صحافة دولية

الغارديان: أكثر شكاوى التحيز تأتي من اللوبي الإسرائيلي

الغارديان: الشكاوى هي جزء من حملة تقوم بها إسرائيل ضد تغطية الإعلام الأجنبي للهجمات - أ ف ب
الغارديان: الشكاوى هي جزء من حملة تقوم بها إسرائيل ضد تغطية الإعلام الأجنبي للهجمات - أ ف ب
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للكاتب كريس إليوت، حول شكاوى بخصوص تغطية الصحيفة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يقول فيه إن هذه الشكاوى ليست حديثة، وإنها تأتي من الجانبين، مستدركا بأن أكثر الشكاوى تأتي من المؤيدين لإسرائيل، حيث إن هناك سيلا دائما من الشكاوى من أفراد ومجموعات ضغط إسرائيلية ومن السفارة الإسرائيلية في لندن. 

ويشير التقرير إلى أن هذه الشكاوى تشكل أكبر مجموعة تتعلق بموضوع واحد تصل إلى مكتب التحرير، لافتا إلى أنه منذ بدء الهجمات الفلسطينية بالسكاكين والأسلحة النارية والسيارات، تحول التركيز في هذه الشكاوى، فلم تعد حول محتوى نص الخبر، بل أصبح التركيز والتدقيق على عنوان الخبر.

ويذكر الكاتب أن أحد الأمثلة على تلك الشكاوى هي تلك التي أرسل بها الملحق الصحافي في السفارة الإسرائيلية ييفاث كوريل، الذي عبر عن اعتقاده بأنه في كثير من الأحيان "تقلب عناوين التقارير الإخبارية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأحداث، لترسم المجرم بصورة ضحية". 

وتبين الصحيفة أن كوريل اشتكى تحديدا من عنوان لتقرير لوكالة "أسوشييتد برس"، وكان التقرير حول أربع هجمات على إسرائيليين، خلفت خمسة قتلى فلسطينيين في يوم واحد.

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن كوريل قوله: "نريد أن نطلب تعديلا للعنوان (مقتل ثلاثة شبان فلسطينيين قتلوا بالرصاص في الضفة الغربية)، فالعنوان يغطي على الحقيقة المهمة بأن الشباب أنفسهم فتحوا النار على الجنود الإسرائيليين، وفي الوقت ذاته، فإنه يلمح إلى أن الجنود قاموا بإعدام الشباب". وكان عنوان "أسوشييتد برس" الأصلي يقول: "إسرائيل: مقتل خمسة فلسطينيين بينما كانوا يهاجمون إسرائيليين". 

ويورد إليوت نقلا عن كوريل قوله في بريد إلكتروني لاحق: "في الواقع فإن العنوان الفرعي في هذه الحالة يجعل الأمر أسوأ، ويلمح إلى أن الجنود يكذبون بشأن وقوع الهجوم (وزعمت قوات الأمن الإسرائيلية بأنها وقعت تحت الهجوم قبل مقتل الشباب -مع أنه لم يصب أي جندي بأذى)، وكأن عدم الإصابة بالأذى يقوض صحة وقوع الهجوم".

ويعلق الكاتب قائلا: "رفضت الشكوى لأن العنوان ليس دقيقا ولا يوحي في نظري بأن الفلسطينيين الثلاثة الذين قتلوا هم ضحايا أبرياء، هناك ثلاثة فلسطينين ماتوا، لكن هل تلك هي القصة كاملة؟ وهل يجب أن يحتوي العنوان على القصة كاملة؟ فوظيفة العنوان تقليديا هو جذب انتباه القارئ بذكر أهم ما حصل فيها؛ وفي هذه الحالة هو الوفيات، كما أن المتعارف عليه أن العناوين تقرأ مع العناوين الجانبية والقصة التي توضح السياق". 

ويضيف إليوت: "في الإنترنت قد لا يظهر سوى العنوان الرئيس للقارئ، وفي هذه الحالة فإن العنوان الجانبي قد يكون إشكاليا، ويعترف المحررون في (الغارديان) بهذا الأمر، وتم استخدام هذا المثال مع مثالين آخرين لا علاقة لهما بالشرق الأوسط في مذكرة للمحررين، كي يتوخوا الحذر من إعطاء المزيد من الحيثيات في العناوين والعناوين الجانبية؛ لإعطاء أكبر قدر ممكن من القصة، خاصة عندما يقتل الفلسطينييون بينما يهاجمون الآخرين". 

وترى الصحيفة أن "الشكاوى حول تغطية (الغارديان) هي جزء من حملة تقوم بها إسرائيل ضد تعطية الإعلام، خاصة الإعلام الأجنبي، للهجمات، وكانت هناك جلسة استماع في الكنيست بداية الشهر للجنة الفرعية حول الحرب القانونية المتعلقة بتغطية الإعلام الأجنبي، (التغطية التي تؤدي على المدى الطويل إلى تآكل الشرعية لحرب إسرائيل على الإرهاب)". 

ويفيد التقرير بأن الاتحاد الصحافي الأجنبي في القدس رفض تهم التحيز في رد قوي للتهم قدمه للجنة. وجاء فيه: "نريد أن نصرح أولا بأننا لا نتفق مع المرتكز الذي قامت عليه جلسة الاستماع، فهي تفترض أمرين مسبقا: أن الإعلام الأجنبي منحاز، وأن هذا الانحياز المفترض يقوض مقدرة إسرائيل على قمع الهجمات الإرهابية، فنحن لا نتفق على أن الإعلام الأجنبي متحيز، وشرعية الحملة الإسرائيلية ضد الإرهاب تحددها الطريقة التي تتصرف بها إسرائيل خلال هذه الحملة، ولا علاقة لها بالإعلام الأجنبي". 

ويضيف الاتحاد الصحافي: "هناك حالات كان فيها اختيار العناوين ليس موفقا في الإعلام الدولي، وفشل في عكس التطورات على أرض الواقع. وقد تمت الإشارة إلى هذه الحالات وتصحيحها في أسرع وقت ممكن، والأخطاء تتم في المهن كلها. والأخطاء القليلة، التي هي قليلة جدا إذا ما وضعنا حجم تغطية الموضوع بعين الاعتبار، لا تشكل تحيزا مؤسساتيا، كما يجب الإشارة إلى أن العناوين لم تكن أبدا القصة الكاملة، وعادة ما لا يكتبها الصحافيون الميدانيون، بل يكتبها محررون يجلسون في مكاتبهم في نيويورك أو لندن أو أي مقر آخر". 

ويخلص الكاتب إلى القول: "يجب الملاحظة أيضا أن المحررين الذين يكتبون العناوين لتقرير من وكالة، أو لحادث مرت عليه عدة ساعات، يتوخون الحذر الشديد، خاصة أن ظروف العديد من حوادث القتل مختلف عليها، خاصة بعد الحادث مباشرة، وأنا أدعم هذا الحذر، لكن ليس ضروريا القبول بتهمة الانحياز لإدراك أن العناوين في عصر الإنترنت بحاجة إلى تجنب التبسيط الزائد".
التعليقات (0)