في سوريا والتي لها امتداد في مصر وتقتل جنود الجيش والشرطة في سيناء، مطالبا بتطهير مصر تطهيراً شاملاً منهم.
 
كما حذر صلاح النظام من أن أعضاء حزب النور سيحركون احتجاجات شعبية وفئوية في الفترة المقبلة لإحداث اضطراب في مصر ومعاقبتها على موقفها المعارض للسعودية.
 
من جانبه، قال الإعلامي خالد أبو بكر إن وجود حزب النور السلفي فى مشهد 30 يونيو كان أحد أكبر أخطاء النظام، مؤكدا، في تصريحات صحفية، أن "السلفيين لديهم مشروعات دينية مضادة للمصالح المصرية وأن وجودهم يضر بالنسيج الوطني في المرحله الحالية".
 
سيل من البلاغات ضد الحزب
 
وخلال الأيام القليلة الماضية، انهالت البلاغات من محامين مدفوعين من النظام، بحسب مراقبين، تطالب بحل الحزب والتحقيق مع قادته، حيث أجلت المحكمة الإدارية العليا يوم السبت، طعنا مقدما من مواطن قبطي لجلسة 21 كانون الثاني/يناير المقبل، يطالب فيه بحل حزب النور باعتباره حزب مقام على أساس ديني ويخالف الدستور والقانون.
 
كما تقدم أحد المحامين في مدينة الاسكندرية ببلاغ يوم الخميس الماضي، ضد قيادات حزب النور اتهمهم فيه بتجنيد بعض شباب السلفيين وإرسالهم إلى سوريا للقتال في صفوف الجماعات الإرهابية هناك، وطالب بفتح تحقيقات فورية مع رئيس الحزب وقياداته وتقديمهم للمحاكمة بتهمة التعاون مع جماعات إرهابية في الخارج والداخل.
 
وأضاف البلاغ أن رئيس الحزب يونس مخيون تلقى مبالغ مالية هائلة بلغت 200 مليون جنيه من بعض دول الخليج العربي، لتجهيز الشباب وإلحاقهم بجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي يعد تهديداً كبيرا للأمن القومي المصري بإعتبار أن تلك الجماعات المسلحة مرتبطة بجماعات إرهابية تحارب الدولة المصرية بشمال سيناء.   
 
كما أقام محام ثالث، دعوى قضائية في محافظة القاهرة يطالب فيها بتجميد نشاط حزب النور وحله بسبب موقفه الداعم لتسليح المعارضة السورية، مؤكدا أن النور حزب إرهابي يشجع العمليات الإرهابية في مصر ولا علاقة له بالسياسة.
 
عزلة برلمانية
 
وفي مشهد يعكس تعرض حزب النور لحصار سياسي تحت قبة البرلمان، أعلن الحزب عدم مشاركته في الترشح لانتخابات اللجان النوعية بمجلس النواب، في دور الانعقاد الثاني للبرلمان.
 
وكان الحزب قد قاطع، خلال دور الانعقاد الأول، انتخابات اللجان النوعية اعترافا بعدم وجود أي فرصة له للفوز بأي مقعد بعد فشله في الدخول في أي ائتلاف برلماني بعد أن رفضت كافة الأحزاب التحالف معه.
 
ويمثل حزب النور في مجلس النواب 12 نائبا فقط، بعد أن كان صاحب ثاني أكبر كتلة في برلمان 2012 بـ 112 نائبا.
 
من جهته، هاجم حزب المصريين الأحرار، الذي أسسه رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، حزب النور، وأكد في بيانه له، تلقت "عربي21" نسخة منه، أن دعمه للمعارضة السورية المسلحة يثبت تبني الحزب السلفي لوجهة النظر السعودية حيال القضية السورية والتي تتعارض مع الموقف المصري، مشددا على أن مثل هذه المواقف تضر بمصالح مصر وتزيد من التوترات في المنطقة العربية.
التعليقات (2)
امجد دباس
الأحد، 16-10-2016 12:53 م
النظام المصري يريد كل الشعب والاحزاب ان تؤيد موقفه ولم يسمع عن الديمقراطية التي تجيز لكل فرد او حزب بتبني موقفه من الامور التي تخص الدوله فالنظام المصري فاشي بامتياز
محمد علي
الأحد، 16-10-2016 08:47 ص
حزب النور أشـرف وأطهر من حكومة السيسـي المنافقه والمتخاذله في نصرة الشــعب الســوري المظلوم.