سياسة عربية

هل يفتعل الانقلاب الأزمات حتى يتدخل العسكر بحلول سحرية؟

نشطاء اعتبروا بيان الجيش دليلا على افتعال الأزمة ليتدخل لحلها ثم يسيطر على تلك التجارة - أرشيفية
نشطاء اعتبروا بيان الجيش دليلا على افتعال الأزمة ليتدخل لحلها ثم يسيطر على تلك التجارة - أرشيفية
بشرى سارة لطوابير "الألبان".. القوات المسلحة تتدخل لإنقاذ أطفال مصر، كان عنوانا مشتركا لعدد من المواقع الإلكترونية المصرية بعد أزمة اختفاء "لبن الأطفال" المدعم وتظاهر الأهالي الخميس الماضي، حيث جاء الحل السحري لإنقاذ الرضع على يد المؤسسة العسكرية التي قامت بطرح 30 ألف علبة لبن دفعة واحدة بالصيدليات ومراكز التوزيع الحكومية.

تلك "المانشيتات" دفعت عددا من المصريين لطرح أسئلة عدة أولها: من أين أتى الجيش بـ30 ألف علبة مستوردة؟ ولماذا كان يحتفظ بتلك الكمية مع وجود الأزمة؟ ولماذا لم يطرح ما لديه إلا بعد تظاهر المواطنين الذين وجدوا معاملة طيبة من قوات الأمن –على غير المعتاد- رغم قطعهم طريق الكورنيش الحيوي بالقاهرة؟ وغيرها من الأسئلة التي تفتح بابا للشك بأن الجيش افتعل تلك الأزمة ليظهر أنه المنقذ دائما.
 
مصنع ألبان الجيش

 تصريح خاص لموقع برلماني التابع لصحيفة "اليوم السابع" المقربة من سلطات الانقلاب، الخميس، كشف نية الجيش تأسيس مصانع للألبان، على لسان عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب مكرم رضوان، والذي أكد فيه أن اللجنة اتفقت على إسناد حل المشكلة وتوفير ألبان الأطفال للقوات المسلحة، عبر توفير العملة الصعبة والدولارات للمستوردين، أو الاستيراد عن طريق القوات المسلحة مباشرة، إضافة إلى إنشاء القوات المسلحة لمصانع حربية للأدوية وألبان الأطفال. 
 
وفي مقال له بموقع "دويتشه فيله" تعليقا على الأزمة قال الإعلامي المصري يسري فودة: "المصريون وصلوا في هذه المسألة إلى قناعتين إحداهما أسوأ من الأخرى، إن كان الجيش يعلم مسبقا عن الأزمة فتلك مصيبة، وإن كان لا يعلم فلماذا يوجد منتَج من هذا النوع تحت تصرفه؟"، وأشار إلى أن مصر تحولت من "دولة لها جيش" إلى"جيش له دولة".
 
وثيقة عزوز
 
كما عرض الكاتب الصحفي المعارض سليم عزوز وثيقة عبارة عن خطاب استغاثة من الشركة المصرية لتجارة الأدوية، إحدى شركات قطاع الأعمال المملوكة للدولة موجه لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بعد سحب وزارة الصحة استيراد وتوزيع الألبان منها وإسناده إلى جهة سيادية.
 
وتحت عنوان خطير ورهيب وكارثي عرض عزوز، الوثيقة، وأكد أن المشكلة بدأت بقرار من وزير الصحة بوقف استيراد الألبان الذي تقوم عليه شركة تابعة لوزارة الصحة، بدعوى قيام جهة سيادية بالمهمة، ما دفع بالشركة للاستغاثة بالسيسي دون أن تعلم أن تلك الجهة السيادية هي الجيش، وأكد عزوز أن القصة مرتب لها حتى يستولي الجيش على ملف استيراد ألبان الأطفال بين مئات الملفات الاقتصادية التي سيطر عليها.
 


بيان الجيش
 
وأصدرت القوات المسلحة بيانا، السبت، قالت فيه إنها "لاحظت قيام الشركات المختصة باستيراد عبوات لبن الأطفال باحتكار العبوات للمغالاة في سعرها، ما تسبب في زيادة المعاناة على المواطن البسيط".
 
وتابع البيان أن القوات المسلحة ستقوم بالتعاقد على عبوات الألبان نفسها، لمنع الاحتكار الجشع لدى التجار والشركات العاملة في مجال عبوات الألبان، مطالبة الشعب بألا ينساق وراء تلك الشائعات والحملة المغرضة التي شنتها شركات استيراد الألبان بهدف التأثير على الرأي العام، حسب البيان.



ردود النشطاء
 
اعتبر نشطاء بيان الجيش دليل على افتعال الأزمة ليتدخل لحلها ثم يقوم بعد ذلك بدوره بالسيطرة على تلك التجارة وضمها إلى قائمة البيزنيس العسكري، وفند متابعون وأطباء ومتخصصون عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما جاء في بيان المتحدث العسكري.

وعبر موقع "فيسبوك"، انتقد الطبيب خالد عبد الهادي بيان الجيش وقال: "أولا الشركة التي تستورد الحليب شركة قطاع عام، يعنىيلا يهمها أن تحتكر أي شيء، وسعر العلبة كان أقل من عشرة جنيهات ارتفعت إلى 17 جنيها، وعندما يتدخل الجيش في مثل تلك الأزمات فعليه البيع للتخفيف عن المواطنين لا للربح ليصل سعر العلبة إلى 30 جنيها".
 
أما أحمد حامد محمد فنفى ما ادعاه بيان الجيش من تلاعب الشركات والتجار بأسعار الألبان، وجاء رده كالتالي: "مع احترامي لكلامك سيادة العميد لبن الأطفال بيدخل في منظومة الدواء ويتم تسعيره إجباريا، والدواء كما تعلم ومنه اللبن لا يمكن رفع أسعاره من قبل الصيدلي أو المستورد، كما أن شركات التوزيع عليها رقابة مثل شركات ابن سينا، والمتحدة، وفارما أوفر سيز،والمؤسسة (شركة قومية حكومية)".

اعتراف واستغلال

أما حساب باسم "عمر بن الخطاب" فقد قال عبر "فيسبوك" أيضا: "وده أول اعتراف بتجارة الجيش في لبن الأطفال، وتأكيد كمان أن عندهم مخزون لأن مش ممكن في 12 يوم حد يلحق يدور ويفحص ويتعاقد ويدبر عملة صعبة ويدفع ويشحن بالبحر أو حتى بالجو علشان تكون العبوات هنا يوم 15 أيلول/ سبتمبر، وكمان نصابين في السعر واستغليتم الأزمة لرفع الثمن للضعف من 17 جنيها إلى 30 جنيها مرة واحدة".

وتحدث محمود عصام عن سلسة مصانع ومشروعات المؤسسة العسكرية، وقال: "طيب وماذا بعد لبن الأطفال، ومحطات البنزين، وأفران العيش، والكيك والبسكويت، والمشاريع العملاقة؛ ماذا تبقى للمستثمرين كي يأتوا إلى مصر؟ ومن يستطيع أن ينافس القوات المسلحة أصلا؛ إذا كانوا معفين من الضرائب والجمارك وتقدم لهم الخدمات مجانية؟ من ينافسهم وكيف سيشجعون الاستثمار؟".

فيما قال الإعلامي أسامة جاويش ‏عبر صفحته بموقع "تويتر": "#المتحدث_العسكري ببيانه الأخير عن أزمة ألبان الأطفال بيثبت بغباء منقطع النظير ما قلناه من فترة أن الجيش هو المافيا وهو السبب في الأزمة".
التعليقات (1)
مصري
الأحد، 04-09-2016 09:43 ص
نعم لكل المغفلين من مؤيدي الخسيسي ، منذ بداية إنقلاب 52 والجيش وراء كل أزمه أو كارثه أو هزيمه أو مصيبه حدثت أو تحدث أو ستحدث في مصر وأبحث عن مافيا العسكر ( تجار حرب ) المنتفعين والمستغلين لكل نكبة تحل بمصر وشعارهم هو مصائب قوم عند قوم فوائد ، وليظل المغفلين علي غفلتهم ولتضعوا عقولكم أسفل أقدامكم .