ملفات وتقارير

المعارضة تسيطر على كلّيّتي التسليح والمدفعية في حلب (فيديو)

صورة بثتها "فتح الشام" قالت إنها لعدد من عناصرها داخل كلية المدفعية - تويتر
صورة بثتها "فتح الشام" قالت إنها لعدد من عناصرها داخل كلية المدفعية - تويتر
سيطرت فصائل مقاتلة وجهادية، السبت، في معركة "مصيرية" على مواقع استراتيجية جنوب مدينة حلب في تقدم من شأنه في حال تثبيت مواقعها الجديدة أن يساعدها على فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام على احياء المدينة الشرقية.

وتدور منذ الاحد معارك عنيفة جنوب غرب حلب، إذ كانت الفصائل أطلقت هجمات عدة ضد قوات النظام أولها يوم الأحد الماضي، إلا أن الهجومين الأعنف شهدتهما منطقة الكليات العسكرية الجمعة والسبت.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "سيطرت فصائل مقاتلة وجهادية ضمن تحالف جيش الفتح على كلية التسليح والجزء الأكبر من كلية المدفعية في جنوب غرب مدينة حلب"، مشيرا إلى أن المعارك مستمرة في الأجزاء القليلة المتبقية من الكلية المدفعية والكلية الفنية الجوية إلى الشمال منها. 

ويقود المعارك تحالف "جيش الفتح" وعلى رأسه جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وحركة أحرار الشام.

وأوضح عبد الرحمن "في حال ثبتت الفصائل مواقعها ستتمكن من قطع آخر طرق الإمداد إلى أحياء حلب الغربية ناريا وبالتالي محاصرتها".

وبعد تثبيت مواقعها في الكليات العسكرية، من المفترض أن تواصل الفصائل تقدمها شرقا باتجاه حي الراموسة المحاذي والذي من شأن السيطرة عليه أن يمكنهم من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع بالكامل طريق الإمداد إلى الأحياء الغربية.

وتشهد مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا وعاصمتها الاقتصادية سابقا منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية حيث يعيش 250 الف شخص وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية التي يسكنها حوالى مليون شخص. وباتت الاحياء الشرقية محاصرة بالكامل من قبل قوات النظام منذ 17 تموز/يوليو.

ووسط هذه التطورات، أكد الإعلام الرسمي السوري أن المعارك لا تزال مستمرة، وقد أرسل الجيش تعزيزات إلى محيط الكليات، بحسب التلفزيون الرسمي.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن "المجموعات الإرهابية عاودت فجر اليوم الهجوم بأعداد كبيرة على محور الكليات العسكرية حيث تخوض الوحدات المدافعة معارك
واشتباكات عنيفة مدعومة بإسناد من سلاحي الجو والمدفعية في الجيش العربي السوري".

وأكد عبد الرحمن من جهته ان "قوات النظام السوري حاليا في موقع صعب جدا برغم الغارات الجوية الروسية التي تدعمها".

أما جبهة فتح الشام فأعلنت من جهتها صباح السبت على حسابها على خدمة تلغرام سيطرة "المجاهدين" على كلية التسليح وكلية المدفعية وكتيبة التعيينات، مؤكدة في وقت لاحق "بدء اقتحام" الكلية الجوية الفنية.

وأعلنت فصائل غرفة عمليات (جيش الفتح) الجمعة، بدء استهداف نقاط قوات النظام في حي الراموسة بحلب، تمهيدا لاقتحامها، وفك الحصار عن المدينة.

وتمكنت المعارضة المسلحة من أسر عدد من قوات النظام ومليشياته، ومن بين الأسرى العميد حسن معلا، الذي أسر في أثناء محاولته الهرب من كلية المدفعية، وبث ناشطون ميدانيون صورة للعميد (معلا) بعد تعرضه لإصابات طفيفة.

وسيطرت فصائل غرفة عمليات جيش الفتح الجمعة على كل من كلية التسليح وكلية البيانات ومبنى الضباط في منطقة الراموسة، ومقالع الشرفة وكتيبة الصواريخ جنوب مدينة حلب، بعد تمهيد مدفعي عنيف، واستهداف قوات النظام في كلية المدفعية بمفخخة.

وأفادت جبهة فتح الشام، من خلال حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن عناصرها كسروا الخط الدفاعي الأول والثاني، ودخلوا بوابة كلية المدفعية وجرت اشتباكات داخلها، وسيطروا على مبنى الضباط وكلية البيانات وكلية التسليح في الراموسة، بعد استهداف كلية المدفعية بمفخخة يقودها أحد عناصرها، كما سيطرت على أول مستودع للذخيرة داخل كلية المدفعية.




ومن جهته، أعلن جيش السنة من خلال حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، عن سيطرة الثوار على كتيبة الصواريخ ومقالع الشرفة جنوب مدينة حلب، كما دمر الثوار قاعدة إطلاق صواريخ لقوات النظام متمركزة فوق بناء المول في “مشروع 3000 شقة” بحلب.

وكانت بدأت فصائل غرفة عمليات جيش الفتح اليوم التمهيد بأنواع الأسلحة كافة على كلية المدفعية في حي الراموسة بحلب، وذلك عقب الإعلان عن بدء المرحلة الثالثة من معركة فك الحصار عن مدينة حلب، التي تهدف إلى السيطرة على كلية المدفعية وحي الراموسة غربي حلب.

وقال الناطق العسكري لأحرار الشام “أبو يوسف المهاجر”، في تسجيل مصور نشرته الحركة على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، إن المرحلة الثالثة من معركة فك الحصار عن مدينة حلب بدأت، وتشارك فيها فصائل جيش الفتح.

وأضاف بأن التمهيد بدأ على مدرسة المدفعية التي تضم كليات المدفعية والفنية الجوية والتسليح، وأن المرحلة الثالثة جاءت بعد استكمال المرحلتين الأولى والثانية.




وقال القائد العسكري في الفوج الأول التابع للثوار قاسم أبوعلي، إن الهجوم بدأ بتمهيد ناري على مواقع قوات الأسد في مقالع الشرفة وكلية التسليح، تبعه اقتحام الثوار للموقعين، مضيفا أن سيارة مفخخة تم تفجيرها في كلية المدفعية، ما مكن الثوار من الدخول إليها والسيطرة على مستودعات الذخيرة ومباني التدريب والقيادة.

وأشار أبو علي إلى أن عناصر قوات الأسد هربت باتجاه المدرسة الفنية الجوية التي تجري الاشتباكات على أطرافها، مؤكدا أنه لم يتبقَ بين الثوار والمدينة المحاصرة سوى 500 متر.

بدوره قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن "شنت الفصائل المقاتلة الجمعة هجوما عنيفا في محور الكليات العسكرية جنوب غرب حلب، وتمكنت من السيطرة على أجزاء فقط من كليتي التسليح والمدفعية" المحاذيتين لمنطقة الراموسة.

ويسعى مقاتلو الفصائل إلى السيطرة على حي الراموسة، ما سيمكنهم من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق إمداد رئيسي لقوات النظام والمدنيين في الأحياء الغربية من حلب.

وأوضح عبد الرحمن أنه "في حال تمكنت الفصائل من السيطرة على الكليتين، تكون بذلك قطعت طريق الإمداد الوحيد إلى الأحياء الغربية"، ويفترض بها بعد ذلك أن "تواصل تقدمها شرقا باتجاه الراموسة لفتح طريق جديد للأحياء الشرقية، وبالتالي كسر حصار قوات النظام عنها".

حياة أو موت

لكن العملية ليست بهذه السهولة، يؤكد عبد الرحمن، إذ إنه "من الصعب جدا أن يسمح النظام السوري وحليفته روسيا بمحاصرة الأحياء الغربية، أو كسر حصار الأحياء الشرقية".

وأضاف: "إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة للنظام وروسيا"، مشيرا إلى أن الجيش السوري شن هجوما مضادا يرافقه قصف جوي عنيف في محاولة لطرد المقاتلين من المواقع التي تقدموا فيها.

النظام ينفي أنباء تقدم الثوار

من جهته، أكد التلفزيون السوري الرسمي أن "وحدات من الجيش العربي السوري تحبط هجوم الإرهابيين عند محور الكليات جنوب غرب حلب، وتوقع مئات القتلى في صفوفهم وتدمر عرباتهم".

وقال الجيش إنه أحبط الهجوم على قاعدة المدفعية وثكنتين كبيرتين، وإن مئات المسلحين قتلوا ودمر أغلب عتادهم ودباباتهم. وأضاف الجيش أن هذا أكبر هجوم للمعارضة على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في العام المنصرم.

وذكر مراسل للتلفزيون الحكومي أن الجيش أحبط عددا من الهجمات الانتحارية شنها مسلحون إسلاميون اقتربوا من الأكاديمية في الراموسة.

معركة تقلب الموازين

وتتفق الأطراف المتنازعة في سوريا على أهمية معركة مدينة حلب، وكان وصفها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في أحد خطاباته بـ"المعركة الاستراتيجية الكبرى". ويشارك حزب الله إلى جانب قوات النظام السوري في القتال في معركة حلب.

وفي تسجيل صوتي الخميس، أكد زعيم جبهة فتح الشام أبو محمد الجولاني أن نتائج هذه المعركة "تتعدى.. فتح الطريق عن المحاصرين فحسب، بل إنها ستقلب موازين الصراع في الساحة الشامية، وتقلب طاولة المؤامرات الدولية على أهل الشام، وترسم ملامح مرحلة جديدة لسير المعركة".

وانتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الجمعة، مجددا دعم روسيا للنظام السوري. وقال خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون: "أنا لست متأكد من أن بإمكاننا الوثوق بالروس وبفلاديمير بوتين، ولهذا السبب علينا أن نجري تقييما بشأن ما إذا كنا سنتمكن من الوصول إلى وقف فعلي للأعمال العدائية أم لا".

وأضاف: "ربما تكون روسيا غير قادرة على الوصول إلى ذلك، إما لأنها لا تريد ذلك، وإما لأنها لا تمتلك نفوذا كافيا على الأسد".





التعليقات (1)
مُواكب
السبت، 06-08-2016 06:02 ص
لا اتفق مع رامي عبد الرحمن في تأكيده على أن معركة حلب هي بالنسبة للروس والأسد مسألة حياة أو موت. زعيم المافيا الروسية، بوتين، لا يُفكر بالموت، بل هو يعمل عمل من يعتقد أنَّه خالد في الأرض. وبشار أسد زعيم مافيوي آخر ليس أقل تمسكا بالحياة، وأكثر من بوتين، هو يُؤله نفسه بحسب معتقداته العلوية الباطنية. ليس بشار أول زعيم علوي يُؤله نفسه من قبله علوي آخر، سليمان المرشد، كان إلها علويا، ونظرا للمصير السيء الذي لقيه كف العلويون عن تسمية آلهة علنية لهم. المسألة تكمن في أن روسيا والأسد لا يتصورون أن الثوار بإمكانهم الانتصار عليهم، وهذا هو الاحتمال الوحيد القابل للتحقيق. على الدوام نتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه تابع للنظام، وهذا ما يتضح في تقديرات مُديره حول عزم الثوار حصار الأحياء الغربية في حلب وفك الحصار عن الأحياء الشرقية. ليس هناك من يعرف الروس والنظام أكثر من الثوار، والعكس غير صحيح، لماذا؟ الثوار مؤمنون، وطبيعة المُؤمن تختلف عن الآخرين. هذا هو الفرق الأساسي. لم يعد في جُعبة الأسد سوى أن يطلب من روسيا ضرب حلب بالقنبلة الذرية، وقد يكون هذا ما سيحدث. باعتراف بوتين نفسه فإن أحد أسباب غزوه لسورية هو تجربة السلاح الروسي الغير مُستعمل من قبل، والقنبلة الذرية هي إحدى هذه الأسلحة.