ملفات وتقارير

كيف يقلد تنظيم الدولة تجربة القذافي بليبيا؟ (إنفوغرافيك)

تنظيم الدولة خلال استعراض سابق له في مدينة سرت الليبية - تويتر
تنظيم الدولة خلال استعراض سابق له في مدينة سرت الليبية - تويتر
يواصل "تنظيم الدولة" في ليبيا عملية بناء "جيش من الفقراء" بتجنيد مقاتلين من دول أفريقيا الفقيرة مثل تشاد والنيجر مقابل حوافز مادية مجزية، وفيما اجتمع مسؤولون من 23 دولة في روما لبحث محاربة التنظيم، فإنه ليس هناك ما يشير إلى أن ثمة هجوم عسكري ضد التنظيم في ليبيا.

وقالت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية، إن التنظيم يزيد أعداد مقاتليه بتقديم مزايا مالية تصل إلى 1000 دولار شهريا؛ لجذب المقاتلين من الطبقات الفقيرة في دول مثل تشاد ومالي والسودان للقدوم إلى ليبيا والانضمام لصفوفه، حيث يعيش الفرد على أقل من دولار واحد يوميا.

تقليد تجربة القذافي

وأشارت الصحيفة إلى أن "تنظيم الدولة" يتبع الإستراتيجية نفسها التي اتبعها معمر القذافي الذي جند بدوره آلاف الجنود المرتزقة من أفريقيا لخدمة جيشه وقمع أي ثورة ضده.

وتتحدر نسبة كبيرة من مقاتلي التنظيم في سرت من أصول أفريقية إلى جانب مقاتلين من سوريا والعراق، وهم يشكلون قيادات التنظيم.

ونقلت "الديلي تلغراف" البريطانية عن ضابط بالشرطة في مدينة مصراتة، العقيد منصف الولدة، قوله إن "الهجرة غير الشرعية تعد من أكبر التهديدات التي نواجهها لأنها تشجع المقاتلين الأجانب على القدوم إلى ليبيا والانضمام للتنظيم".

وأضاف: "معظم المهاجرين يريدون الوصول إلى أوروبا، لكن البعض يريد العمل مع (تنظيم الدولة) هنا في ليبيا بسبب المقابل المادي المجزي الذي يحصلون عليه".

وأقر مسؤولون ليبيون أنهم غير قادرين على وقف تدفق المقاتلين من دول الصحراء الأفريقية إلى ليبيا، فجميعهم يصلون إلى ليبيا بواسطة طرق التهريب التي يستخدمها المهاجرون الأفارقة للوصول إلى أوروبا.

جنسيات المقاتلين

ونقلت الصحيفة البريطانية عن رئيس المخابرات العسكرية في مصراتة، إسماعيل شكري، أن "70 % من قوات (تنظيم الدولة) في مدينة سرت من غير الليبيين". لافتا إلى أن "الغالبية من تونس والسودان وتشاد والنيجر، ونسبة قليلة تأتي من الجزائر ودول الخليج".

وتابع: "الحدود الكبيرة لليبيا تساعد المقاتلين الأجانب في الدخول إليها عن طريق طرق التهريب. حيث نفذ مقاتلون أفارقة عدة هجمات انتحارية داخل ليبيا".

تردد غربي

واجتمع مسؤولون من 23 دولة غربية في روما، الثلاثاء، لبحث محاربة "تنظيم الدولة" الذي أعلن دولة خلافة في مساحات كبيرة من أراضي سوريا والعراق ويتوغل في دول أخرى خاصة ليبيا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الاجتماع، إن "البلد لديه موارد، آخر شيء في العالم تريدونه هو خلافة وهمية يمكنها الاستفادة من عائدات نفطية بمليارات الدولارات".

من جهته قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتليوني إن "دولا كثيرة ستكون مستعدة للاستجابة لأي طلب للمساعدة في توفير الأمن في ليبيا حال تشكيل حكومة وحدة هناك".

ومع ذلك، قال كيري إن بلاده ترفض نشر أي من قواتها البرية في ليبيا، فيما نفى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تكهنات في وسائل إعلام بأن باريس مستعدة للتدخل في الدولة الغنية بالنفط.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تقود تحالفين مختلفين يشنان ضربات جوية في العراق وسوريا تستهدف "تنظيم الدولة"، لكن التنظيم لم يُمس تقريبا في ليبيا.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب من مجلس الأمن القومي العمل على وضع خطط لمواجهة التنظيم في ليبيا، وإرسال خبراء عسكريين لتقييم الوضع على الأرض.


التعليقات (0)