كتاب عربي 21

ويستفتونك في الجيش العربي السوري!

سليم عزوز
1300x600
1300x600
بدا مسمى "الجيش العربي السوري"، اكتشافا، كما لو كان قادته وأفراده من "أهل بدر"، الذين اطلع الله عليهم، وهم يواجهون الكفر في قوته، فقال لهم: "اعملوا ما شئتم إني قد غفرت لكم"!

فإزاء الجريمة التي أرقت الضمير الإنساني في حلب، انطلق الذين هم في كل واد يهيمون، وقد استشعروا اليتم برحيل الرئيس العراقي صدام حسين الذي كان ينفق عليهم "من وسع"، فوجدوا تجارة في بلاد الشام، فذهبوا إليها يبتغون منافع لهم، فدافعوا عن الجريمة بتبريرها تارة، لأن من قام بها هو "الجيش العربي السوري"، أو بنفي ارتكابها تارة أخرى، فـ "الجيش العربي السوري" لا يمكنه أن يقدم عليها، فهم في دفاعهم عن قاتل معترف، والاعتراف سيد الأدلة، علقوا الاتهام في رقبة كل التنظيمات المتحاربة، من تنظيم القاعدة، إلى تنظيم الدولة، إلى جبهة النُصرة!

ولأنه "الجيش السوري الحر"، الذي يبات مغفورا له، فهو إن ارتكب الجريمة ففي ارتكابه لها، إنما يتحرك من قواعد الحق، على نحو ذكرنا بمقولة "خير أجناد الأرض"، في وصف الجيش المصري، وهو الوصف الذي يرفع في مواجهتنا ونحن نسعى للتميز بين المجلس العسكري والجيش المصري، وبين عبد الفتاح السيسي وجريمته في "رابعة" و"النهضة" ومذابحه الكثيرة، والقوات المسلحة المصرية. كنا ننزه الجيش، فيأبون إلا أن يجعلوا منه ساترا، ليحولوا دون الإمساك بالقاتل الحقيقي، وأكمل " صدقي صبحي" العزف الموسيقي بإعلانه أن القوات المسلحة المصرية تقف خلف القيادة السياسية!

في الاستدعاء لمسمى "الجيش العربي السوري"، تم التذكير بأنه جزء من الجيش المصري، على نحو يجعله جديرا بمقولة "خير أجناد الأرض"؛ فمنذ "الوحدة" قررت مصر، أن يطلق على الجيش في دمشق مسمى "الجيش الأول"، لتكون جيوش القاهرة هي الثاني والثالث الميدانيين، وبدا كما لو كنا أمام اكتشاف ثان، بعد اكتشاف "الجيش العربي السوري"!

ولا أعرف لماذا بعد انتهاء "الوحدة" لا يزال النظر للجيش المصري والسوري على أنهما جيش واحد، وليس جيشين، فقد سقطت "دولة الوحدة"، لأنها لم تؤسس على قواعد العدل والحرية من أول يوم، وتحولت لدولة ضرار، أراد بها العسكر في مصر، أن يسحبوا سوريا معهم إلى مستنقع الاستبداد والديكتاتورية، وحدث الانفصال في سنة 1961، لكن ما أعرفه جيدا أن سوريا إذا كانت قد اتخذت بعد الانفصال مبكرا اسم "الجمهورية العربية السورية"، فقد ظلت مصر تحمل اسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971، ولا يزال قانون نقابة الصحفيين المصريين رقم (76) لسنة 1970، الساري إلى الآن، يحمل هذا الاسم؛ إذ لا تزال مادته الخامسة تنص على أن من شروط القيد في النقابة، أن يكون المتقدم لطلب العضوية من "الجمهورية العربية المتحدة"، تماما كما لا يزال مسمي الجيش الأول قائما إلى الآن، كما لا يزال جيش الأسد يحمل مسمى "الجيش العربي"، وهو جيش طائفي، من عناصر الشبيحة التي تحمي الحكم العلوي هناك، ولو كان الثمن هو القضاء على كل الشعب العربي السوري!

وكأن هذه التسمية: "الجيش العربي السوري"، أو تلك: "الجيش الأول الميداني"، تبيح له القتل والتفجير، وتمنحه رخصة شرعية لأن يجعل عاليها سافلها ويهلك الحرث والنسل، ويدمر المنازل على رؤوس ساكنيها!

إن "الجيش العربي السوري"، انتهى بنهاية حرب أكتوبر وما نشاهده الآن هو مليشيات انتحلت صفة هذا الجيش، وسطت على اسمه، وهو جيش لم يطلق رصاصة واحدة لتحرير الجولان المحتل، وكان قائده عندما تحلق الطائرات الإسرائيلية فوق قصره، وتضرب أهدافا، ولأنه يعلم أنه لا يملك جيشا يصد العدوان، ويحمي الكرامة، يعلق بأن إسرائيل لن تحدد موعد الحرب، وباعتبار أن بابتلاعه المهانة، فقد انتصر في الحرب وحسم المعركة لصالحه!

هذا الموعد لم يأت أبدا، وهذا العجز هو الذي جعل إسرائيل تتمسك باستمرار بشار الأسد في السلطة، وتتوسط لحمايته في موقعه لاستكمال مهمة إنهاء الخطر المحتمل لسوريا، فـ "الجيش العربي السوري" يتولى المهمة بقتل السوريين وتدمير سوريا، مستعينا بالحرس الثوري الإيراني، ومليشيات حسن نصر الله، ويمثل غطاء للإجرام الروسي، في إنهاء سوريا ليبقى الأسد رئيسا على الأطلال، وتشعر إسرائيل بالأمان، فلا تخاف غدا إذا سقط الأسد، أو انتهى حكم العلويين، من أن يأتي من يمثل خطرا عليها، فقد تولى "بشار الأسد" مهمة إنهاء مكمن الخطر على خير وجه!

اللافت، أنه مرت علينا ليلة بنهار، لم نسمع فيها لذيول الأسد في المنطقة حسّا، والعالم يعاين حجم الجريمة في حلب، ويشاهد ضحاياه من الأطفال الذين تم تفجيرهم دون خجل أو وجل، كان واضحا أنهم يبحثون عن دفوع، فاستيقظوا متأخرين ليبرروا الجريمة، أو يدفعوا بها بعيدا؛ فمنهم من قال إن تفجير حلب تم بواسطة الإرهابيين، ولا نعرف ما هو سر صمت بشار الأسد، وكأن في فمه "سد الحنك"، وكان بإمكانه أن يدين ما جرى، ويعلن أن الإرهابيين لن يحددوا له موعد الحرب!

والسؤال هل يملك الإرهابيون الأسلحة المستخدمة في تدمير حلب؟ هل تملك القاعدة والنصرة وداعش البراميل المتفجرة والصواريخ حديثة الصنع التي دكت البيوت دكا؟!

لقد أعلن مجرم الحرب "بوتين" أنه اختبر الأسلحة الروسية المتطورة، مشيرا إلى أن إنفاق الأموال في حرب حقيقية أفضل من صرفها على المناورات!.

إن الجيوش عندما تتحول إلى أدوات قتل للشعوب، فإنها لا تعدو أن تكون سوى مليشيات تقوم على حماية زعيم عصابة، أو قاطع طريق، لا يغير من طبيعة الأمر أنها تنتحل صفة "الجيش الأول الميداني"، أو تحمل مسمى "الجيش العربي السوري".

ويستفتونك في الجيش العربي السوري.. قل مليشيات تحمي قاتلا.
التعليقات (5)
مواطن مدني من حلب
الخميس، 05-05-2016 03:31 م
باعتبارك قاعد برا حلب فلا تعلق وتحكي ع شي مانك عايذة جماعاتك الارهابية لما عم تضرب غاز الكلور ع المشلفي والمدترس وينك منهن جماعاتك اللي عم يمثلو الاسلام بكل ثوره ويصيحو الله امبر عالمظلوم لينثرو الظالم وينك منهن عموما الله اكبر على كل مين بيقتل مدني عازل السلام والله ينصر الاسد بشار وجيسه المغوار على كل من ادعى الاسلام اللهم عجل بالنصر الموعود
حماصة
الثلاثاء، 03-05-2016 03:09 ص
ويستفتونك فى الجيش المصرى فقل صنيعة كامب ديفيد يحمى اسرائيل والصهيونية على حساب ابنائنا فى ارض الفيروز وبدماء أبناء الفقراء . ويستفتونك فى الجيش المصرى فقل هو العار الذى داس كل قيم النخوة والعروبة والاسلام بتهجير أهلينا وتدمير بيوتهم ومساجدهم ومستشفياتهم فى رفح ليأسسوا جداراً يحمى اسيادهم
هشام ميشلان
الإثنين، 02-05-2016 08:59 م
قل جيوش العار و الشنار , قل معاويل الخراب و الدمار , قل و لا تقل , كائنات لا نعلم إن كانت تنتمي لفصيلة بني البشر , أم أنها فصيلة جديدة مستهجنة صنعها شياطين و أبالسة الشرق و الغرب في جلساتهم الماسونية , فطلعوا علينا بأشباه البشر , قلوب الحجر , من بني جلدتنا لينخر جسد أمتنا من داخلها ,طوابير خامسة في مناصب و مراكز قيادية سياسية و عسكرية و حتى رئاسية , تعبث من دون خجل و لا وجل بمصير الأمة العربية و الإسلامية , و تعمل على سقوطها في أيادي المستعمرين القدامى , سقطت الأقنعة عن وجوه , ألا شاهت وجوههم تلك التي لازالوا يظهرون بها علينا , لقد تعدوا الخيانة العظمى إلى أبعد من ذلك بمراحل , فهي ليست خيانة , لأنهم مخلصون أوفياء لسادتهم , بل هم ليسوا منا و قد تم دسهم بيننا منذ عقود إن لم أقل منذ قرون , إقرأوا التاريخ , فالتاريخ مليئ بأمثلة لأناس كنا نظنهم قمة في الزهد و الورع , و تزوجوا بيننا و أنجبوا ذرية أنجبت ذرية , إلى أن اتضح أنهم صهاينة تم دسهم لينخروا في بنيان هذه الأمة , لكن الغريب هو أين كنا نحن و آباؤنا الأولون في غفلة عن هذا , يا ويلتنا نحن العرب من شر قد اقترب , كنا نياما نغط في سبات عميق , و منطق عبيط , لقد فات الأوان لإصلاح ما قد فسد , إن هذه الجيوش ليست عربية , الأنفار عربية , لكن القادة و الرؤساء دخلاء و منتقون على الفرازة منذ عقود , فلقد ربوا على أعين العدو, و لقد استثمر فيهم العدو جهود و خبرات ليسلطوا على أعناقنا . إن الشعوب العربية لم يتبقى لها خيارات كثيرة , بل هو الخيار الوحيد و هو الدفاع عن النفس و الأرض و العرض فرادى و جماعات ,إن الغرب قد تراه يتملق لدولة عربية مستقرة تعمل بالطرق المتاحة و البدائية في مسيرة نموها كنوذج لدولة ناجحة , لكنه يضمر لها من الحقد و العداء ما الله به عليم , و لو سقطت لنهشوا من لحمها الحي , كما ينهشون اليوم كالكلاب المسعورة من لحم الحي لإخواننا السوريين , و الله لا أأمن الغرب و لو أوقد لي أصابعه العشرة شموعا , مساكين أجيالنا القادمة التي عليها أن تصلح كل هذا العفن الذي ينخر في جسد الأمة , الأجيال التي عليها أن تلقي بكل منظومة في القمامة و إعادة بناء كل المؤسسات بما فيها الجيش , أي أن عليها أن تبدأ من الصفر إن لم أقل من تحت الصفر . هذا ما جناه أبي علي و ماجنيت على أحد , أجدادنا ضيعوا أجيالنا القادمة بعبطهم و تفريطهم , فنحن اليوم ندفع ثمن ذلك التفريط و ذلك العبط . لكن الغريب في الأمر أن كثيرا من الناس لا زالوا لم يستفيقوا لما يحاك لهم , فهل ينتظرون أن يرأسهم حاكم صهيوني يكلمهم بالعبري مباشرة ؟, هل ينتظرون أن يقولوها صراحة بأنهم ليسوا عربا و لا مسلمين و لا ينتمون أصلا لهذه الديار؟ . و لهذا فإذا استفتوك في الجيش العربي فقل إنه ليس بعربي ذلك الجيش الذي يقصف بالطائرات أطفالا و شيوخا و مرضى و جرحى و أهالي و مساكن آهلة و مخابز و مشافي و حقول و مزارع و أسواق و معابد و مساجد و بيع يذكر الله فيها كثيرا , قل معاذ الله أن يكون عربيا مسلما أو نصرانيا أو يهوديا أو أن يكون عربيا و لو ملحدا تجرد من الدين و استبقى النخوة العربية , معاذ الله أن يكون بشرا سويا , أو قل إن استفتوك , إنه جيش العدو يقيم بيننا , يأكل من طعامنا , ننفق عليه من أموالنا , ندفع أثمان عتاده من أقواتنا , نزيد أنفاره من فلذات أكبادنا ,نتحمل صفاقة و حماقة رؤسائه و هم يستخفون عقولنا , نعم إنه جيش العدو يقيم بيننا , يشرب نخب هزائمنا من دمائنا , ينتشي ثملا على مآسينا , نخرج منه الدفعات تلو الدفعات في كلياتنا , نرسل منه البعثات تلو البعثات لعدونا , يغرس فيه عدونا عقيدة ليست من عقيدتنا , و لا نسأله عن ولائه بعد عودته هل لا زالت لأمتنا ؟, يعود الفتى الدفعة و قد تشرب الحقد علينا , و قد اقتلعوا من قلبه كل رحمة كانت امه قد أرضعته عامين متتاليين , قل إنه جيشنا الذي سوف يقتلنا , فهو اليوم مرابط على عتباتنا و ينتظر الإذن ليسفك دمنا .
ابو نزال
الإثنين، 02-05-2016 08:43 ص
اساسا حرب تشرين انهت الجيش العربي السوري الاصيل من الضباط السنه من اغتيل ومنهم من سجن ومنهم من سرحوه ليحل مكانه الجيش العلوي بتزيينه ببعض الضباط السنه اللذين لاحول لهم ولا قوة وزينوا حزب العث بالجبهة الوطنية التقدميه واحزاب هذه الجبهة تمجد حزب البعث اكثر من حزب البعث نفسه وعاش الشعب السوري هذه الكذبة عشرات السنين حتى اصبح الشعب السوري بدون استثناء ملك لاشخاص او عصابه نسال الله العلي القدير ان يحرر السوريين منهم ومن الظلام اولاد الحرام انه هو السميع العليم ولا نسال سواه
guermit.abdellah
الإثنين، 02-05-2016 08:09 ص
ونحن نتابع الاحداث في البرازيل هذه الايام ياخذنا العجب وياكلنا الحسد .من شعوب محترمة وحكام لا يقلون احتراما عن شعوبهم . رغم ما يقولونه هم عن حكامهم ..الذين يعدون الى جنب حكامنا حملانا وملائكة .. وانطلق من الجزائر بلدي العظيم ثم عرج على مصر وانزل قليلا الى اليمن ثم اصعد شمالا الى سوريا ثم العراق . وانظر الى الجيوش العربية ما فعلت بشعوبها الاجنبية الخائنة .. ! ! ! نحن أمة غير محترمة فافرزنا اخبث ما فينا وصنعنا من ذلك الخبث جيوشا .. هذه الجيوش فصلت على مقاس الحاكم واعتبرت كل من انتقد الحاكم ولو بشطر كلمة هو خائن للوطن وعميل للاسرائيل ..وجزاءه الموت باي شيء وفي احسن الاحوال السجن والتنكيل .. نحن أمة لاتستحق الاحترام وغيرنا عرفوا تفاهتنا فصنعوا لنا جيوشا على اعينهم . واصبحنا نقتل بعضنا ونخرب بيوتنا بايدينا .وتجاوزنا العدو في التنكيل بأنفسنا .. قتلوا منا في ايام مالم تقتله اسرائيل في ستين عاما .. ويريدون منا أن نفهم أن اسرائيل هي العدو وهم ضد ذلك العدو .و مخازيهم تحت الطاولات مع اسرائيل لاتخفى حتى عن العميان .. استاذي العزيز ( سليم ) .. بتصرف بسيط .. ويستفتونك في الجيوش العربية فقل متخلفون و جهلة يحمون مجرمون وقتلة وفاسدون باسم حماية الاوطان ..