ملفات وتقارير

حكومة كاميرون تستخدم أساليب الحرب الباردة للتأثير بالمسلمين

1300x600
1300x600
تابعت جريدة "الغارديان" البريطانية كشف تفاصيل البرنامج السري لحكومة ديفيد كاميرون لمواجهة "دعاية تنظيم الدولة" في أوساط الجالية المسلمة في المملكة المتحدة، حيث وصف تقرير استقصائي للجريدة البرنامج الحكومي بأنه "يستلهم تجارب الحرب الباردة".

وبحسب "الغارديان"، فإن البرنامج هو عمل مشترك بين وحدة "بريفينت" (إمنع) لمحاربة التطرف وبين وحدة البحث والمعلومات والاتصالات في وزارة الداخلية "ريكو". ويستخدم البرنامج أساليب قديمة كانت مألوفة إبان الصراع مع الاتحاد السوفييتي والشيوعية، ولكنه يستهدف هذه المرة المسلمين، سواء كانوا في بريطانيا أم في الشرق الأوسط.

وفي ما يأتي النص الكامل لتقرير "الغارديان" بترجمة عربي21:

داخل ريكو، وحدة الدعاية الغامضة التي تستلهم تجارب الحرب الباردة تكشف "الغارديان" عن خفايا حملة تستهدف منع مسلمي المملكة المتحدة من الوقوع في حبائل الدولة الإسلامية
 
تقرير من إعداد: إيان كوبين أليس روس، روب إيفانز، ومنى محمود

الوحدة الحكومية الغامضة في قلب حملة التواصل الاستراتيجي السرية، استلهمت من برنامج دعاية سري كان يستخدم أثناء الحرب الباردة.

ولكن، بينما كان الهجوم أثناء الحرب الباردة يستهدف الشيوعية والنقابات العمالية والصحف في الدول النامية، فإن العملية الحالية تستهدف المسلمين، سواء منهم من كان في بريطانيا أم في الشرق الأوسط.

عنصر الحملة الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له هو برنامج "بريفينت" (امنع) لمكافحة التطرف، وهو برنامج تنفذه وحدة البحث والمعلومات والاتصالات في وزارة الداخلية، والتي تسمى أيضا "ريكو".

المسؤولون في ريكو يكرهون كلمة الدعاية، ويفضلون استخدام مصطلح "الاتصالات الاستراتيجية". يرد تفصيل الطموحات غير العادية لهذه الاتصالات في وثائق "ريكو" التي اطلعت عليها صحيفة "الغارديان". تقول إحدى الأوراق: "تهدف الاتصالات الاستراتيجية إلى إحداث تغيير في السلوك والتصرف".

على مدى عامين تقريبا كان تركيز "ريكو" منصبا على تنظيم الدولة الإسلامية، والذي أثبتت دعايته المبثوثة عبر الإنترنت أنها قوية ومؤثرة. يقدر عدد الرسائل التي يبثها تنظيم الدولة الإسلامية عبر الإنترنيت بثماني عشرة رسالة في اليوم الواحد، كثير منها لا يظهر عنفا وإنما صورا للزهور والقلاع والجداول المنسابة، وذلك بهدف التأكيد على الجمال الطبيعي الذي تحظى به المناطق الخاضعة للتنظيم. ولمواجهة ذلك، تقول ريكو سرا إنها تعمل بجد وسرعة.

وبينما تنتج هذه الوحدة بعض الاتصالات المصنفة حكومياً، فإن أهم ما يميز رسائلها المناهضة للتطرف هو أنها تبث من خلال "حملات سرية تدعمها ريكو دون الاعتراف بدعم الحكومة البريطانية لذلك".

وتستخدم الوحدة "اليوتيوب" و"التويتر" و"الفيسبوك"، وكذلك بعض وسائل الدعاية التقليدية مثل تغذية الصحافة، بما في ذلك صحيفة "الغارديان"، بالتقارير والقصص، كما أنها تستخدم أيضا المطويات والمنشورات.

تحت مظلة "بريفينت"

تقع "ريكو" داخل مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب في المقر الرئيس لوزارة الداخلية بمنطقة ويستمنستر. والذي أسس الوحدة هو تشارلز فار، الضابط السابق في جهاز المخابرات MI6 بعد انتقاله إلى وزارة الداخلية مباشرة في عام 2007.

والنموذج الذي شكلت بناء عليه وحدة "ريكو" هو دائرة البحث والمعلومات، وهي وحدة الدعاية التي أسستها في عام 1948 حكومة آتلي. ومن المهام التي كانت تقوم بها دائرة البحث والمعلومات منذ تأسيسها إلى أن أغلقت في عام 1977 خداع الصحفيين والأكاديميين واستهداف النقابيين.

وكان فار قد أخبر نواب البرلمان بأن للوحدة وظيفتين. أما الوظفية الأولى فتوجيه المسؤولين "من قائد الكتيبة في إقليم هيلماند إلى قائد الشرطة في يوركشير وإسداء النصح لهم في ما يتعلق باللغة التي ينبغي أن يستخدموها لوصف الإرهاب ورد فعل الحكومة عليه. وأما الوظيفة الثانية فهي الوقوف بالمرصاد لدعاية "القاعدة" ومشتقاته.

جزء من تمويل الوحدة مصدره الميزانية المخصصة لمشروع "بريفينت"، برنامج مكافحة التطرف المثير للجدل، وقد زادت المخصصات المالية المرصودة للوحدة بشكل مضطرد حيث وصلت ميزانيتها للعام 2015/ 2016 إلى سبعة عشر مليون جنيه إسترليني، وهذا يزيد على خمسة أضعاف ما كانت عليه الميزانية قبل ثلاثة أعوام فقط.

وظفت وحدة "ريكو" ضمن طاقمها خبراء في اللغة وفي علم النفس وفي الأنثروبولوجيا، بالإضافة إلى خبراء في مكافحة الإرهاب، وخبراء في الإعلام الرقمي، ومنتجي الأفلام، ومستشاري الدعاية والتسويق. وتتكون الوحدة من ثلاثة أقسام: أما الأول، فهو عبارة عن فريق للرصد والتنسيق لمراقبة ودراسة وسائل الإعلام الرقمية والتقليدية؛ وأما القسم الثاني، فهو عبارة عن فريق متخصص في دراسة ردود أفعال الجمهور؛ بينما القسم الثالث، عبارة عن فريق لتنظيم الحملات المحلية والدولية التي من خلالها يسعى لتوصيل الدعاية غير المعلنة.

عندما كشفت وزارة الداخلية النقاب عن برنامج "بريفينت" في يونيو (حزيران) من عام 2011، فقد أعلنت أن تأثير ريكو "متقلب"، وأن ثمة حاجة إلى جهد أكبر من أجل "التعرف على شركاء ذوي مصداقية" وتطوير سرديات أقوى وكذلك "منتجات للسرديات المضادة على درجة عالية من الحرفية".

في يناير (كانون الثاني) من العام التالي أخبرت وزيرة الداخلية تيريزا ماي لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني بأن "ريكو" كانت "تقوم باختبار مقاربات إبداعية لمواجهة الرسائل الأيديولوجية".

ثم بنهاية السنة أصبح للوحدة رئيس جديد هو ريتشارد تشوك، والذي كان قبل ذلك مرشحا برلمانيا عن حزب المحافظين ومسؤولاً عن الاتصالات داخل الحزب، وجاء إلى الوحدة من بغداد حيث عمل هناك في مؤسسة بريطانية للعلاقات العامة اسمها "بيل بوتنغر". وكان العمل الذي يقوم به – على الرغم من أن بعضه لا يزال طي الكتمان – يشتمل على "عمليات معلوماتية" الغرض منها هو تقويض حركات التمرد.

وإثر عودته إلى بريطانيا، عمل مدير موظفين لدى سيده وارسي التي كانت حينها تشغل منصب نائب رئيس حزب المحافظين. وتقول وزارة الداخلية إنه وُظف ليترأس وحدة ريكو نظرا لما يتمتع به من خبرات في مجال الاتصالات الاستراتيجية ضمن مكافحة الإرهاب.

وتحت قيادة تشوك بدأت وحدة "ريكو" في التواصل مع المسلمين البريطانيين بشكل يذكر بعمليات مكافحة التمرد المسلح أكثر مما يذكر بحملات المعلومات العامة التقليدية: نشر الرسائل من خلال استخدام الخداع والمكائد.

كثير من العمل تناط مهام القيام به بمقاولين. والمقاول الذي يحظى بمكانة خاصة عند وحدة "ريكو" هو مؤسسة "بريكثرو ميديا نيتوورك لميتد"، وهي شركة تتخذ لنفسها مقرا في مبنى تجاري غير معروف يقع بالقرب من محطة "ووترلو" في وسط لندن. لا يوجد في الداخل ما يشير إلى طبيعة العمل الذي تقوم به الشركة سوى سلسلة من الأبواب المغلقة وكاميرات الرقابة والتصوير.

وكما هو حال تشوك، فقد كان سكوت براون، وهو واحد من مديرين يترأسان مؤسسة "بريكثرو"، يعمل هو الآخر موظفا لدى حزب المحافظين قبل أن ينضم إلى فريق العمليات المعلوماتية التابع لمؤسسة "بيل بوتينغر" في بغداد. أما المدير الآخر، روبرت إليوت، فقد كان في السابق يعمل منتجا لبرامج تلفزيون الواقع. كلاهما في العقد الثالث من العمر وكانا يدرسان في المدرسة نفسها في منطقة إسيكس.

يتضمن العمل الذي تقوم به مؤسسة "بريكثرو" لصالح وحدة "ريكو" إنتاج كم كبير من المواد الرقمية، لأفلام وتغريدات "تويتر" وصفحات "فيسبوك" ومقاطع "يوتيوب" وبرامج إذاعية تبث عبر الإنترنت، بالإضافة إلى مواقع الإنترنت. وتقول المؤسسة إن هذه المنتجات في العادة "تستضاف" من قبل مجموعات المجتمع المدني المسلمة.

تبين إحدى الوثائق الخاصة بمؤسسة"بريكثرو"، التي اطلعت عليها صحيفة "الغارديان"، أن من أهدافها "التأثير على المحادثات التي تجرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال اختراق المجتمعات المستهدفة عبر شبكة من المنظمات المعتدلة التي تدعم وتؤيد أهدافها".

يذكر أن كيانا واحدا على الأقل استخدمته "ريكو" لبث رسائلها – العون لسوريا – جرى تصميمه من قبل "بريكثرو" لإنتاج رسالة محددة لمواجهة التطرف، فهي في العادة تعمل مع مجموعات موجودة أصلاً.
يقول أحد الأشخاص ممن لديه اطلاع على عمل "ريكو" بأن مثل هذه المجموعات ترصد بشكل جيد قبل أن يجري أي اتصال معها. وفي بعض الأوقات، كما يقول المصدر، تكون صغيرة جدا، ويضيف: "قد تكون فقط شخصا واحدا لديه مدونة، ولكنه باستمرار شخص يمكن لحكومة صاحبة الجلالة أن تعمل معه، ولكن هذه ليست شراكة حقيقية وإنما ترتيب يتم من خلاله التلاعب به".

"ريكو" لا تمول هذه المجموعات، وإنما تمول عمل "بريكثرو" لإنتاج المواد التي تستخدمها هذه المجموعات في تواصلها. إلا أن بعض المجموعات التي تعمل معها "بريكثرو" بالنيابة عن "ريكو" تصر على أنها تحتفظ لنفسها بالتحكم في السياسة التحريرية وأن كل ما تفعله "ريكو" و"بريكثرو"، هو أنهما يساعدان في تضخيم رسائلها.
 
ولكن مدونات اجتماعات "ريكو" تعطي صورة أوضح عمن يملك الأمر والنهي، حيث ورد فيها ما يأتي: "في الوقت الذي تحتفظ فيه ريكو بالسيطرة التحريرية على كافة ما تنتجه من مواد، فإن ريكو تقدم أشكالاً من الدعم والخبرات لمنظمات المجتمع المدني لمساعدتها على صياغة حملاتها، وفي إنتاج المواد وفي استنفار المستهدفين بها".

منذ فبراير (شباط) في العام الماضي، وبحسب إحدى الوثائق، نظمت الوحدة 13 حملة على المستوى الوطني، وأنتجت ما مجموعه 950 منتجا للتداول عبر الإنترنت، حظيت بما يزيد على مليون زيارة من الجمهور.

يتردد تشوك من حين لآخر على مكاتب "بريكثرو" لزيارتها. يقول أحد المصادر: "في بعض الأوقات يجلس في غرف المونتاج يشاهد العمل الذي تم إنتاجه. ريكو ليست بالضبط من يضع النصوص ولكنهم يحرصون على تأكيد أنهم يرغبون في استخدام كلمات من نوع معين في هذا الموضع أو ذاك من الفيلم". ويقول مصدر من داخل "بريكثرو" إنه نظرا لأن الحكومة هي التي تدفع ثمن العقد، فإن "ريكو" ترى أن من حقها أن تزور وحدات المونتاج لتتأكد من جودة المادة المنتجة.

"ريكو" و"بريكثرو" تركزان على "المناطق ذات الأولوية عند بريفينت" داخل المملكة المتحدة، فتستخدمان كلمات أساسية وتنشران عبر "غوغل" و"فيسبوك" إعلانات مدفوعة الأجر لاستهداف أشخاص يعلم من طريقة تصفحهم لمواقع الإنترنت أنهم مسلمون. وباستخدام ما يسمى "أساليب الترويج والنشر" تروج "بريكثرو" رسائل "ريكو" للمتصفحين الذين يبحثون عن مصطلحات مثل "داعش" و"خليفة"، و"ما الذي يقوله القرآن عن الجهاد؟". 

وفي العام الماضي أقامت "بريكثرو" شركة علاقات عامة اسمها هورايزن للعلاقات العامة، وهي عبارة عن مشروع مشترك مع "إم & سي ساتشي"، التي قال متحدث باسمها ما يأتي: "إنما أوجدت هورايزن حتى تدعم العلاقات العامة لمجموعات المجتمع المدني، سواء من المنظمات الطوعية أم المنظمات غير الحكومية التي ترغب في إحداث تغير اجتماعي إيجابي".

تقوم "هورايزن" بالترويج لأعمال المجموعات النشطة داخل الجالية كجزء من عقد "بريكثترو" مع "ريكو". إلا أن الصحفيين الذين تتواصل معهم "هورايزن" لم يحاطوا علما بأن الشركة تمثل المجموعات كجزء من العقد المبرم مع "ريكو". وقد فهم أن "بريكثرو" تقول إنها غير ملزمة بالخوض في تفاصيل دور الحكومة في الأمر.

تقول "بريكثرو" في واحدة من الوثائق إنها "تتفهم الطبيعة الحساسة لعمل ريكو وتلتزم بأعلى معايير الأمن والخصوصية". فيما لو فضحت مشاركة "ريكو" فسيكون لذلك أثر سلبي ليس فقط على مصداقية الرسائل وإنما أيضا "على سمعة كل من ريكو وبريفينت ووزارة الدخلية".

وتبين "بريكثرو" بوضوح أن الهدف من هذا العمل هو مساعدة الحكومة البريطانية على "الترويج لهوية إسلامية بريطانية متصالحة"، بينما تظل مشاركتها في ذلك مخفية، وذلك لأن "أي محتوى أو رسائل تنسب إلى الدولة فمن غير المحتمل على الإطلاق أن يكون لها أي مصداقية لدى المتلقين لها أو المستهدفين بها".

ولتحقيق الهدف الذي تصبو إليه الحكومة، فإنها تحاول "ريكو" تغيير الطريقة التي يفكر بها الشباب البريطاني المسلم والتي من خلالها يتصرف. تتحدث الوثائق مرة تلو أخرى عن "القيام باتصالات من شأنها أن تغير السلوك والتصرف" وعن "نتائج يمكن قياسها في ما يتعلق بتغير التصرفات والمسالك"، وكذلك عن "حملات مصممة لإحداث تغيير حقيقي في السلوك والتصرف". 

"إنها ليست كما تبدو في الظاهر"

لدى شركة "بريكثرو" تواصل مع العديد من الكيانات غير الحكومية، ولديها شفافية في ما يتعلق بدعم الحكومة لحملات التواصل التي نفذت في شرق أفريقيا، ولكن عدة مصادر تقول بأن عملها مع ريكو يقزم عملياتها الأخرى. 

علاقة "بريكثرو" مع وحدة ريكو تعود عليها بموارد جيدة، فقد تلقت في العام 2012/ 2013 ما مجموعه 448,286 جنيه إسترليني بسبب عقودها المبرمة مع مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب. ثم ما لبث هذا المبلغ أن ارتفع في العام 2013/ 2014 إلى 5,911,719 جنيه إسترليني. بشكل كلي تلقت الشركة من مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب منذ عام 2012 ما مجموعه 11.8 مليون جنيه إسترليني.

أحد الأشخاص ممن لديهم اطلاع ومعرفة بعمل ريكو يقول إن بعض من يعملون بدون تفرغ كامل مع "بريكثرو" لا يبدو أنهم يدركون بأنهم يشاركون في مهام دعائية سرية. ولقد أخبر عدد من موظفي "بريكثرو" السابقين، سواء ممن كانوا يعملون بتفرغ أو بدون تفرغ، صحيفة "الغارديان" بأنهم لم يسمعوا بـ"ريكو" من قبل – وهو ما تنكره بريكثرو حسبما فهمنا.

تقول إحدى الموظفات السابقات إنها تركت العمل بعد أن أدركت أنها تعمل في مجال الدعاية، وذلك لأنها اعتبرت العمل الذي تقوم به "غبيا وكريها".

وتقول موظفة سابقة أخرى كانت تعمل بدون تفرغ إنها أدركت الصلة بعد أن طلب مدراء "بريكثرو" مرارا وتكرارا إجراء تعديلات تحريرية، وأضافت: "أصبح واضحاً أن العمل يدار من خارج الشركة، وكان الغموض يشوب العملية نوعاً ما. سألت من أين تأتي الأموال فقالوا لي إن مصدرها وزارة الداخلية. شعرت إثر ذلك بعدم الارتياح فتركت العمل. فهم ليسوا في حقيقتهم كما يبدون في ظاهرهم".

رفضت وزارة الداخلية الإجابة على الأسئلة التي وجهت لها حول عمل "ريكو" ولم تسمح لأحد من داخل الوحدة بأن يجري مقابلة معنا، ورفضت التعليق على مدى ضلوع وزير الداخلية نفسه في الإشراف على عمل "ريكو"، كما امتنعت عن الرد على ادعاءات بأن دعمها السري لبعض المنظمات الإسلامية يمكن أن يهدد بتقويض الدعم الذي يقدمه المجتمع المدني المسلم ككل. 

إلا أنها أصدرت بيانا قالت فيها إنها تعمل مع الجاليات ومع مجموعات المجتمع المدني ومع الأفراد سعيا لمواجهة "السردية المنحرفة" لإرهابيين والمتطرفين.

وجاء في البيان: "نفخر بالدعم الذي وفرته وحدة ريكو للمنظمات التي تتصدر لمواجهة الأيديولوجيا المنحرفة لبعض المجموعات مثل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وفي مجال حماية الجاليات".

ومضى يقول: "يمكن لهذا النوع من العمل أن يشتمل على قضايا بالغة الحساسية وأن يتعلق بجاليات قابلة للتأثر وجماهير يصعب الوصول إليها، ولذلك كان من الأهمية بمكان أن تؤسس العلاقات بعيدا عن الأضواء وفي منأى عن وسائل الإعلام. ونحن نقدر الشجاعة التي يتحلى بها الأفراد والمنظمات الذين اختاروا أن يتكلموا ضد العنف وضد التطرف، ونعتبر أن من الصواب دعم هؤلاء وتوفير الحماية لهم...

إن المبدأ الذي نلزم به أنفسنا ونسترشد به بهذا الخصوص هو ما إذا كانت أي من المنظمات التي نعمل معها هي نفسها سعيدة بأن تتحدث علانية حول ما تقوم به من نشاطات. في الوقت نفسه نحن منفتحون قدر الإمكان وقد أشرنا إلى الدور الذي تقوم به وحدة ريكو في منشوراتنا وداخل البرلمان".

ولكن على النقيض من "ريكو"، فقد بادرت "بريكثرو" إلى تزويدنا في صحيفة الغارديان بإجابات على الأسئلة التي وجهناها لها ولكنها قالت إنها تعتبر الأجوبة شأنا خاصا لا يباح به ولا يجوز نشره.

وقالت في تصريح مكتوب: "تشعر بريكثرو ميديا بالفخر والاعتزاز لتمكنها من توفير تشكيلة من المجموعات داخل الجالية بما تحتاجه من مساعدة ودعم لتتمكن من سرد رواياتها، ومجابهة التطرف بكل أشكاله، وبناء جاليات أقوى وأكثر أمنا وأمانا".

في تصريحات لصحيفة "الغارديان"، قال بعض المسؤولين المطلعين على العمل بأنهم يعتبرونه جهدا قيّما. إلا أن أحد الأشخاص الضالعين فيه أقر بأن العمل ما هو في نهاية المطاف سوى نشاط دعائي، ولكنه أضاف: "كل ما نحاول فعله هو الحيلولة دون أن يتحول بعض الناس إلى انتحاريين".
التعليقات (0)