حقوق وحريات

مصر.. التحرش في العيد يطال متطوعات مكافحته (إنفوغرافيك)

التحرش في مصر
التحرش في مصر
أصبح التحرش الجماعي بالسيدات أحد أبرز الظواهر السلبية التي تشهدها مواسم الأعياد في مصر، حتى أن الفتيات المتطوعات للتوعية بخطورة هذه الجرائم لم يسلمن، هن أيضا، من التعرض للتحرش.
 
وخلال عيد الأضحى الحالي، نشرت وسائل إعلام مصرية ووسائل التواصل الاجتماعي مشاهد عديد لحوادث تحرش يقوم بها صبية لا تتعدى أعمارهم الخامسة عشر عاما لفتيات في شوارع وسط القاهرة وفي الحدائق وأمام دور السينما، دون تدخل أحد من المارة.
 
التحرش بمكافحات التحرش
 
وأعلنت إحدى مؤسسات المجتمع المدني المعنية بمكافحة التحرش وقف جولاتها الميدانية في عيد الأضحى وسحب أعضائها من الشوارع بعد تعرض المتطوعات أنفسهن للتحرش!!
 
وقالت مؤسسة "بصمة"، في بيان لها، اطلعت عليه "عربي21"، إنها أوقفت حملتها "عيد آمن بلا تحرش بعدما رفضت وزارة الداخلية توفير دوريات أمنية إلى جانب مجموعات التوعية، ما تسبب في تعرض المتطوعات المشاركات في الفعالية للتحرش في منطقة وسط القاهرة".
 
وأضاف البيان أنه "ليس من المعقول أن تستمر الفعاليات التي تهدف بالأساس إلى حماية الفتيات من التحرش ونحن لا نستطيع حماية المتطوعات من التعرض لهذا الخطر".
 
وتقول دراسة أصدرتها الأمم المتحدة في عام 2013، أن 99% من السيدات والفتيات المصريات تعرضن لنوع من التحرش في الشوارع والأماكن والمواصلات العامة.
 
"فشار ببلاش"
 
ودشنت منظمة الأمم المتحدة حملة لمواجهة التحرش في القاهرة، اعتمدت على توزيع علب فشار مجانية على المواطنين، مكتوب عليها عبارات تسخر من المتحرشين والمارة الذين يتعاملون مع هذه الظاهرة بسلبية ولا ينهرون المتحرشين، من بينها "علشان تتسلى أكتر وانت بتتفرج عليها وهو بيتحرش بيها".
 
ولاقت الحملة تفاعلا من المواطنين عندما انتشرت عربات الفشار في شوارع وميادين وسط القاهرة في أيام العيد، بسبب طرافتها وقدرتها على لفت نظر المواطنين لضرورة حماية الفتيات وتشجيع الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش على إبلاغ السلطات عما حدث لهن ومقاومته دون خجل أو شعور بالذنب.
 
وقالت "مي الشيخ"، مسؤولة الاتصالات الإقليمية بهيئة الأمم المتحدة للمرأة، في تصريحات صحفية، إن "الحملة هدفها التوعية بدور المجتمع في التصدي لهذه الظاهرة وحماية الفتيات الضحايا بدلا من إلقاء اللوم عليهن".
 
وأضافت أن الحملة تعمدت السخرية واستفزاز المارة للفت انتباههم إلى خطورة حوادث التحرش الجماعي التي تنتشر في مصر في مواسم الأعياد دون تدخل المواطنين لمنعها.
 
لكن السلطات أنهت المشهد برعونة واضحة، حينما تعاملت مع عربات الفشار التابعة للحملة باعتبارها إشغال للطريق من الباعة الجائلين، وصادرت العربات على الرغم من وجود تصريحات رسمية مع القائمين على الحملة!
 
وفي محاولة شعبية لمكافحة التحرش، أطلق نشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال عيد الأضحى تحت عنوان "#عاوزين_الشارع_أمان"، لتوعية الشباب بمخاطر جرائم التحرش الجنسي، وتوضيح الآثار الجسدية والنفسية على الضحايا.
 
وتضمنت الحملة منشورات تشجع الرجال والشباب على تقديم الدعم والمساعدة للمتعرضات للترحش والحفاظ على كرامتهن، والتقاط الصور لأنفسهم وهم يحملون لوحات عليها عبارات ضد التحرش ونشرها عبر حسابتهم الخاصة.
 
وطالبت الحملة النساء بالخروج والتنزه في العيد وعدم تجنب النزول إلى الشوارع، وعدم التنازل عن الحق في الخروج للمجتمع بأمان دون خوف من التحرش، كما دعت إلى الإبلاغ عن أي حادثة تحرش وعدم كتمان الأمر.
 
مئات الحوادث
 
وأعلنت وزارة الداخلية ضبط مئات المتحرشين في محافظات متعددة خلال العيد، ففي القاهرة تم ضبط أكثر من 50 حالة تحرش في اليوم الأول من عيد الأضحى بأماكن التجمعات بوسط القاهرة.
 
وفي الإسكندرية تم القبض على 32 متهما بالتحرش والتعرض لأنثى في الطريق العام في اليوم ذاته، وضبط 17 قضية في اليوم الثاني من العيد.
 
وفي المنيا، أعلنت مديرية الأمن ضبط 22 قضية آداب وتحرش خلال يوم أمس الأربعاء فقط، كما ضبط 30 حالة تحرش في الغربية في أول وثاني أيام عيد الأضحى فقط.
 
وعلى الرغم من ذلك، قال المجلس القومي المرأة، وهو منظمة حكومية، إن هناك انخفاضا في عدد حالات التحرش التي رصدها على مدى أيام عيد الأضحى مقارنة بالسنوات السابقة. 
 
وأرجع المجلس ذلك، في بيان له يوم الأربعاء، تلقت "عربي21" نسخة منه، إلى "كثافة التواجد الأمني في الأماكن التي شهدت زيادة نسبة التحرش الأعوام الماضية، بالإضافة إلى تعديل قانون العقوبات الذي غلظ العقوبات على التحرش الجنسي ما خلق ردعا عاما لكل من يفكر في الاعتداء على أنثى".
 
وكان عدلي منصور الرئيس المؤقت المعين عقب الانقلاب أصدر تعديلا قانونيا في يونيو 2014 نص على المعاقبة بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وتصل إلى خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 3 آلاف جنيه ولا تزيد على 5 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، لمن يتحرش بأنثى في مكان عام أو خاص".


التعليقات (0)