طب وصحة

دراسة: نصف وصفات أدوية الكآبة لأشخاص ليسوا مصابين بالمرض

تقول الدراسة إن أطباء يصرفون أدوية الكآبة لأمراض لا يستطيعون تحديدها أو تحديد علاجها - تعبيرية
تقول الدراسة إن أطباء يصرفون أدوية الكآبة لأمراض لا يستطيعون تحديدها أو تحديد علاجها - تعبيرية
كشفت دراسة حديثة أن ملايين الناس يتعاطون مضادات الاكتئاب، بوصفها وسيلة للعلاج، فيما يصف بعض الأطباء هذه الأدوية للمرضى لمعالجة مشكلات ليس لها أي علاقة بهذا المرض.

وبحسب تقرير نشرته مجلة "تايم" الأمريكية، وترجمتها "عربي21"، فإن الباحثين راجعوا السجلات الطبية الإلكترونية خلال الأعوام العشرة الماضية، واستعرضوا من خلالها أكثر من 100 ألف وصفة طبية مكتوبة لأدوية الاكتئاب، صرفت من قبل 160 طبيبا لما يقارب 20 ألف مريض.

وكانت النتيجة التي توصل لها الباحثون أن ما يقارب 50 في المئة من الوصفات الطبية التي قدمت للمرضى كانت لمشكلات تتعلق بالاضطراب، وليس لها أي علاقة بالاكتئاب، مثل القلق، والأرق، والأوجاع، واضطرابات شرود الذهن، والشره المرضي.

وقالت صاحبة الدراسة، جينا وونغ، الحاصلة على درجة الدكتوراه والزميلة في جامعة ماكجيل بمونتريال في كندا، إن هذه الظاهرة مثيرة للاهتمام.

وأضافت وونغ: "لقد سمعت في الأوساط الطبية والعلمية أن هناك اشتباها بين الأطباء بأنهم عادة ما يصفون مضادات الاكتئاب لاستخدامات أخرى لا تتعلق بالمرض"، وأكدت أن الأصناف الرئيسية من مضادات الاكتئاب، أصبحت تصرف بشكل أكبر مع مرور الوقت.

ونوهت وونغ إلى أن هذا الاكتشاف أثار قلقا بين الباحثين في الحقل الطبي، لعدة أسباب، أولها أن العلماء أرادوا التأكد فيما إذا كان وصف مضادات الاكتئاب مع مرور الزمن يتم لعلاج المرض ذاته، مشيرا إلى أن البيانات أظهرت وصف الدواء بغرض استخدامات وعلاجات أخرى.

وشددت وونغ على أن المشكلة تكمن في أن وصف أدوية الاكتئاب لعلاج بعض الأمراض لا يستند إلى أي دليل علمي.

وأكدت أن وصفات مضادات الاكتئاب كانت تصرف لمشكلات طبية أخرى، مثل الصداع النصفي، دون وجود قاعدة علمية يتم الارتكاز عليها لاستخدام هذه المضادات كعلاج، الأمر الذي أثار تساؤلات حول سبب وصف الأطباء لهذه الأدوية في حالات غير الاكتئاب.

وأشارت صاحبة الدراسة إلى أن الباحثين توصلوا إلى أن الأطباء كانوا يصفون مضادات الكآبة لاستخدامات أخرى؛ لأنها كانت الملاذ الأخير لهم، خاصة بالنسبة للأمراض التي لا يتوافر لها علاج دقيق.

من الجدير بالذكر أن العلماء لم يتوصلوا لفهم دقيق لكيفية عمل مضادات الاكتئاب لعلاج المرض، في الوقت الذي لم تثبت فيه الأدلة العلمية أنها تعمل على تخفيف بعض الأعراض.
التعليقات (0)