سياسة عربية

أزمة المياه في حلب مستمرة رغم الوعود باستئناف ضخها

تعاني حلب من أزمة مياه مستمرة - أرشيفية
تعاني حلب من أزمة مياه مستمرة - أرشيفية
في ظل انقطاع المياه عن القسم الخاضع لسيطرة النظام السوري في مدينة حلب، لليوم الثمانين على التوالي، لجأ الأهالي في المدينة للاعتماد على الآبار الارتوازية.

وتقول مصادر محلية من المدينة لـ"عربي21"، إن الآبار الموجودة في المدينة، والتي قام عدد من الأهالي بحفرها، فضلا عن قيام مديرية الموارد المائية في المدينة بحفر أخرى، خففت من مشكلة انقطاع المياه عن الأهالي، بعد أن استمر انقطاعها لأكثر من شهرين في هذه الأيام.

وتشير المصادر إلى أنّ الآبار توزعت على عدد من أحياء المدينة، من الفرقان وشارع النيل إلى سيف الدولة. ويوجد في الحي الأخير خمس آبار، تتواجد عليها عدد من العنفات من أجل قيام الأهالي في الحي بالتعبئة.

ويقول "محمود أبو محمد"، القاطن في شارع ميزر بحي الإذاعة، لـ"عربي21": "بتنا نعاني من انقطاع المياه منذ شهرين على التوالي، في ظل شح الأنباء عن زمن وصولها، ولكن ما خفف من العطش في الحي وسد حاجة الأهالي من المياه، هو وجود بئر ارتوازي في الحارة المغلقة من الشارع، حيث يقوم الأهالي بجلب المياه إلى منازلهم عبر أواني منزلية من طناجر وغيره".

وتقوم الجهات الحكومية في المدينة بإيصال المياه من هذه الآبار في بعض الأحيان عبر الصهاريج إلى منازل الأهالي في الأحياء الخاضعة لسيطرتها.

ورغم أن هذه المياه توصف بـ"الصالحة للاستهلاك البشري"، لكن عددا من الأهالي في تلك الأحياء يشير إلى عدم وثوقهم بمياه الآبار كونها غير معالجة.

حيث يقول "محمود اليوسف أبو غيث"، وهو من أهالي حي مساكن السبيل، لـ"عربي21": "لا أستطيع الوثوق بمياه الآبار، لذلك أقوم بشراء المياه من الصهاريج، حيث تكون المياه معقمة"، مشيرا إلى أنّ سعر تعبئة الصهريج الواحد يبلغ 2000 ليرة سورية أي ما يُعادل خمسة دولارات فقط.

وفي السياق ذاته، يقول المحامي علاء السيد، عضو "مبادرة أهالي حلب" في منشور له عبر "فيسبوك": "السبب الرئيس لانقطاع المياه في حلب، هو توقف محطة الخفسة عن العمل منذ شهرين ونيف من الآن".

وانتقد السيد قيام مديرية الموارد المائية بحلب، بحفر الآبار بطرق عشوائية، ودون دراسة علمية، وبكلف مالية عالية، ما أدى لنضوبها وضعف ضخ المياه من عدد كبير منها.

وبشّر السيد الأهالي في المدينة ببدء ضخ المياه من محطة الخفسة، باتجاه أحياء حلب، مشيرا إلى أنّ المياه تحتاج حوالي العشرين ساعة لكي تصل منها إلى محطة سليمان الحلبي في حلب عبر مسافة حوالي 90 كيلومترا، من قنوات الجر، ثم تحتاج محطة سليمان الحلبي إلى التغذية الكهربائية لتعمل مضخاتها، سواء عبر كهرباء الشبكة العامة في حال نجحت تجارب تغذيتها الخميس ووصولها لحلب، أو عبر مولدات الديزل.

وكانت الإدارة العامة للخدمات التابعة لجبهة النصرة قد أصدرت بيانا الخميس، أعلنت فيه انتهاءها، من صيانة محطة مياه "عين البيضا" في ريف حلب الشرقي، للبدء في عملية ضخ الماء من محطة مياه "الخفسة" إلى مدينة حلب.

وأضافت الإدارة أنه من المتوقع، وصول الماء إلى محطتي مياه باب النيرب، وسليمان الحلبي في المدينة الجمعة، مشيرة إلى أن الجهود ما تزال مستمرة، لإيصال التيار الكهربائي إلى مدينة حلب، لتشغيل المضخات، وتأمين الوقود اللازم لذلك، في ظل معاناة جميع المناطق في سوريا من انقطاع التيار الكهربائي.

وكانت المياه انقطعت عن مدينة حلب لأسباب تقنية تتعلق بمحطة الخفسة، التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة، في الوقت الذي تولت فيه مبادرة أهلية التنسيق ما بين التنظيم وقوات النظام من أجل حل المشكلة، حيث إن النصرة تسيطر على جزء من عين البيضا، ويسيطر النظام على الجزء الآخر منها، فيما يسيطر التنظيم على المحطة في الخفسة.

وتعرضت محطة الخفسة للقصف الروسي في كانو الأول/ ديسمبر الماضي، ما أخرجها جزئيا عن العمل قبل أن تتوقف بالكامل لاحقا.
التعليقات (0)