حول العالم

عقبات أمام زواج المقاتلين بسوريا: مهر مرتفع وترك السلاح

لم تتح الفرصة لقسم كبير من المقاتلين بالزواج لأسباب متعددة - أرشيفية
لم تتح الفرصة لقسم كبير من المقاتلين بالزواج لأسباب متعددة - أرشيفية
تواجه مقاتلي الفصائل السورية عقبات كبيرة في سبيل سعيهم للبحث عن زوجة، حيث تتراوح هذه الصعوبات بين المتطلبات المالية التي تفوق طاقتهم إلى اشتراط بعض الأهالي ابتعاد المقاتل عن الحياة العسكرية قبل الزواج.

وفي هذا السياق، يقول المقاتل أبو مسعود الحموي، لـ"عربي21": "تقدمت بطلب الزواج عن طريق عائلتي لعدة فتيات في مدينة حماة، وكان الجواب الرفض لأنني مقاتل لدى المعارضة، إلا أننا وجدنا إحدى العوائل المتعاطفة مع الثورة السورية، فتقدمت عائلتي لخطبة ابنتهم".

وأضاف: "انتظرنا ردهم ما يقارب الـ15 يومآ إلى حين موافقتهم، إلا أن المشكلة الأخرى التي واجهتنا هو طلبهم مبلغا ماليا كبيرا أنا غير قادر على دفعه، ولكن عائلتي وافقت على دفعه بعد عناء شديد".

أما الصعوبة الأخرى وغير المتوقعة، بحسب أبي مسعود، فهي طلب عائلة الفتاة أن يتخلى عن سلاحه ويهاجر إلى تركيا أو إلى دولة أوروبية؛ لأن المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار تقصف يوميا، عدا عن التشتت وصعوبة التنقل بين البلدات والقرى وغلاء الأسعار.

وتحدث أبو مسعود عن "حالة الجهل" التي يعيشها الأهالي داخل مناطق النظام السوري، باعتقادهم بأن الموت موجود داخل سوريا فقط ولا يوجد موت في تركيا ودول أوروبا، وفق قوله.

قرر أبو مسعود التخلي عن الفتاة لعدم قدرته على التخلي عن سلاحه، واتجه للبحث عن عائلات تقطن في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، فوجد إحدى العائلات وتقدم لطلب ابنتهم، إلا أن العائلة هذه المرة اشترطت أن يمتلك منزلا، وأن يتخلى عن القتال، كما طلبوا مبلغا يصل إلى 4000 دولار، ما بين ذهب ولباس للفتاة.

وعلق أبو مسعود قائلا: "أنا لا أملك هذا المبلغ، فرفضت الفكرة رفضا قاطعا"، مؤكدا رفضه التخلي عن القتال "حتى نصر هذه الثورة"، وفق تعبيره.

أما أبو براء اللاذقاني، وهو مقاتل آخر في فصائل الثوار، فيروي لــ"عربي21"، قصته قائلا: "خرجت من مدينة اللاذقية في عام 2013، وبعد مرور ثلاث سنوات من انتمائي لعدة فصائل منها حركة أحرار الشام، والفرقة الساحلية الوسطى، وفصائل أخرى، قررت الزواج بعد أن رأيت جميع أصدقائي من المقاتلين داخل المعسكرات يتزوجون، إلا أنه كان لدي الخوف على عائلتي المتواجدة داخل مدينة اللاذقية، فلهذا السبب قررت عدم التقدم لفتاة من مدينتي الخاضعة لسيطرة النظام السوري".

لجأ أبو براء إلى أصدقائه طالبا منهم المساعدة في البحث عن زوجة مناسبة، لعدم وجود أي أحد من أقربائه في المدينة التي يقع فيها معسكره، فعثر على إحدى العائلات عن طريق أحد رفاقه وتقدم لابنتهم، إلا أنه تفاجأ بمتطلبات العائلة التي لا تناسب مقاتلا في مثل وضعه ودخله المحدود.

يوضح أبو براء أن طلبات العائلة تلخصت في مبلغ كبير من المال (نقدا وذهبا ولباسا)، كما اشترط والد الفتاة أن يتخلى عن القتال للجوء إلى تركيا، "خوفا على ابنته من الوضع الراهن في سوريا ومن أن أقتل وتترمل ابنته، فيأست من التجربة الأولى التي أقدمت عليها وقررت تأجيل هذه الخطوة ما بعد تحرير مدينتي أو نصر ثورتنا"، وفق قوله.
التعليقات (0)