حسم مؤتمر حركة
النهضة التونسية، رسميا، مسألة الفصل بين الدعوي والسياسي بمؤتمرها العام العاشر الذي ينهي الأحد أعماله، بعد يومين من المداولات، فيما يشهد المؤتمر خلال الساعات القادمة أهم اللحظات، حيث ستتمّ مناقشة القانون الأساسي الذي تباين الحديث حوله في وقت سابق.
وتفيد التسريبات التي بلغت "
عربي21" من داخل مؤتمر الحركة، بوجود اختلافات كبيرة في وجهات النظر حول تنقيح القانون الأساسي، وصلاحيات رئيس الحركة، وتسيير الحزب من خلال إحداث مكتب تنفيذي؛ وطريقة اختيار أعضائه.
ورأى متابعون للمؤتمر أنّ التصويت على تعديلات القانون الأساسي لن يكون سهلا وقد يطول النقاش حوله، حيث سيكون له تأثير غير مباشر على التوازنات داخل الحركة، وعلى تركيبة مجلس الشورى والمكتب التنفيذي؛ بين شقين رئيسين داخل الحركة برزا منذ المؤتمرات المحلية والجهوية.
عناوين الانفتاح
وفي السياق ذاته، أفاد عضو مجلس الشورى ناجي الجمل في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، الأحد، بأن التعديلات المتعلقة بطريقة إفراز المكتب التنفيذي، بحيث يتم اقتراح الأعضاء من رئيس الحركة ويزكيهم مجلس الشورى بأغلبية الأعضاء، "سيكون من الصعب تمريرها"، وفق تقديره.
ويتمثل التعديل المقترح، بحسب الجمل، في "أن يكون المكتب منتخبا جزئيا أو كليا من مجلس الشورى". وأضاف: "بالنسبة إلى نقطة العضوية في الحركة والتي كانت على درجتين، فإن المؤتمر يقترح التخلي فيها عن مسألة فرض التزكية من قبل عضوين من الحزب لقبولها، وهي أيضا تعد من عناوين الانفتاح في هذا المؤتمر".
وأضاف الجمل أنّ التصويت على لائحة الفصل بين الدعوي والسياسي "كان الثالث في الترتيب على مستوى الأصوات المتحصل عليها"، وفق تعبيره.
ونفى القيادي عبد اللطيف المكي الأنباء التي تتحدث عن ترشحه لرئاسة الحركة "ممثلًا للخيار المنادي بانتخاب المكتب التنفيذي وليس تعيينه"، وقال في تصريح لوكالة الأناضول: "لن أرشح نفسي التزاما بتقاليد الحركة في النهضة (لا يترشح الناس للقيادة بل يقع ترشيحهم من قبل أعضاء آخرين)، لكن إذا وُجِد تيار أراد أن يرشحني أدرس الموضوع، وهناك إخوة أفضل مني للترشح لكن لا أنفي هذا الاختيار نهائيا إذا رأى فيه الإخوة مصلحة"، كما قال.
شراكة مسنودة بقانون
وتابع المكي: "نحبذ رئاسة الشيخ راشد للحركة في إطار انتخاب المكتب التنفيذي والشراكة المسنودة بالقانون (الانتخاب)، وليس في إطار مكتب تنفيذي معين ومزكى، ويمكن أن توجد ترشيحات أخرى غير الشيخ راشد حتى وإن لم يهيأ لها بجدية منذ زمن".
العريض الابن ينتقد أباه
من جهة ثانية، قالت صحيفة "الشروق" اليومية إنّ النقاش، السبت، كان ساخنا أحيانا، ما جعل رئيس المؤتمر علي العريض يقرّر التخلي عن بعض المداخلات والاقتصار على حوالي 30 مداخلة فقط، وهو ما أثار حفيظة عدد من المؤتمرين واحتجاج هشام العريّض، نجل رئيس المؤتمر، الذي اعتبر ذلك إخلالا في إدارة المؤتمر.
وحول غياب القياديين البارزين عامر العريض وسمير ديلو عن أعمال افتتاح المؤتمر العاشر للحركة، قال القيادي العجمي الوريمي إن ذلك "ليس بسبب خلافات كما تمّ ترويجه"، مضيفا في تصريح لصحيفة "الصباح" اليومية، الأحد، أن ديلو والعريض "من مهندسي المؤتمر العاشر للنهضة".
يشار إلى أن اللوائح التي تمّت المصادقة عليها حتى إعداد هذا التقرير؛ هي: لائحة التقييم، واللائحة الفكرية، واللائحة الاقتصادية والاجتماعية، واللائحة السياسية، ولائحة الخيار الاستراتيجي، ولائحة الأمن ومكافحة الإرهاب، ولائحة هيكلية الحزب.
ويجري في هذا الوقت مناقشة القانون الأساسي للحركة قبل المصادقة عليه، فيما سيتم أيضا انتخاب مجلس الشورى ورئيس الحركة قبل اختتام المؤتمر أعماله.